بات يعرف الجميع أثر البرمجة السلبية على سلوك الانسان وأن جل سلوكياتنا تمت
برمجتها في مراحل مبكرة من حياتنا سواء كانت سلوكيات ايجابية او سلبيه وهذه
البرمجة هي الحدود والقيود التي ندرك من خلالها الحياة
وهي برامج تلقائية التشغيل في عقولنا فيها ردود أفعال تجاه
المثيرات الخارجية , وأجمع علماء التربية على دور الوالدين في تكوين هذه
البرمجة وأنهم هم مصدر التعلم الاول وقبلهم
روى البخاري في صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)
وهذا دليل على أثر الوالدين على الاطفال ولا يقل دور المدرسة عن الوالدين في برمجة
الطالب وخصوصا المعلم وما يلعبه المعلم من دور في تنشئة الطلاب وبرمجتهم سلبا أو
ايجابا ويزاحم المدرسة والبيت في هذا العصر الاعلام فمع تطور التقنية أصبح
الاعلام لاعب أساس في برمجة الناس على القبيح والجميل وأصبح له دور بارز وعصا السبق
في هذا المجال وتحدث البرمجة بطرق متعدد كل الطرق تشترك في قضية التكرار ,
تأمل معي هذه المسميات :-
رياضيات , لغة إنجليزية , نحو , فيزياء , كيمياء , تاريخ , أدب , كيمياء جيولوجيا
,رسم , تربية رياضية .
لكل كلمه من الكلمات السابقة برنامج في عقلك بمجرد قراءتها يفتح البرنامج ولو ذكرت
هذه المسميات أمام أحد الطلاب وتأملت وجهه لوجدت اختلاف عند كل أسم من هذه الاسماء
والسبب يعود الى برامج تمت برمجتها في عقولنا ومن خلال هذه البرامج كونا صورة
ذهنية تحمل كل القيم والمعتقدات والتجارب عن كل مادة من المواد الدراسية هذه
الصورة تصف تجربتك ووجهة نظرك ولا تصف الحقيقة تصف حكمك على المواد والحكم على
الشيء فرع عن تصوره ..
ولو عملنا إحصائية لأكثر المواد كره من الطالب لوجدنا انها الرياضيات فالكثير من
الطلاب يعتبر الرياضيات حجر عثرة في طريقة … فكيف وصل الى هذا التصور وكيف تبرمج
عليه الطريقة بسيطة جدا …
تبدأ البرمجة من بداية وجودنا في الحياة وقبل دخولنا للمدرسة
حدثت تجربة في البيت سقط أخي الاكبر في مادة الرياضيات وبدأ أبي بالحوار معي اخي
كان أبي مغضبا وكان أخي خائف والموقف متوتر الجميع منفعل أبي يسأل أخي لماذا سقطت
في الرياضيات أخي يرد وهو يبكي بأن المادة صعبة جدا ولم يستطع فهمها والمعلم لم
يستطع شرحها بطريقة مناسبة أبي يوبخ أخي اخي يبكي وأمي تترجي أبي أن لا يتحامل عليه
, ينتهي الموقف بنوع من التهديد يخرج أخي يبكي أبي يتحدث الى أمي وهو مغضب أمي
تخفف عنه المادة صعبة وأنت عارف أبي يقول أعرف ان الرياضيات صعبة لكن أنا موفر له
كل ما يريد حتى مدرس خصوصي ترد الام الرياضيات معقدة جدا …
هذا السيناريو يحدث في حياتنا بشكل عفوي هناك مراقب لهذا المشهد المسرحي هو أنا ذلك
الطفل الصغير الذي لا يعرف ما هي الرياضيات لكنه بات يعرف الآن ان الرياضيات شيء
معقد عصي على الفهم لقد عرفت الرياضيات جيدا كل شيء معقد وصعب هو رياضيات وفي
أول لقاء لي بمجموعتي السريه من الاطفال سوف أخبرهم أن الرياضيات شيء صعب جدا
ومعقد وسوف يذكر كل فرد ما يعرفه عن الرياضيات مما يعزز التصور الاول ..
