Loading Offers..
100 100 100

لماذا يجب أن تسمح لأطفالك بتناول “الأكل القمامي”

قد يؤدي تقييد الطفل عن بعض الأطعمة الغير صحية كالحلويات وغيرها في خطر الإفراط من تناولها مع تقدّم العمر بشكل قد يؤثّر سلبًا عليه .

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الكاتبة: جولي فراغا 

قد تكون الطريقة التي تقيّد بها أطفالك من خلال نظام غذائي أمرًا يُساهِم فعليًا في بدانتهم.

يندهش الآباء الذين يأتون إلَيّ من مخزن المؤونة فَيروْن أن الرفّ مملوء بالحلوى، مثل حلوى ميلكي ويز، وجويز اللوز، والدببة الصمغية؛ -بخلاف معظم الآباء- فنادرًا ما أقيّد ابنتي بشأن تناول الحلويات، كما أنني لا أطالبها بالابتعاد عن قسم الأدوية في الخزانة، في حين قد يعتقد بعض الأشخاص بأنني مُدمنة على الأطعمة عديمة القيمة الغذائية؛ إنما خبراتي في تربية الأطفال فمُعتمِدة على البحث العلمي. يبدو الأمر متناقضًا، حيث تشير الأبحاث إلى أن ١٧ بالمئة من الأطفال والمراهقين يعانون من البدانة، ويَفهم معظم الآباء أهمية تعليم أطفالهم عادات غذائية صحيّة لتجنّب الأمراض الصحية طويلة الأجل مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكّري، وبسبب هذه المخاطر يوصي أطباء الأطفال وخبراء التغذية بتخفيض كمية السكّر التي يتناولها أطفالنا والحدّ من تناول الحلويات، مثل المشروبات الغازية والحلوى والكعك، ولكني علَّمْتُ ابنتي كيف تنتبه لتناول الطعام بفعل العكس. https://twitter.com/Qomami/status/458163967865933824 كطبيبة نفسية متخصّصة في اضطرابات الأكل، أعلم أن التحكّم بما يأكله أطفالنا قد يؤدّي بهم إلى تطوير عادات غذائية سيئة في المستقبل، في الحقيقة وجدت دراسة بحثية حديثة نُشرت في مجلة التغذية والسلوك الغذائي بأن الأطفال البدينين كانوا أكثر عرضة للبدانة بسبب منع الآباء المباشر لهم من الإكثار من الحلويات. هذه الدراسة -التي شملت ٢٣٧ أمًا وأطفالهن- أُجريت على مدى إجابة كل أم لرغبة طفلها في تناول الحلويات، فوجد الباحثين أن الأطفال البدينين كانوا أكثر عرضة للبدانة بسبب إجابات الأمّهات بتصريحات مقيّدة لهم مثل: "حلوى واحدة كافية"، وأعطت الأمهات اللواتي لم يكن أطفالهن يعانون من السمنة إجابات أكثر انفتاحًا مثل: "تلك حلوى كثيرة جدًا، وأنت لم تتناول العشاء بعد".

النتيجة:

إن وضع حدود ثابتة مع أطفالنا قد يساعدهم أحيانًا في إكمال المهام المنزلية والواجبات المنزلية (مثل: ممنوع مشاهدة التلفاز حتى تقوم بتنظيف غرفتك) قد لاتمنع هذه العبارات الأطفال من الإفراط في تناول الطعام، لماذا؟ لأن الأبحاث تُظهر أن التقييد عندما يتعلّق الأمر بعادات الأكل يمكن أن يزيد من رغبتنا في "الأطعمة الممنوعة".

الطريقة التي نتحدّث بها عن الطعام تعطيه تأثيرًا

يمكن أن يُسهِم تقييد الغِذاء واتباع نظام غذائي في مرحلة الطفولة بزيادة خطر الإفراط من تناول الطعام في وقت لاحق من الحياة، عندما يُسمّي الآباء الحلويات "سكاكر" أو "مفرّحات" أو "طعام سيّئ" فإنهم يعطون الطعام قوّة غذائية "خاصة" دون أن يشعروا، ويمكن أن يؤدّي هذا إلى زيادة رغبة الطفل في تناول المزيد من مايُسمّى بـ"الطعام السيّئ"؛ يمكننا نزع سلاح القوة المُسيطرة على أطفالنا بالحديث عن رقائق البطاطس والحلوى كأي طعامٍ آخر، وقد يحدّ إعطائهم الحلويات من نُموّ مضاعفات صورتهم الجسدية خلال فترة المراهقة و سِنّ الرُشد حين انتهاج هذا الأسلوب المُقدّم بعلم التربية الغذائية . وإذا أردت تجنّب الدخول في صراع القوة بِرُمّته، ماإذا كان طفلك يمكنه تناول "سكيتلز(1)" بعد العشاء أم لا؟ فذكّرهم أن الحلوى ستكون متاحة في اليوم التالي، إنّ استخدام أساليب تكتيكية مثل هذه يمكن أن يساعد الأطفال على تجنّب فكرة إمّا "كل شيء أو لا شيء" ويذكّرهم بقدرتهم على اتخاذ خيارات ذكية للغذاء الذي ينفع أجسامهم، ولا يزال معظم الآباء يبحثون عن بعض التوجيهات حول كيفية تعليم أطفالهم عادات غذائية صحيّة، إنه حقًا يتوقّف على اختيار الفرد . فبدلاً من أن أتحكّم بما تأكله ابنتي، أقوم بتمكينها من اتخاذ خيارات الطعام الحكيمة والتي تنفع جسدها المتنامي؛ إن تعديل الطريقة التي أتحدّث بها مع ابنتي عن الطعام يساعد على تقوية اتصال العقل والجسم، على سبيل المثال: بدلاً من قول "انتهى غدائك أو ستجوعين في وقت لاحق" فغالبًا ماأقول "استمعي إلى جسدك، هل يخبركِ بأنكِ شبعانة؟"

