Loading Offers..
100 100 100

عقبة التسويف: عندما تخاف من بدء التدوين المستقل

التدوين من الوظائف المستقلة التي أصبحت منتشرة في وقتنا الحالي والتي تحتاج إلى تطوير دائم ورغبة دائمة في العمل الجاد دون كلل وتشتت

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

لقد قطعتَ وقت تدوينك المستقل، لقد نظمتَ عملاءك ومهامك، كل شيء جاهز للانطلاق.. وتُبحر حول الشبكات الاجتماعية، لست متأكدًا من قدرتك على البدء. أنت تعيس ويغمرك التوتر. تفتح برنامجك لمعالجة النصوص (وورد)، تتحقق من متطلبات العميل، وتقتطع بضع ثوانٍ أخرى للبحث عن شيء أخير. وبعد ثلاث ساعات، طاقتك العقلية استُنزفت كحوض سباحة ارتخت سدادته، وتلعب لعبة فيديو مع جارك الذي يبلغ من العمر ستة أعوام (وفوق كل ذلك تخسر!). أتممت ألعاب Solitaire و Words With Friends و Angry Birds و Farmville وغيرها. لم تبدأ في التدوين حتى هذه اللحظة. أنت تعتزم ذلك، حقًا. لكن في كل مرة تحاول فيها أن تبدأ، تضيق حنجرتك وتُسَد معدتك ويُلهيك إعلان على فيسبوك لتأمين السيارة، وقبل أن تدركه، يضيع يومك بكامله. علاوةً على ذلك، لم تحقق أهدافك الربحيّة.. وستُفلس ولا تفعل شيئًا في حين تريد أن تفعل شيئًا. هذا كثير على اتّباع أحلامك. إليك كيف تبدأ بالاعتراف بعادة التسويف والمماطلة، وأن تتعلم ماهيّة الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتفاوض مع الطفل في داخلك وتعرف تكتيكات التسويف خاصته. بدلاً من السير في دائرة محاولاً تجريم نفسك في الكتابة واستعمال جميع قوة الإرادة التي في جعبتك ومن ثم الانهيار إلى سفَّاح طائش، دعنا نلقِ نظرة على التسويف ذاته؛ إذا كان مجرد كسل، عندها لن تكون متوترًا جدًا.

المصدر الرئيس الآخر للتسويف هو الخوف

عندما تكون عالقًا بين شيءٍ عليك أن تفعله - ككتابة مقالٍ - وشيء لا يمكنك فعله - ككتابة ذلك المقال، لأسبابٍ عديدة -، فهذا يسبّب التوتر. يبدو هذا وكأنّ أي تصرف تقوم به هو التصرف الخاطئ؛ إذا تمكنت من العمل على مقالك، فستشكك في عملك وسيغذّي هذا التوتر مباشرةً. العقل مخادع ويُحب تجنب التوتر قدر الإمكان. وذلك أنّه عندما تجد انتباهك يتشتت تدريجيًا عن مقالك ويعود لمواقع التواصل الاجتماعي والألعاب والأعمال المنزلية.. أي شيءٍ كان لتأجيل المشاكل المعقدة التي تنتظرك. ومع ذلك، فهذه الدوّامة مما لا يمكن فعله/ يجب فعله يمكن أن تتوقف عادةً.

أولاً: ابدأ بالمتطلبات

تأكد من أنك تفهمها بعناية. ما الذي يريده العميل، ومتى يريده، كيف سيتم استخدامه، وكيف ستعرف ما إذا كنت نجحت أو فشلت؟ إذا لم تكن المتطلبات واضحةً، فتواصل مع العميل لاكتشافها. إذا لم يكن العميل قادرًا على نقل متطلباته بوضوح، عندها قد لا يكون مشروعه جاهزًا للانطلاق بعد (قد يكون عميلك يماطل أيضًا!). قد يؤدي الحصول على توضيحٍ للمتطلبات لمشروعٍ أفضل من كل الجوانب. للعميل مواعيد تسليمٍ بالتأكيد، لكنك ستكون قادرًا على كتابة مقالاتك بكفاءةٍ وسرعةٍ أكبر إذا كرسوا بضعة دقائق لتوضيح ما يريدونه تحديدًا. لديك الحق لعدم تسريع عجلاتك على مشروع.

ثانيًا: اجعل خططك مرنة

ابحث وخطِّط بالطريقة التي تُشعرك براحةٍ أكبر، لكن عندما يحين الوقت لرَصْف الكلمات على الورقة أو على الشاشة، كن مستعدًا للتخلي عن الخطة لصالح الإلهام. تأكد من أن تتحدث مع عميلك في وقت مُسبق عن هذا الأمر إذا لم يكن لديك بالفعل إدراك لما يحدث إذا لم تجري الأمور وفقًا لخطة، لأي سببٍ كان؛ من الحتميّ تقريبًا أنه بغض النظر عن مدى جودة خططك، فإن الأمور لا تجري طبقًا لخطة معينة. اكتشف ما هو الوقت المناسب للتواصل مع العميل ومتى تعمل بمصاحبة أفكارك الجيدة. إنها قاعدة جيدة مهما يكن. في بعض الأحيان ترمي الحياة أمورًا في سبيلك لا يمكنك تخيّلها. إذا كان عقلك الباطن يعرف أي القيود المفروضة قابلة للتفاوض وأيها غير قابلة للتفاوض، ولن تتعرض للتوبيخ عند تغيير الخطة طالما أنها تلبي قيودًا وأهدافًا معينة.. يصبح الأمر أسهل بكثير لأن تأخذ الإلهام.