وفي اول يوم لي في المدرسة عندما استلمت الكتب كان اكبر كتاب هو كتاب الرياضيات فيه
ارقام وصور غريبة يا الله شكله صعب ( الى الان لم اتعلم القراءة والكتابة ) وخلال
السنوات الاولى من الدراسة يكرر علينا معلم الرياضيات ان الرياضيات صعبة وليست مثل
باقي المواد وهو في قمة الغضب لان فلان لم يستطع الاجابة بشكل صحيح وسريع ويتكرر
الموقف معي ومع باقي مجموعتي السرية ونجتمع نتحدث عن المدرسة وعن الرياضيات
المعقدة في مرحلة من الدراسة نتوقف عن فهم الرياضيات وعندما نتقدم بالدراسة نجد
انفسنا لا نملك المبادئ الاساسية للرياضيات وهنا تتراكم التجارب السلبية والخبرات
الفاشلة في فهم الرياضيات ونخاف أن نسأل عن البديهيات لأننا سوف نتعرض لتوبيخ او
لسخرية فنصمت وتصبح الرياضيات اكثر المواد صعوبة وتعقيد وحقيقة أنني تبرمجت على
هذه الفكرة قبل أن اعرف الرياضيات … بهذه الطريقة تتكون البرمجة وتتكون الصورة
الذهنية لنا عن الحياة والآخرين عن الزواج والمال والنهضة والسعادة من خلال تكرار
مفاهيم محدده على أذهاننا …
هل تذكر كم مرة قالت لك أمك إذا لم تسكت سوف أخذك الى الطبيب يعطيك إبرة ؟ كم مره
تعرضت للتهديد والابتزاز بإبرة الدكتور كم مرة قمت أنت بذلك؟
من تعرض لمثل هذا التهديد هل تعتقد انه يحب الدكتور ويحب الذهاب إليه حتى ونحن على
مشارف الاربعين هناك توجس من ذلك فنحن نؤجل الذهاب الى الدكتور وذلك بسب الصورة
الذهنية التي نحملها عن هذا الدكتور …
الامر للأسف لا يتوقف هنا بل يمتد على كل المفاهيم التي نحملها لكل مفهوم ملفات
خاصة يستجلبها العقل عند إثارة هذا المفهوم.. في هذه الملفات كل ما تبرمجنا عليه
واعتقد أن البرمجة السلبية السابقة هي أخطر ما نحمله في
عقولنا وهي مصدر سلوكنا وهي قيد لهذه العقول ..
تأمل معي
طفل يكذب تقول له أمه “من يكذب يدخله الله في النار “
طفل يضرب أخوه يقال له ” من يضرب أخوه ربي ما يحبه ”
طفل يرمي بقايا طعامه يقال له ” من لا يحترم النعمة يدخله الله في النار”
يشاهد الطفل سلوك سيء في التلفاز يسأل والده عنه يرد “هؤلاء كفار يدخله الله في
النار “
يشاهد الطفل سلوك من الاطفال من الحارة يسأل عن السلوك يرد عليه من يفعل مثلهم ربي
يعذبه
غير الخطب التي تتحدث عن عذاب النار وعذاب القبر ….
بعد تكرار هذه الصور على عقولنا عن الله ما هو مفهومنا عن الله ..؟
من هو الله ؟
لماذا خلق البشر ؟ لماذا كل هذا العذاب ؟
هذه الاسئلة ترد على عقل الطفل بشكل طبيعي في رحلة الحياة والتعلم إذا وجد مربي
واعي وناصح استطاع ان يشفي هذا القلب وهذا العقل و يصل به الى مرحلة الايمان
واليقين …
وقد يتساءل الطفل عن مثل هذه الاسئلة فيغضب الاستاذ أو يتجاهل الاستاذ السؤال أو
يبدأ بالاستغفار وإشعار الطالب بالذنب بسبب هذه الاسئلة التي لا تجوز ويُسكت
المعلم الطالب بتهويل السؤال وبتكرار حرام حرام ورفع الصوت وتكشير ويشعر الطفل
بأنه فعل شيء عظيم وانه تجاوز الحدود ويخاف من سؤاله ويشعر السائل بالذنب والمعلم
يفعل ذلك لكي يخبر الطالب بأن الله عظيم فهل أدرك الطالب بهذا الاسلوب ؟ حقيقة أن
الطالب لم يدرك أن الله عظيم بل يدرك أنه أغضب المعلم وخوف من غضب المعلم يسكت
وهو لم يدرك كم ان الله عظيم ولم يجد ما يشفي تلك الاسئلة … هل تعتقد ان هذا
الطالب يعرف الله ؟ ويدرك عظمة وقدرته وحكمته وعلمه ؟
هذا المستوى من المعرفة هل يؤثر في السلوك ؟
