Loading Offers..
100 100 100

تقنيات ونصائح تعلّمك كيف تحب جسدك

يجب أن تحب جسدك وتفكر في صحتك أثناء تناولك الطعام أو لعب الرياضة ولا تشغل بالك كثيرا بالمثالية أو المقارنة مع غيرك

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الاهتمام المبالغ فيه بشكل جسدك قد يجعلك تنسى السبب الأساسي للرياضة وهو الحفاظ على الصحة؛ فيجعل منك شخصا مهووسا بالشكل على حساب تصالحك مع نفسك، وهذا ما حدث لي إلى أن قرأت مقولة فيما معناها "مارس التمارين لأنك تحب جسدك لا لأنك تكرهه". استوقفتني هذه المقولة وجلست أفكر في أسلوبي في التعامل مع نفسي سواء في الأكل أو التمرين وسألت نفسي: كيف أحب جسدي كما هو مع السعي في تحسينه؟ وجدت أن الحل هو تغيير نظرتي وطريقة تفكيري تجاه جسدي أولاً ثم تجاه الأكل والتمرين. حيث أن الدراسات أثبتت أن لطريقتنا في التفكير تجاه أنفسنا دورا وتأثيرا في التحكم في صحتنا وتغييرها إما للأحسن أو الاسوأ، وذلك تبعا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد وجدوا أن الأشخاص الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أقل نشاطا، كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة بنسبة ٧٢% بعد ٢١ عاما من أولئك الذين نظروا لأنفسهم على أنهم أكثر نشاطا وذلك لتحكم تلك الفكرة في المستويات الفعلية لنشاطهم البدني.

كيف تغير نظرتك تجاه جسدك؟

علينا أن نؤمن أننا في رحلة مع أجسادنا طوال فترة حياتنا وتعاملنا بقسوة ونظرتنا السلبية تجاه أجسادنا لا يغيران من الواقع في شيء، لذلك عليك أن تقبل جسدك قبل أن تسعى لتغييره. وهناك عدة طرق لفعل ذلك تبدأ بـ :
ركز على ما تحب
أن تقوم بالتركيز على ما تحبه في جسدك بدلا من التركيز على ما لا تحب. فعندما تنظر إلى المرآة ما هو أول شيء تلاحظه في جسدك؟، كيف تكون مشاعرك حيال جسدك؟. غالبا ما نلاحظ ما نريد تغييره وتكون مشاعرنا سلبية تجاهه. ولكي توجه تركيزك على ما تحب يمكنك أن تقوم بالتفكير كل ليلة قبل النوم في ما استطاع جسدك القيام به خلال اليوم وتشعر بالامتنان لذلك. كما يمكنك أيضا أن تستغل الدقائق الأولى في كل صباح وأنت تقف أمام المرآة وتقوم بإحصاء أكثر ما تحب في جسدك، قد تجد صعوبة في ذلك في بداية الأمر ولكن مع الممارسة ستجد اختلافا في مشاعرك تجاه جسدك.
لا تقارن جسدك بأحد
هذه أسهل طريقة يمكنك القيام بها لكي تكره جسدك. لأن عندما تبدأ بالمقارنة ستجد مئات الأسباب والأشياء التي تجعلك لا تتقبل جسدك وتذكر أن لكلا منا مميزاته الخاصة، كل شخص جميل في اختلافه عن الآخر.
تعامل مع نفسك مثلما تتعامل مع صديقك المقرب
تخيل صديقك المقرب جاء ليخبرك أنه سوف يقوم بتغيير نظام أكله وسيهتم بصحته. كيف سيكون رد فعلك؟ هل سترد عليه وتقول: "هذه ليست أو ل مرة تقول لي ذلك، كل مرة تبدأ ولا تستمر"، بالطبع لا، ستقوم بتشجيعه. فلماذا لا تتعامل مع نفسك مثلما تتعامل مع صديقك. شجع جسدك باستمرار واشكره بمكافأة بسيطة كلما استطاع القيام بنشاط جديد أو كلما اكتسب عادة صحية جديدة.
ركز على الصحة وليس الوزن
أنت ليس مجرد رقم على الميزان، كلما وجهت تركيزك على الميزان، زادت احباطاتك. لأنه أحيانا لا يتغير الرقم ولكن تتغير أشياء كثيرة داخل جسدك للأحسن، كأن يتحسن أداؤك في التمرين ونشاطك أو تنفسك أو أن تزداد جودة نومك، لذلك راقب تحسن صحتك وشكلك الخارجي ولا تتعلق بالرقم. ستلاحظ كم أصبحت مستمتعا بكل نشاط تقوم به، وكم اختلفت مشاعرك وأصبحت أكثر إيجابية.  واختلاف مشاعرك بالطبع سيؤثرعلى سلوكك وأفكارك تجاه نفسك. وفي النهاية تقبّل لحظات ضعفك ولا تبالغ في المثالية سواء في التمريين أو الأكل.

