Loading Offers..
100 100 100

٥ نقاط تكشف سبب تضاؤل إنتاج المحتوى الأدبي العربي

الأدب مقياس التطور والنجاح، ولكن السؤال يبقى دائما حول تراجع الإنتاج الأدبي العربي والعزوف عن الكتابة. هنا حاولت مناقشة الموضوع

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

إذا كنت قد بدأت القراءة فهذا يعني إنك أحد المحبين للأدب وقد سألت نفسك هذا السؤال وما تزال تبحث عن إجابه له، لكن هنا سقف التوقعات مختلف؛ فالأدب غير كل التوجهات.

في البداية، وقبل الدخول بتلك المرحلة يجب أن نعرف ما هو الأدب؟

الأدب بالحضارات القديمة من السومرية والصينية والحيثية والأشورية والمصرية: كان يعني تسجيل إنجازات الدول بداخل أوراق أو على الجدران، ومنها قد تم اكتشاف فن القصص الأسطوري، وتخليد الملوك والمحاربين بتشبيهات حيوانية قوية أو رموز للآلهة.
الأدب بعصور الجاهلية:
هو توثيق تاريخ القبائل والحروب بمعلقات شعرية والمناظرات بالأسواق الأدبية.
الأدب بعصور الخلافة والولاية:
توثيق إنجازات الدولة والقضايا المتداولة بالحكم والشارع بداخل كتب وتوثيق الفقه الإسلامي.
أما في العصر الحديث:
فهو كتابة فنون القصة والشعر والخطابة في كتب وتسجيلها. ليشمل بعد ذلك كل ما كُتب بالقلم وحُفظ على الأوراق أو بالأرشفة الإلكترونية. لو أنك لاحظت ذلك ستجد اختلاف في تطور الأدب وتعريفه بحسب مقتضيات العصور، لكن عندما أريد تعريفه شخصياً فأنا أفضّل (تطوير وبناء محتوى ثقافي إثرائي يساهم في النهوض بالأمم). لأن هذا التعريف الأخير هو ما توصلت إليه نتيجه لمتابعة النشاط الأدبي العربي والعالمي، سنجد أن هناك العديد من المفارقات التي تتوالى بعد هذا التعريف. سنجد أن المنتوج الأدبي العربي متضائل بالمقارنة بالمنتوج لدولة واحدة من الغرب، لمَ؟ هذه هي الأسباب:

التفكير

هذه الكلمة لوحدها كفيلة بجعلك تفكر في السبب، نحن نعتمد في الثقافة العربية على التلقينـ، حتى في حقل التعليم نستخدم التلقين وليس التفكير، لكن هل هناك فرقٌ بينهما؟ نعم!
  • التلقين هو الترديد والتكرار للكلمات بدون تأمل المعاني.
  • التفكير هو التأمل والمقارنة والمواجهة واختيار الأفضل.
هذا أهم الأسباب لندرة المحتوى الأدبي، مع ملاحظة أن الندرة لا تعني قلة الكتابات عامة بل (تضاؤل وجود المحتوى الأصيل غير المنسوخ والمكرر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة). هذا هو التضاؤل الحقيقي، فعدم استخدام أسلوبَي التحليل والتفكير يجعلنا نبحث عن القديم ونردده تلقائياً حتى ولو بدون فهم معانيه.

 الدعم

قد نستغرب معنى تلك الكلمة إذا لم نكن كُتابًا؛ فهم يعرفون معناها جيداً، فأشهر مقولة عن عالم الكتابة في موروثنا العامّي (الكتابة ما بتأكّلش عيش)؛ وهي عبارة مصرية تعني عدم قدرة العمل بالكتابة على الإنفاق على الأسرة كما الأعمال الحقيقية. بداية لنعرف أمرًا؛ أغلب الكُتاب الحقيقيون الذين يقدمون محتوى خاصا بهم بدون النسخ يعمل بالكتابة كهواية وليست مهنة،  ستجد أغلبهم يشتغلون بوظائف أخرى مثل الطب والهندسة والتعليم وحتى الأعمال الحرة لأنهم غير قادرين على نشر كتبهم ومنتوجهم الأدبي بدعم من دور النشر والثقافة إلا إن كان على حسابهم الخاص. أما من يعمل متفرغاً للكتابة، فستجد الأغلب يعمل لكتابة محتوى موافق لـ(شباك البيع)؛  أي على حسب أراء القارئ بدون النظر لجودة المحتوى.

التدريب

هنا لا أعلم بالتأكيد هو دور من؛ الدولة أم الكاتب، فالتدريب الحقيقي لاكتساب المهارات الإبداعية وبناء كاتب عربي متمكن من أدوات الكتابة لا يتم تعليمه بداخل مراحل الدراسة بل يضطر الكاتب الموهوب إلى البحث عن الأمر بكل ما أوتي من قوة سواء عبر منتديات، مؤتمرات، ندوات، دراسات بحثية أو مقالات منشورة. وهذا بالتأكيد يجعل الكاتب في تحدٍّ؛  فهو يعمل منفردا، ليس في مقدوره معرفة مستواه الحقيقي من حيث التطور. وعلى الرغم من توافر بعض المسابقات بالفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها أيضاً لم تستطع تغطية هذه الفجوة؛ إذ للأسف يشرف عليها هاوون وموهوبون وليس متخصصون بدراسات الأدب.

الناقد الحقيقي

أهم سبب لعدم تقدم المحتوى الأدبي هو عدم توافر الناقد الحقيقي له، الناقد هنا ليس المقصود به من يحمل شهادة تخوله النقد بل القارئ العادي الذي يقرأ ويشتري هذا المحتوى، فإذا قام هذا الناقد بنقد المحتوى السيء نقدًا حقيقيًا غير مجحف، فهو يضع كل كاتب أمام نفسه، وذلك برفضه كتابة محتوى مكرر أو غير نافع أو غير لائق.

الاختلاف

للأسف يخاف المجتمع العربي من التغيير ولذلك تجده دائماً يعارض التجديد في أي فكرة مبتكرة، وهذا ما يقدمه الكاتب الحقيقي؛ تقديم فكر جديد، هل نذكر معارضات المجتمع لنجيب محفوظ؟ فقد كان يقدم محتوى وجوديا جديدا، محتوى ناقدا للمجتمع، ومع ذلك نال من الشهرة بعد وفاته ما لم ينله في حياته بأكملها علي الرغم من اضطراره بالنهاية إلى مواكبة مقتضيات عصره. هذه أهم أسباب تضاؤل المحتوى العربي، وقد أدى عدمها إلى أننا أصبحنا نقلد المحتوى الغربي بعد أن كنا نحن مؤسسون فن الأدب المكتوب. إذ نجد في الغرب الآن صناعة المحتوى عملًا تتضافر لإنجازه مؤسسات وهيئات ودول، فظهرت العديد من الكتب ذات الخيال الخصب التي تختلف تماماً في محتواها عن السير الذاتية والتقليدية المتبعة بالفترة السابقة. ملاحظة ؛ التطور لا يعني التخلص من القيم الأخلاقية أو الحد منها، فالأخلاق هي مقياس بناء الأمم، لكن التطور يعني النهوض بالأمة ومساعدتها على دخول مرحلة الفكر بدون قيود غير ذات جدوى. إذا كانت لديك ملاحظة تساعد على نهضة المحتوى العربي شاركنا بها.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..