يبدأ غرس الوعي بالأكل من فترة مبكّرة

وفقًا لصحيفة هارفارد هيلث، تشير الأبحاث إلى أن وَعي الناس بالأكل قد يُعلّمهم العادات الغذائية الأصحّ لهم، يحدث ذلك عن طريق تشجيعهم على أن يعيشوا مُدركين بطريقة واعية باللحظة الحاضرة للطعام الذي يأكلونه، *تقول كارلا ناومبورغ: أنّ معظم الأطفال يتناولون الطعام بطريقة واعية فطريًا، ووظيفتنا كآباء هو أن نشجّع فيهم هذا الوعي "يمكن لتدريبات الوعي بالأكل أن تعزّز إدراك الطفل وتُشبِع فضوله حول الطعام الذي يتناوله، ويساعدهم في الاستماع إلى أجسامهم في حالة الشعور بعلامات الجوع أو الشبع؛ وتضيف قائلة: "يجب علينا أن نضع نموذجًا مجدولاً كيف نضبِط فيه التنبيهات الداخلية، وكيف ندعم أطفالنا في فعل الشيء نفسه معهم بدلاً من فرض قواعد صارمة حول مقدار ما يأكله الطفل في كل وجبة". إن تعليم أطفالنا كيفية تناول الطعام بوعي يعني دراسة وفهم سلوكياتنا أثناء الأكل "لسنا بحاجة إلى إصلاح جميع عادات الأكل الغير ماهرين بها، وتضيف ناومبورغ: "هذا عمل شاق لايمكنك إنجازه في ظلّ حياة المرء المشغولة، ولكننا نحتاج إلى إدراكها حتى لاننشرها بينهم" فعلى سبيل المثال: عندما كنت طفلةً كثيرًا ماكانت أمّي تسير على حِمية (نظام غذائي) معتمدة على حكمة -ريتشارد سيمونز- لمساعدتها على إنقاص الوزن غير المرغوب فيه، لقد كانت في كثير من الأحيان تفرض على نفسها تناول أطعمة معينة . في حين أنها كانت حريصة على عدم توبيخ نفسها أمامي، لكني قد سمعتُها خِلسةً وهي تُحادث صديقاتها على الهاتف قائلةً أشياء مثل "أنا سيئة للغاية، من المفترض ألا آكل أي نشويات، ولكني أكلت قطعتين من البسكويت بعد تناول وجبة العشاء أو "كنت رائعة اليوم لعدم تناولي أي سكاكر على الإطلاق". حتى لو لم نَقُل هذا مباشرةً لأطفالنا، فعندما يسمعونه خِلسةً منّا، سيفهمون أن الأطعمة تدخل في تصنيفات "مفيدة" أو "سيئة" وأن قيمته لدينا تتوقّف على الخيارات التي نتخذها؛ قيّد من مشتتات الغذاء تقول -ناومبورغ-: إن العائلات يمكنها البدء في تناول الطعام بشكلٍ أكثر ذكاء عن طريق الحدّ من المشتّتات، مثل مشاهدة الشاشات خلال وقت موعد الوجبة، بما في ذلك مشاهدة الأجهزة اللوحية والهواتف، كما توصي بتقديم مجموعة متنوعة من الخيارات الغذائية للأطفال .

ركّز على وعي الجسد وبدرجة أقل على ضبط النفس

من ناحية أخرى، إن تطوير العلاقة الصحية بالطعام لاينبع من ضبط النفس -بل يأتي من الوعي الذاتي- فيمكن أن يساعد التركيز على كيفية جعل الأطعمة المتنوعة لتشعُر أجسامنا في غرس هذه الرؤية، وهو تمرين يمكننا أن نعلِّمه أطفالنا، فعلى سبيل المثال، تعرِف ابنتي أن تناول الكثير من الحلوى يجعل معدتها تؤلمها، ولأنها تُدرك شعور هذا الجسد، فإنها تستطيع ضبط مقدار السكّر الذي تستهلكه بنفسها . أخيرًا؛ يُعدّ تعليم أطفالنا الثقة في أجسادهم من أفضل الطرق لمساعدتهم على تنمية العادات الغذائية الصحيّة، فمن خلال تعلّم هذا الدرس، يكتشفون أن اختيارات الطعام الحكيمة تأتي من الداخل -بل هي مهارة يمكن أن تساعدهم طوال حياتهم- .
*جولي فراغا: هي طبيبة نفسية مرخّصة مقرّها في سان فرانسيسكو، تخرجت من جامعة كاليفورنيا الشمالية، وحصلت على زمالة مابعد الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، تأخذها الحماسة والعاطفة في مجال صحة المرأة، وتعقد كل محاضراتها بدفء وإخلاص ورحمة، شاهد ماتغرّد به على التويتر. *كارلا ناومبورغ: مدرّبة في الوعي بالأبوّة والأمومة وعاملة اجتماعية سريرية في نيوتن بولاية ماساتشوستس. (1) سكيتلز: نوع من أنواع الحلوى الشهيرة، تأتي في شكل حبيبات ملوَّنة.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..