كيف تحب جسدك عن طريق الأكل؟

هل فكرت يوما أن هناك علاقة بين ما تأكل وبين مشاعرك؟، هل لاحظت شعورك عند الانتهاء من الطعام؟، هل أنت مسترخ أم متوتر وقلق؟. هناك دراسة أجريت في جامعة هارفارد وجدت أن هناك علاقة بين الأكل ومشاعرك، وذلك لأن المخ يقوم بعدة وظائف معقدة ويتأثر تأثرا مباشرا بما نأكل، فالطعام هو بمثابة الوقود الذي يجعل المخ يؤدي وظائفه بشكل فعال.

ولكن كيف يتأثر المخ بما نأكل وكيف تتأثر مشاعرنا؟

يوجد بالمخ ناقل عصبي يسمي السيروتونين وهو مسئول عن تنظيم النوم والشهية ويجعل الإنسان سعيدا هادئا، يفرز ٩٥% من السيروتونين في الجهاز الهضمي، والجهاز الهضمي متصل بملايين من الخلايا العصبية. نستنتج من ذلك أن الجهاز الهضمي غير مسئول عن العمليات الهضمية فحسب بل مسئول أيضا عن مشاعرنا. كما أن إنتاج السيروتونين والأداء الوظيفي لتلك الخلايا لعصبية يتأثران بملايين من البكتريا الجيدة التي تشكل البكتريا المعوية وهي لها دور في الحفاظ على الصحة وتخليص الجسم من السموم وامتصاص الطعام. توضح الدراسة أنه كلما كان الطعام صحيا يحتوي على بكتريا صحية، تحسن أداء الجهاز الهضمي في إنتاج السيروتونين مما يؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والنفسية، لذلك فإن الأشخاص الذين يأكلون طعاما غير مصنّع وصحي هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، لذلك راقب كيف يؤثر الطعام على مزاجك ومشاعرك بدلا من التركيز فقط أنك ملزم بتناوله لفقدان الوزن. وتذكر أن تناول كل ما هو طبيعي وصحي هو وسيلة من وسائل تعبيرك عن حبك لجسدك.

بعض النصائح حتى لا تشعر بالإحباط.

  • عندما تقرر أنك ستقلع عن تناول نوع من الطعام، قبل أن تبدأ ابحث عن بديل صحي حتى لا تشعر بالحرمان وتعود إليه مرة أخرى.
  • أدخِل كل فترة أكلة صحية جديدة لكي تشعر أن لديك الكثير من الخيارات وحتى لا تشعر بالملل.
  • اتبع قاعدة ٢٠/٨٠ لتحقيق التوازن.
القاعدة بإختصار تعني أن يكون ٨٠% من اختيارات أكلك صحية بينما الـ ٢٠% الباقية تكون للجزء الذي تفضله ولكنه غير صحي مع مراعاة الكمية. تساعدك هذه القاعدة على بناء نظام صحي تعيش به طوال فترة حياتك، لأنك لا تشعر بالحرمان ولكن كن حذرا حتى لا تبالغ وتتعدى الـ ٢٠%. هذه القاعدة ترجع إلى أخصائية التغذية والشيف الأسترالية "تريزا كاتر" والتي قامت بنشر كتاب عنها بعنوان "دايت ٢٠/٨٠" ولتطبيق هذه القاعدة يجب أن تكون وجبات أكلك خلال الأسبوع صحية ومتكاملة تحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها جسدك من نشويات معقدة، بروتين، فاكهة وخضروات، ولا مانع أن تستمتع بقطعة صغيرة من كعكة الشوكلاتة آخر الأسبوع.