ثالثًا: ضع نفسك في عقلية النمو

عقلية النمو هي عندما تفترض أن أي مهارة هي قابلة للتعلُّم، وأنك لست مثاليًا بعد. عندما تتناول كل مشروعٍ كتدريب، فأنت تعطي نفسك الفرصة لتصبح أفضل وأكثر موثوقيةً كمدوِّن. عكس عقلية النمو هي عقلية الموهبة، حيث تتناول كل مشروع كما لو أنّ لديك موهبةً محدودة - ورائعة - ككاتب، تقتصر على مجالاتٍ معينة في ظل ظروفٍ معينة. تساهم عقلية الموهبة غالبًا في وضعك بموقف لا يمكن فعله/ يجب فعله. "لا يمكنني إنهاء هذا المشروع.. ما الذي كنت أفكر فيه؟ يبدو أنني قضمت أكثر مما يمكنني مضغه". عندما تعمل بعقلية النمو، يمكنها أن تساعدك في حيازة خطة لما يجب القيام به إذا فشلت في تحقيق المثاليّة من المحاولة الأولى. سلِّم المسودة الأولى مبكرًا، تأكد من تضمين وقت إعادة الصياغة في الخطة (وهذا يعني أنك لن تؤجل الكثير من العمل وبالتالي لن تحصل على مالٍ خلال هذه الفترة)، واعطِ نفسك الوقت لتعالج طلبات التحرير ذهنيًا حتى لا تأكل رأس العميل! يساعدك هذا غالبًا في معالجة التعديلات الأسهل أولاً بحيث لا يكون لديك بعض المُلهيات البسيطة بينما تحاول الاتجاه للأساسيات في تغذية العميل الراجعة. إن دعت الحاجة، عُد لمتطلبات المشروع واستفسر من العميل عنها.

الشخص الوحيد الذي يهمك رأيه هو المدون في داخلك

لا أقصد ذلك الصوت المزعج الانتقادي الافتتاحي، بل ذلك الذي دخل التدوين لحبّه في الكتابة. ما تحبه، ما تكرهه، ما تعرفه، ما تؤمن به، ما تفكر به.. المدخرات الأكثر قيمةً بالنسبة لك ككاتب هي الطريقة التي ترى فيها العالم. أي وجهة نظرك. السماح للمحرر الموجود بداخلك بالسيطرة على المسودّة الأولى أمر خاطئ. قد لا يحب ذلك المحرر الداخلي شيئًا أكثر من أن يكون صائبًا تمامًا، ومجهولاً تمامًا. السماح لمحررك الداخلي بإدارة العرض هو آخر فخٍ لـ"لا يمكن فعله/ يجب فعله"؛ لا يمكنك أن تكون نفسك، لكن نفسك هي أفضل ما يمكن أن تكون عليه، ككاتب. يتحدث المدونون والكتّاب الآخرون عن "إيجاد تخصصهم". إذا لم تكتشف تخصصك بعد، فقد يكون ذلك لأنك تحاول أن تكون كل شيء لكل العملاء، ولا تستمع لصوت الكتابة بداخلك. أنت تلغي كل الأمور التي تجعلك "أنت". لكن حتى عندما تدوِّن لصالح شخصٍ آخر، عليك أن تكتب الأمور التي تجعلك مهتمًا وراضيًا. عليك أن تقوم بالأبحاث التي تُلهمك. عليك أن تقول "لا" للمشاريع التي لا تناسب أفكارك. إذا فعلت ذلك، ستجد أن أرباحك تزيد - لا تنخفض - بينما يبدأ عملاؤك بتقدير النشاط والشغف اللذين تُضفيهما على مشاريعك.

يمكن لكل شيء آخر أن ينتظر ريثما يتم الانتهاء من المسودة

إذا فهمت متطلبات المشروع، وإذا عرفت متى تتّبع إلهامك مقارنةً بمتى تتفقد العميل، وإذا كان لديك نهج للمراجعة والتحديثات، عندها لن يكون هنالك سبب للخوف من التحول إلى مسودة أولى أقل من مثالية. حينما تفتح مساحةً حيث يمكنك القيام بأفضل ما لديك حاليًا دون خوفٍ من الانتقام القاسي غير المتوقع، سيختفي فخ "لا يمكن فعله/ يجب فعله"، وسيصبح من الأسهل بكثير الحصول على نقد العميل ورأيه. أنت تنمو، ولست كاملاً مكمَّلاً. وعندما تخصص لإبداعيتك مكانًا آمنًا لتلعب بالمشاريع التي تحصل عليها، ليس التفكير في جولةٍ واحدة أكثر توقعًا من أوراق اللعب بنفس قدر الجاذبية كما كانت ذات مرةٍ. التدوين نهجٌ ماتع، ويكون كذلك فقط عندما لا نجعل أنفسنا تعساء محاولين محاربته.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..