حقيقة هو لا يعرف الله ؟ فكيف تريده أن يعبده وهو لا يعرفه؟
هل تعرف ما هو الاحسان ؟
“الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك
“
جل الطلاب يعرفون الاحسان من منهم الاحسان له أثر على حياته كم نسبتهم ؟
هذا النوع من البرمجة هش وضعيف وسرعان ما يتهشم على صاحبه ويكون صاحبه أرض خصبة
للشكوك في الذات الإلهيه لأن معرفته مبنية على الايحاء هذا البناء وهذا النوع من
الطرح والتربية فيه الكثير من الثغرات في التركيبته المعرفية التي تساهم في تنازل
المؤمن عن الايمان عندما يرى العلم وينبهر في العلوم وقد يعبد العلم ويؤمن بقدسيته
وهو ناقص , وهذا ما يحدث لبعض المفكرين الذين لم يطلعوا على علم الفيزياء إلا في
مرحلة متأخرة من حياتهم تحدث لهم صدمه ويعتبرون كل أطروحة فيزيائيه حقيقة ثابتة غير
قابل للنقاش وقد لا يدرك أن اينشتاين اسقط ميكانيكا نيوتن ونموذجه في بحث لا يتجاوز
20 ورقة وقد يأتي من يكتشف خطأ النموذج الحالي لان العديد من النظريات مبنية على
افتراضات غير صحيحة … أيضا أبناءنا الذين يدرسون في الغرب يتعرضون لثقافات مختلفة
وطرح مادي لا يؤمن بوجود خالق لهذا الكون سوف يكون متلقي وحائر ولا يستطيع التوفيق
بين البناء العلمي وبين الايمان الهش الذي يحمله ..
هذه الطريقة التي نبرمج بها عقولنا وعقول أبناءنا على معرفة الله طريقة ناقصة
تحتاج الى المزيد من الوعي والإدراك
حتى نخرج بجيل مؤمن يجب أن يعرف الله حق المعرفه يجب ان نعلق قلوبهم بالله وعيا
وإدراك وشعورا يجب أن تكون المعرفة متزنة بين المحبة والخوف والرجاء في طرحنا
وتربيتنا يجب أن نحرص على ما نقوله لأبنائنا عن الله وخاص في مرحلة الطفولة
تذكر اخي أنك تبرمج نفسك ومن حولك بما تكرره وبمار تركز عليه
والتركيز على جانب وإغفال جانب خلل في المنهج .
برمجتها في مراحل مبكرة من حياتنا سواء كانت سلوكيات ايجابية او سلبيه وهذه
البرمجة هي الحدود والقيود التي ندرك من خلالها الحياة
وهي برامج تلقائية التشغيل في عقولنا فيها ردود أفعال تجاه
المثيرات الخارجية , وأجمع علماء التربية على دور الوالدين في تكوين هذه
البرمجة وأنهم هم مصدر التعلم الاول وقبلهم
روى البخاري في صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)
وهذا دليل على أثر الوالدين على الاطفال ولا يقل دور المدرسة عن الوالدين في برمجة
الطالب وخصوصا المعلم وما يلعبه المعلم من دور في تنشئة الطلاب وبرمجتهم سلبا أو
ايجابا ويزاحم المدرسة والبيت في هذا العصر الاعلام فمع تطور التقنية أصبح
الاعلام لاعب أساس في برمجة الناس على القبيح والجميل وأصبح له دور بارز وعصا السبق
في هذا المجال وتحدث البرمجة بطرق متعدد كل الطرق تشترك في قضية التكرار ,
تأمل معي هذه المسميات :-
رياضيات , لغة إنجليزية , نحو , فيزياء , كيمياء , تاريخ , أدب , كيمياء جيولوجيا
,رسم , تربية رياضية .
لكل كلمه من الكلمات السابقة برنامج في عقلك بمجرد قراءتها يفتح البرنامج ولو ذكرت
هذه المسميات أمام أحد الطلاب وتأملت وجهه لوجدت اختلاف عند كل أسم من هذه الاسماء
والسبب يعود الى برامج تمت برمجتها في عقولنا ومن خلال هذه البرامج كونا صورة
ذهنية تحمل كل القيم والمعتقدات والتجارب عن كل مادة من المواد الدراسية هذه
الصورة تصف تجربتك ووجهة نظرك ولا تصف الحقيقة تصف حكمك على المواد والحكم على
الشيء فرع عن تصوره ..