كيف تحب جسدك عن طريق التمرين؟

أحيانا تفقد الرغبة في التمرين وتشعر أنه ليس لديك الحماس الكافي لتبدأ، هناك عدة خطوات إذا قمت بها ستحفزك وتجعلك تسترجع حماسك لتبدأ من جديد. ولكن قبل أن تبدأ عليك أولاً أن تعلم أنك تستثمر في صحتك ونتيجة ذلك الاستثمار تلمسها طوال فترة حياتك، وأن التمرين هو أحد وسائل تعبيرك عن حبك لجسدك فهو بمثابة هدية تقوم بتقديمها لجسدك لتشكره على الاستمرار في الحياة.

لكي تبدأ إليك هذه الخطوات :

كن واقعيا ولا تتسرع
كثير من الأشخاص يقع في هذا الفخ فيقوم بوضع هدف كبير في البداية مثل أن يكون مدة تمرينه ساعة يوميا، غالبا ما يصاب هؤلاء بالإحباط وذلك لأنهم وضعوا أهدافا غير مناسبة لحالتهم الصحية ومستوى لياقتهم الآن، من الجيد أن تضع هدفا كبيرا. لكن عليك أن تقوم بتقسيم هذا الهدف إلى أهداف صغيرة وتبدأ بالصغير إلى أن تتمكن منه ثم تزيد الحمل والجهد تدريجيا.
كن متنوعا في تمرينك
هناك الكثير من الخيارات والرياضات التي يمكنك ممارستها للحفاظ على صحتك، احرص على أن تُدخل أشكالا جديدة من التمارين من حين لآخر حتى لا تشعر بالملل وتفقد رغبتك في التمرين، كأن تدخل بعض تمارين اليوجا خلال يوم أو اثنين في الأسبوع مع تمارين المقاومة. وكلما نوعت في تمارينك، زادت احتمالية تمسكك بالتمرين كعادة صحية جديدة.
تعلم أن تستمع لجسدك
يرسل الجسد إليك إشارات لينبهك أنه ليس على ما يرام. هذه الإشارات تكون عبارة عن أعراض تظهر كالشعور بالصداع أو الإرهاق مثلاً، وكلما تداركت هذه الإشارات مبكراً وعالجت السبب، تجنبت ما يمكن أن يحدث من مضاعفات، لذلك عند ظهور أي أعراض عليك ألا تتجاهلها، ابحث عن السبب واستشر الطبيب.

و لكي تعلم كيف تستمع إلى جسدك إليك هذه لنصائح :

١) قبل أن تبدأ التمرين اسأل نفسك : ما هو مستوى طاقتي الآن؟، وما هو التمرين الذي يحتاجه جسدي؟. فإذا وجدت نفسك مرهقا وكان يومك مليئا بالضغوط حقا، يمكنك أن تؤجل التمرين أو تستبدله ببعض اليوجا الاسترخائية. ٢) إذا كنت تشعر بالنعاس والكسل وأنه ليس لديك طاقة لتتمرن، يمكنك أن تبدأ أول ربع ساعة من التمرين وتلاحظ جسدك. قد تفاجأ بأنه زاد نشاطك وشعورك بالنعاس قد تلاشى. أما إذا وجدت نفسك ما زلت تشعر بالنعاس والإرهاق توقف. ٣) أحيانا تشعر بتيبّس في عضلاتك وأن جسدك غير مرن. غالبا ما يخبرك جسدك هنا أنك بحاجة إلى بعض تمارين المرونة والإطالات أو أنك تحتاج لجلسة تدليك. وفي النهاية مع الممارسة والبحث ستصبح أكثر فهما لجسدك. من هنا ترى أن هناك عدة طرق يمكنك أن تحب بها جسدك، تبدأ بنظرتك إلى نفسك في المرآة وشعورك تجاه جسدك مروراً بطعامك حتى تمارينك الرياضية. تذكر أننا في رحلة مع أجسادنا وكل ما نأكله يؤثر في مشاعرنا ومستوى طاقتنا، وأن هناك علاقة بينك وبين جسدك، فجسدك لا يتوقف عن إرسال إشارات لك. استمع لها بعناية ولا تتجاهلها. أدام الله عليكم الصحة والعافية.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..