Loading Offers..
100 100 100

لماذا يجب أن يكون المترجم مثقفا؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

إنها فرع من فروع العلم ولكنه فرع مهم للغاية لأنه الأساس لنقل علم أمة إلى أمة أخرى تهيم شوقًا إلى اقتناء ذلك العلم، وبذلك نستطيع أن نقول عنها أنها تتكون من فرعين هما القواعد العلمية التي وضعها جحافل ذلك العلم أو المؤسسين له، فهي كأي علم له قواعده الخاصة، أما الفرع الثاني فهو الفرع الذي أعطاها لقب فن، إنه الفرع المختص بالإبداع ، إنه روح الترجمة لذلك نستطيع أن نقول عنها فن بل إبداع. إن الترجمة مزيج من أكثر من علم، فهي أولًا قائمة على الإلمام باللغتين اللغة المصدر(source language) واللغة الهدف ( target language ) ثم الإلمام بالموضوع الذي تتم ترجمته، لذلك إذا كان المترجم يفتقد الركن الثاني تمامًا أو جزء منه فإن ذلك سوف يؤدي إلى ترجمة لا نستطيع القول عنها سيئة ولكن إلى حدٍ ما لن تكون وافية، الترجمة مثل معظم الألعاب الرياضية مثلًا، تعتمد أولًا على حب اللعبة نفسها ثم الموهبة ثم أخيرًا الإلمام بها تعليميًا وقواعديًا. لذلك في المقدمة يأتي حب الترجمة ثم موهبة الكلام في اللغتين المصدر والهدف ثم التعليم، البعض يعتقد أن بمجرد إلمامه بلغة معينة يستطيع أن يكون مترجما ولكنه أحيانًا يفتقد للغة الثانية التي سوف يُترجم منها وإليها. مثلًا كلنا نتحدث العربية ولو حاولنا تعملها في الفصول الدراسية المخصصة لذلك سوف نستطيع تحدثها بطلاقة إلى جانب تحدثنا للغتين ثانيتين هما الإنجليزية والفرنسية، كما هو الحال في مصر، لذلك قد يقول البعض من غير المختصين أنه بإمكان كل منا أن يصبح مترجما وهذا الاعتقاد خاطئ لأنه بذلك عطّل عمل الركنين اللذين يكادا أن يكونا الأساس لذلك العلم. بعض الناس يولدون ولديهم حب لعب كرة القدم وبذلك سوف يكونون مؤهلين للوصول فيها إلى درجة جيدة من التقدم بعد تعلمها في الأكاديميات المخصصة لذلك، كما هو الحال مع المترجمين فهم ولدوا ولديهم شغف لمعرفة معاني كل ما يصادفهم من كلمات غريبة عن لغتهم الأم، الترجمة تحتاج إلى روح الفنان المبدع بالإضافة إلى الشغف بالقراءة، يجب أن يكون المترجم مثقفًا لأن العالم في هذا الزمان يتغير بين كل ثانية وثانية، فالمثقف هو من يطلع كثيرًا على فروع الثقافة غير مجال تخصصه، فمثلًا عشقي للترجمة لا يمثل فقط الأساس لكوني سوف أصبح مترجما جيدا لكن اطلاعي الدائم على الأدب والكيمياء والهندسة سوف يصقل مهاراتي وينمّي لغتي الأم ولغتي الثانية.

ساعة القراءة للمترجم

يجب على المترجم أن يضع خلال جدول أعماله على الأقل ساعة يوميًا للقراءة في مجالات أخرى غير تخصصه، عندما تقرأ أكثر يصبح لديك ثروة معلوماتية وتكتسب خبرة في مجالات أخرى، وفي عالمنا هذا تتطور اللغات ويدخل إليها كلمات جديدة بنفس درجة تطور العلم، ومن ثم فإن التأهيل الأكاديمي ليس كافيًا لصنع مترجم جيد في هذا الزمان، زمان التطور ليس فقط في العلم بل في كل شيء. عندما تجد أمامك نصا مكتوبا لكاتبٍ إنجليزي منذ مائة سنة ستجد أن الألفاظ المستخدمة لوصف مفهوم معين مقارنةً بالمستخدمة حاليًا لها نفس الصيغة، وأحيانًا تجد صيغة أخرى، والمقصد من ذلك أن اللغات ليست شيئًا جامدًا في قالب معين، بل هي كالماء تتشكل بنفس شكل الوعاء الحاوي، والترجمة ليست محصورة في ترجمة النصوص الأدبية فقط بل تتسع لتشمل كل ما قاله من تحدث بلغة معينة، وهنا يتعيّن علينا ألا نكون فقط ملمين باللغة (الفصحى) بل يجب علينا معرفة اللغة العامية أيضًا. فكل متحدثي اللغات ليس بالضرورة أن يتحدثوا باللغة التي جاء ذكرها في كتب النحو والصرف بل يتحدثون العامية كما الحال مع العربية، لذلك نستطيع أن نقول عن الترجمة أنها ليست فقط نقل ألفاظ لغة إلى لغة أخرى بل هي نقل ثقافة متحدث إلى ثقافة مستمع أو قارئ، عندما نترجم لغة للغة أخرى نحتاج الروح التي تؤهلنا لترجمة تلك اللغة ليس حرفيًا وإنما ترجمة وافية تنقل ثقافة النص إلى نص مكتوب بلغة أخرى، وأحيانًا بألفاظ غير تلك الموجودة أساسًا، ولكن مع الحفاظ على جوهر النص والفكرة التي اجتهد مؤلف النص على إيجادها من العدم.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..