ولو عملنا إحصائية لأكثر المواد كره من الطالب لوجدنا انها الرياضيات فالكثير من
الطلاب يعتبر الرياضيات حجر عثرة في طريقة … فكيف وصل الى هذا التصور وكيف تبرمج
عليه الطريقة بسيطة جدا …
تبدأ البرمجة من بداية وجودنا في الحياة وقبل دخولنا للمدرسة
حدثت تجربة في البيت سقط أخي الاكبر في مادة الرياضيات وبدأ أبي بالحوار معي اخي
كان أبي مغضبا وكان أخي خائف والموقف متوتر الجميع منفعل أبي يسأل أخي لماذا سقطت
في الرياضيات أخي يرد وهو يبكي بأن المادة صعبة جدا ولم يستطع فهمها والمعلم لم
يستطع شرحها بطريقة مناسبة أبي يوبخ أخي اخي يبكي وأمي تترجي أبي أن لا يتحامل عليه
, ينتهي الموقف بنوع من التهديد يخرج أخي يبكي أبي يتحدث الى أمي وهو مغضب أمي
تخفف عنه المادة صعبة وأنت عارف أبي يقول أعرف ان الرياضيات صعبة لكن أنا موفر له
كل ما يريد حتى مدرس خصوصي ترد الام الرياضيات معقدة جدا …
هذا السيناريو يحدث في حياتنا بشكل عفوي هناك مراقب لهذا المشهد المسرحي هو أنا ذلك
الطفل الصغير الذي لا يعرف ما هي الرياضيات لكنه بات يعرف الآن ان الرياضيات شيء
معقد عصي على الفهم لقد عرفت الرياضيات جيدا كل شيء معقد وصعب هو رياضيات وفي
أول لقاء لي بمجموعتي السريه من الاطفال سوف أخبرهم أن الرياضيات شيء صعب جدا
ومعقد وسوف يذكر كل فرد ما يعرفه عن الرياضيات مما يعزز التصور الاول ..
وفي اول يوم لي في المدرسة عندما استلمت الكتب كان اكبر كتاب هو كتاب الرياضيات فيه
ارقام وصور غريبة يا الله شكله صعب ( الى الان لم اتعلم القراءة والكتابة ) وخلال
السنوات الاولى من الدراسة يكرر علينا معلم الرياضيات ان الرياضيات صعبة وليست مثل
باقي المواد وهو في قمة الغضب لان فلان لم يستطع الاجابة بشكل صحيح وسريع ويتكرر
الموقف معي ومع باقي مجموعتي السرية ونجتمع نتحدث عن المدرسة وعن الرياضيات
المعقدة في مرحلة من الدراسة نتوقف عن فهم الرياضيات وعندما نتقدم بالدراسة نجد
انفسنا لا نملك المبادئ الاساسية للرياضيات وهنا تتراكم التجارب السلبية والخبرات
الفاشلة في فهم الرياضيات ونخاف أن نسأل عن البديهيات لأننا سوف نتعرض لتوبيخ او
لسخرية فنصمت وتصبح الرياضيات اكثر المواد صعوبة وتعقيد وحقيقة أنني تبرمجت على
هذه الفكرة قبل أن اعرف الرياضيات … بهذه الطريقة تتكون البرمجة وتتكون الصورة
الذهنية لنا عن الحياة والآخرين عن الزواج والمال والنهضة والسعادة من خلال تكرار
مفاهيم محدده على أذهاننا …
هل تذكر كم مرة قالت لك أمك إذا لم تسكت سوف أخذك الى الطبيب يعطيك إبرة ؟ كم مره
تعرضت للتهديد والابتزاز بإبرة الدكتور كم مرة قمت أنت بذلك؟
من تعرض لمثل هذا التهديد هل تعتقد انه يحب الدكتور ويحب الذهاب إليه حتى ونحن على
مشارف الاربعين هناك توجس من ذلك فنحن نؤجل الذهاب الى الدكتور وذلك بسب الصورة
الذهنية التي نحملها عن هذا الدكتور …
الامر للأسف لا يتوقف هنا بل يمتد على كل المفاهيم التي نحملها لكل مفهوم ملفات
خاصة يستجلبها العقل عند إثارة هذا المفهوم.. في هذه الملفات كل ما تبرمجنا عليه
واعتقد أن البرمجة السلبية السابقة هي أخطر ما نحمله في
عقولنا وهي مصدر سلوكنا وهي قيد لهذه العقول ..
