Loading Offers..
100 100 100

كيف تركز على إدراك فن الرضا بدلا من علم الإنجاز فقط؟

ينبغي أن نضع الشعور بالرضا مقابل ما يحققه الإنسان من نجاح، فالسعي نحو الرضا يؤدي إلى النجاح وليس العكس غالبا.

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

معظمنا - تقريباً - يعرف عن أعمال توني روبنز، وأحد أهم الأشياء التي يقوم بتعليمها هي فكرة "إحراز تقدم عظيم"؛ فالتقدم العظيم  حسب روبنز يعني كل ما يقرّبك لأهدافك النهائية بالإضافة إلى كل ما يساعدك في أن تعيش حياة رضا تام. فالفكرة ذات شقين، يمكن تعريف التقدم العظيم بتحقيق الهدف، ولكن يجب أن يرتبط تحقيق الهدف بشعور رضا كبير، فإذا لم يتحقق ذلك، فهذا الهدف لا يعد تقدماً عظيماً. وبإمكان أي شخص، وفقا لتوني روبنز، تحقيق تقدم عظيم إذا أجاب عن هذه الأسئلة الثلاثة باستمرار:
  • ما الذي تريده فعلاً؟‬‬
  • ما الذي يحول بينك وبين الحصول عليه؟‬‬‬‬‬
  • كيف يمكنك تغيير حياتك الان؟‬‬‬‬
وكل سؤال من هذه الأسئلة هو سؤال في غاية الأهمية بحد ذاته. من جهة أخرى، يُدرك المدربون الذين تدربوا على يد روبنز أن أحد أصعب الاشياء التي قد يمر بها الإنسان هو معرفة ما الذي يريده حقا، فإذا كنت لا تعرف ما الذي تريده من حياتك وما الذي سيؤدي إلى شعورك بالرضا، فهذا يعني أنك خسرت من قبل أن تبدأ، أما السؤالان المتبقيان فسيكونان بلا معنى وبالتالي لن تحرز تقدماً عظيماً. ومن أجل مساعدتك، قمنا بكتابة هذا المقال لنوضح فيه كيفية تحديد ما هو الشيء الذي تريد تحقيقه في حياتك بعنوان "فن الرضا" وهو أحد أعمق مبادئ توني روبنز.

فن الرضا مقابل علم الإنجاز

عند الإجابة عن سؤال "ما الذي تريد تحقيقه في حياتك؟"، عادة ما يعتمد الناس في إجابتهم على أحد أمرين: الأول هو علم الإنجاز، ويُعرف بالقدرة على تحويل الحلم إلى حقيقة أو خلق شيء من العدم أو تحقيق أي نتيجة. أو الآخر هو فن الرضا التام، ويُعرف بإيجاد المتعة خلال "عملية تحقيق الهدف"، والسعادة في أي شيء تقدمه لك الحياة. بالإضافة إلى القوة، كما يقول توني روبنز، وهي قوة الفهم والتقدير والاستمتاع بحياتنا بأعمق تفاصيلها. مع ذلك، وعلى الرغم من وجود طريقتين لاكتشاف ما الذي يريده المرء من حياته، يفضل العديد منّا الخيار الأول على الثاني، فكما ترون، ثقافتنا يحرّكها "تحقيق النجاح" لدرجة أننا نركز على الإنجاز وننسى أن نُراعي ما إذا كان هذا الإنجاز سيُشعرنا بالرضا التام. ففي نهاية المطاف، الحياة عبارة عن تحقيق ما يُشعرنا بالرضا وليس تحقيق الأهداف بشكل صارم فقط، وتحقيق الإنجازات لن يكون له قيمة إذا لم ينتج عنه الرضا التام والسعادة. لذا لا فائدة من علم الإنجاز بمعزل عن الرضا حياله، فهو يجعلنا نسعى لتحقيق أهداف لا نرغب بها في سبيل البحث عن سعادة لن نجدها. نحتاج بدلاً من ذلك أن نركز على فن الرضا حتى نعيش حياتنا مستمتعين بكل يوم يمر. فالفكرة تتمحور حول "إما أن يكون تركيزنا موجهاً نحو تحقيق الهدف أو نحو العملية نفسها"، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحب فن الخَبز فستنجح في حياتك سواء تم تقييمك من قبل "دليل ميشلان" كطاهٍ ناجح أم لا لأنك تُحب العملية التي تستغرقها حتى تصبح خبازاً أفضل. إذا كنت تثق بالعملية وتحبّها فستُثمر النتائج لا محالة. هذا هو فن الرضا، وهذا ما يجب أن تركز عليه عندما تسأل نفسك "ما الذي أريد تحقيقه في حياتي؟"

كيف تستفيد من فن الرضا؟

كما أكد توني روبنز - في حلقة صوتية حديثة من برنامج تيم فيريس- قيمة فن الرضا عبر قصة مؤثرة. تحدث روبنز عن فترة عقبت انتحار الممثل المحبوب روبن ويليامز بفترة وجيزة، يروي روبنز القصة لفيريس بأن في كل غرفة كان يدخلها في كل مكان من الصين إلى الولايات المتحدة، كان يسأل عن عدد الأشخاص اللذين أحبوا روبن ويليامز، وقد وصلت نسبة عدد الأشخاص في كل مكان وفي كل دولة ما يقارب ٩٨٪ شخص يُحب ويليامز. ويستمر روبنز في الحديث قائلاً إن ويليامز حقق كل شيء تمناه في حياته، كان ممثلاً كوميدياً وبطلاً في مسلسلات تليفزيونية وبرامج كوميدية تلفزيونية، بالإضافة إلى حصوله على جائزه الأوسكار لدور جِدّي قام به بالرغم أن أداء الأدوار الجادة لم يكن نقطة قوته. فقد قام بكل هذا وكسب محبة الناس، في الواقع، كسب محبة ٩٨٪ منهم. كان يعيش حياة مليئة بالإنجازات والنجاحات، ومع ذلك وعلى الرغم من أن الناس تتمنى أن تكون مكانه فقد شنق نفسه وأنهى حياته بطريقة مأساوية. بعيدا عن الكآبة، كان هذا مثالا تقشعر له الأبدان عن علم الإنجاز مقابل فن الرضا. بإمكانك تحقيق أي شيء تُريده في هذه الحياة وقد يُحبك الناس من أجله، ولكن إذا لم تشعر بالرضا بالرغم من ذلك فلن يكون له أي قيمة. ولهذا السبب يُعد فن الرضا ذا أهمية بالغة، حيث يتجلى ذلك في الفرق ما بين أن تبدو إنساناً سعيداً من الخارج فقط وبين شعورك الحقيقي بالسعادة من الداخل.

ختاماً:

لا شك أن الإنجاز شيء عظيم، لكن لا أهمية له إذا لم يقترن بشعور الرضا. إذا كنت تريد أن تعيش حياة ناجحة، فعليك أن تركز على الأهداف التي تُشعرك بالرضا، فضلاً عن تلك التي تجعلك تبدو إنسانا ناجحا من غير أن تشعر بالسعادة.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..