Loading Offers..
100 100 100

تريد أن تنتصر في معركة القلق؟ اقرأ هذه النصائح

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

القلق كالطفل؛ إما أن ينهمك في اللعب، أو ينهمك في إزعاج أبويه. وهكذا الأمر معنا فكلنا لدينا طاقة متدفقة في أجسامنا، وهذه الطاقة لا بد أن تفرغ في شيء ما. والذكي هو الذي يعرف هذا و ذاك. ومما اكتشفه علماء النفس؛ أن القلق الذي يوجد في عقولنا يجب أن يوجّه إلى شيء آخر، وإلا توجه إلينا، وقتلنا. لذا القلق شيء موجود، ويجب أن تجعله في مكان آخر غير عقلك. كأن تضع قلقك في عمل يدوي، أو رسم؛ و وبهذه الطريقة سيهدأ عقلك، وترتاح. قال مرة صديقي المعلم وهو يتحدث عن تجربته في تدريس مرحلة أولى ابتدائي: ’’اشغلهم قبل يشغلونك!‘‘. فكان يعطي الطلاب رسومات وألوان، ويجعلهم ينهمكون في التلوين. وهذا يصف حالنا مع القلق؛ فإما أن نشغل قلقلنا بشيء ينهمك فيه، أو سيرتد القلق علينا ويشغلنا. ولطالما عدَّ الحكماء أن لك فقط من الحياة يومك. فالغد لعلك لا تدركه، والأمس قد مضى بما فيه، وهذا اليوم ما أن يبدأ حتى ينتهي. أيضا لك قدرة مؤطرة، وانتباه محدود في يومك. إن هذا الإنتباه أضعته بالتوافه ضاع يومك. وتذكر ذلك الموقف التافه الذي عكّر مزاجك؛ قد ذهب بأهم ما تملكه في يومك وهو مزاجك. وإذا ذهب يومك وغدك وبعد غدك ذهب عمرك وذهبت حياتك. والحياة لا تخلو مما يكدرها، ولكن هذه المكدرات عادة ما تكون صغيرة. مثلا، لو أُهْدِيَ لشخص سيارة، ثم أخذ يتطلع إلى وسخ في مقبض الباب، فتعكر مزاجه وذهبت فرحته بالهدية، وأخذ يبحث عن الذي قام بهذا الفعل، حتى ضاعت فرحته المميزة في هذا اليوم. والناس سيقولون عن هذا الشخص مجنون. فما رأيك بمن يضيع أعظم هدية من الله، وهي الحياة فلا يلتفت إلى جمالها، ولا إلى زينتها، فيترك كل هذا خلفه، وينظر في أشياء صغيرة ليس لها قيمة. ويدير ظهره للحياة وما فيها من متعة. وفي الحقيقة أننا لا يمكننا عيش حياتين معا. فلدينا حياة واحدة وقصيرة جدا وكما قال دزرائيل ’’الحياة أقصر من أن نقصرها‘‘. اعمل بكل جهد؛ حتى تنسى ما إن كنت خائفا قلقا أو لا. فالعمل هو المفتاح الأول للتخلص من القلق. فالذي يعمل هو مشغول بما في يديه، فلا يفكر إلا بما عليه إنجازه. يقول المؤلف المشهور ديل كانجي: قابلت سيدة من أهل شيكاغو فقصّت علي قصتها، وكيف تغلبت على القلق، فتقول: التحق ابني بالجيش في اليوم التالي لهجوم اليابانين على"بيرل هاربور". فأخذ مني القلق مأخذه. فصرت لا أنام إلا قليلا، وكدت أقتل نفسي من الإفراط في التفكير؛ هل قُتل ابني، أو جُرح. وحتى أتغلب على هذه القلق المزمن، شرعت في تدبير منزلي بنفسي، وسرّحت الخادمة من عملها في بيتي. ثم لم أجد هذا كافيا فالحتقت بأحد المتاجر الكبيرة. وقد وفى هذا العمل بالمطلوب؛ إذ ألفيت نفسي وسط حلقة متصلة من النشاط؛ فالعملاء يتزاحمون أمامي، يسألون عن: الأثمان، والألوان، والأحجام. فلم تُتح لي ثانية واحدة أفكر فيها في شيء آخر سوى عملي. وعندما يأتي الليل، لم أكن أفكر في شيء غير راحة قدمي اللتين كلتا من الوقوف طوال اليوم، فأتناول عشائي، وأخلد إلى النوم. حاول أن تتخيل جملا أصفر يأكل من العشب، وفي نفس الوقت حاول أن تتخيل أمرا ما، أعددته لتنفيذه غدا. إنك لن تستطيع إلا أن تفكر بأمر واحد فقط. وهذا السر في هزيمة القلق؛ فعقولنا قد هُيئَتْ للعمل على أمر واحد فقط، وعندما نعمل بعقولنا، فلا مكان للقلق أبدا. واليوم يوجد نوع من العلاج النفسي يسمى بـ(العلاج الوظيفي) فالطبيب يصف "العمل، أو الوظيفة" كعلاج. وقد ذهل أحدُ زائري مصح "كويكرز في عام ١٧٧٤" عندما شاهد المرضى النفسيين منهمكين في غزل الكتان. وظن أن هولاء المساكين يُستغَلون من قبل المستشفى، إلى أن شرح له المسؤول؛ أن مرضاهم يبرأون من عللهم عندما ينهمكون في العمل وتسكن خواطرهم. الكتاب والقراءة أفضل ترياقين للقلق. فعندما تفتح كتابا، تحلق في أودية الصين مع الحكيم العجوز، أو تعيش قصة حب في رواية عاطفية، أو حتى تخوض مغامرة في سهول أفريقيا. وعندما ينهمك الإنسان في القراءة فسيظل ذهنه و عقله منشغلين بتحليل الكلمات، والمواقف الموجودة في الكتاب، فلا مكان لكل أفكار القلق. لذلك، قلّ أن تجد من العلماء والباحثين من يصاب بالقلق، لماذا؟ لأنهم ببساطة شغلوا أنفسهم بشيء آخر غير القلق. وقد تحدث العالم الفرنسي "باستير" عن السلام الذي يجده المرء بين جدران المكتبات أو المعامل، لأن الناس في المكتبات أو في المعامل مستغرقون عادة في المطالعة أو البحث، فلا يتوفر لديهم وقت للقلق. في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق، جرب أن تمسك بكتاب لقراءته.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..