تأمل معي
طفل يكذب تقول له أمه “من يكذب يدخله الله في النار “
طفل يضرب أخوه يقال له ” من يضرب أخوه ربي ما يحبه ”
طفل يرمي بقايا طعامه يقال له ” من لا يحترم النعمة يدخله الله في النار”
يشاهد الطفل سلوك سيء في التلفاز يسأل والده عنه يرد “هؤلاء كفار يدخله الله في
النار “
يشاهد الطفل سلوك من الاطفال من الحارة يسأل عن السلوك يرد عليه من يفعل مثلهم ربي
يعذبه
غير الخطب التي تتحدث عن عذاب النار وعذاب القبر ….
بعد تكرار هذه الصور على عقولنا عن الله ما هو مفهومنا عن الله ..؟
من هو الله ؟
لماذا خلق البشر ؟ لماذا كل هذا العذاب ؟
هذه الاسئلة ترد على عقل الطفل بشكل طبيعي في رحلة الحياة والتعلم إذا وجد مربي
واعي وناصح استطاع ان يشفي هذا القلب وهذا العقل و يصل به الى مرحلة الايمان
واليقين …
وقد يتساءل الطفل عن مثل هذه الاسئلة فيغضب الاستاذ أو يتجاهل الاستاذ السؤال أو
يبدأ بالاستغفار وإشعار الطالب بالذنب بسبب هذه الاسئلة التي لا تجوز ويُسكت
المعلم الطالب بتهويل السؤال وبتكرار حرام حرام ورفع الصوت وتكشير ويشعر الطفل
بأنه فعل شيء عظيم وانه تجاوز الحدود ويخاف من سؤاله ويشعر السائل بالذنب والمعلم
يفعل ذلك لكي يخبر الطالب بأن الله عظيم فهل أدرك الطالب بهذا الاسلوب ؟ حقيقة أن
الطالب لم يدرك أن الله عظيم بل يدرك أنه أغضب المعلم وخوف من غضب المعلم يسكت
وهو لم يدرك كم ان الله عظيم ولم يجد ما يشفي تلك الاسئلة … هل تعتقد ان هذا
الطالب يعرف الله ؟ ويدرك عظمة وقدرته وحكمته وعلمه ؟
هذا المستوى من المعرفة هل يؤثر في السلوك ؟
حقيقة هو لا يعرف الله ؟ فكيف تريده أن يعبده وهو لا يعرفه؟
هل تعرف ما هو الاحسان ؟
“الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك
“
جل الطلاب يعرفون الاحسان من منهم الاحسان له أثر على حياته كم نسبتهم ؟
هذا النوع من البرمجة هش وضعيف وسرعان ما يتهشم على صاحبه ويكون صاحبه أرض خصبة
للشكوك في الذات الإلهيه لأن معرفته مبنية على الايحاء هذا البناء وهذا النوع من
الطرح والتربية فيه الكثير من الثغرات في التركيبته المعرفية التي تساهم في تنازل
المؤمن عن الايمان عندما يرى العلم وينبهر في العلوم وقد يعبد العلم ويؤمن بقدسيته
وهو ناقص , وهذا ما يحدث لبعض المفكرين الذين لم يطلعوا على علم الفيزياء إلا في
مرحلة متأخرة من حياتهم تحدث لهم صدمه ويعتبرون كل أطروحة فيزيائيه حقيقة ثابتة غير
قابل للنقاش وقد لا يدرك أن اينشتاين اسقط ميكانيكا نيوتن ونموذجه في بحث لا يتجاوز
20 ورقة وقد يأتي من يكتشف خطأ النموذج الحالي لان العديد من النظريات مبنية على
افتراضات غير صحيحة … أيضا أبناءنا الذين يدرسون في الغرب يتعرضون لثقافات مختلفة
وطرح مادي لا يؤمن بوجود خالق لهذا الكون سوف يكون متلقي وحائر ولا يستطيع التوفيق
بين البناء العلمي وبين الايمان الهش الذي يحمله ..
هذه الطريقة التي نبرمج بها عقولنا وعقول أبناءنا على معرفة الله طريقة ناقصة
تحتاج الى المزيد من الوعي والإدراك
حتى نخرج بجيل مؤمن يجب أن يعرف الله حق المعرفه يجب ان نعلق قلوبهم بالله وعيا
وإدراك وشعورا يجب أن تكون المعرفة متزنة بين المحبة والخوف والرجاء في طرحنا
وتربيتنا يجب أن نحرص على ما نقوله لأبنائنا عن الله وخاص في مرحلة الطفولة
تذكر اخي أنك تبرمج نفسك ومن حولك بما تكرره وبمار تركز عليه
والتركيز على جانب وإغفال جانب خلل في المنهج .