لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لقد بدأ عالم الطب الدوائي أول ما بدأ من عالم النبات، وقد اعتاد البشر لعدة عصور استخدام بعض النباتات لأغراض علاجية معينة، جاء الطب الدوائي ليغربل بعضها، يبقي التي ثبت أثرها ويترك البقية في رحلة الدراسة. لا يطمح الطب لإلغاء النبات أو تهميشه فالطب أحق باستثمار النبات الذي يعالج لنا الأمراض وخاصة المستعصية منها، وأحق باستخلاصه وصنعه وبيعه لأن هدف المجتمع الطبي مهما اختلفت توجهاته يبقى هو السعي لأجل صحة أفضل.
أهم الأدوية المستخدمة طبياً هي في الأصل من نباتات
1- الأسبرين:
الأسبرين دواء مشهور في الطب لمسكن آلام ومضاد التهاب ومميع دم يستخدم كثيراً بعد التجلطات القلبية وللتمييع الوقائي وللالتهاب. إن العنصر الأساسي في الأسبرين هو حمض الساليسلك وهو مستخرج من أشجار الصفصاف، لقد عرف هذا النبات قديماً جداً لما يقارب 300 قبل الميلاد وكانوا يستخدمونه مضغاً لتسكين الألم وتخفيف التوذمات، وسجل له أيضاً استخدامات ناجحة في مرض الملاريا في أعوام 1770م.
2- الميتفورمين:
وهو دواء مشهور في علاج الداء السكري، ويعتبر الخط الأول للمعالجة وأكثر دواء نبقيه في المعالجة مع تعديل أدوية السكر الأخرى، إنه من أروع الأدوية السكرية وألطفهم على الجسم. تتمثل آلية عمله في خفض إنتاج الكبد للسكر وزيادة حساسية أنسجة الجسم للأنسولين، فله أثر جهازي يعتمد على عدة آليات في خفض سكر الدم.
الميتفورمين دواء ينتمي إلى عائلة البغوانيدات الدوائية وهو مستخلص من نبات المدرة المخزنية التي تحتوي مادة الغوانيدين أساس تطوير صناعة الميتفورمين، تعرف بخصائصها الخافضة للسكر والمحفزة للإدرار البولي، كما استخدمت قديماً للطاعون وللدغات وعضات الثعابين.
3- الديجوكسين:
الديجوكسين دواء قلبي مشهور لعلاج الرجفان الأذيني وقصورات القلب، يستخدم كثيراً طبياً وهو مستخلص من فصيلة نباتات الديجيتال أو القمعية. كان أول ما تمت الموافقة عليه كدواء قلبي في عام 1998، وهو كان مستخدماً لسنوات طويلة في الطب الشعبي في أعوام 1775م لحالات ضعف العضلة القلبية وقد لاقى قبولاً وفوائد ملحوظة دفعهم لاستمرار أخذه.
6- الإيفيدرين:
وهو دواء من أدوية الجهاز التنفسي، يستخدم كموسع قصبي، كما يستخدم كمضاد احتقان في حالات الزكام. يستخلص من نبات الإيفيدرا وقد استخدمت جذوره قديماً جداً منذ أكثر من 5000 سنة في الصين لعلاج الحمى والزكام والربو، العديد من الأدوية الطبية الأخرى المستخدمة في الأمراض التنفسية استفادت من آلية عمل هذا النبات وتطورت أدوية تعطي نفس النتائج.
7- المخدرات: المورفين، الكودائين…:
عائلة الأفيونات والأب الرئيسي فيها المورفين، إنها من المواد المشهورة طبياً وتستخدم لتسكين الآلام الشديدة، لها رقابة صارمة بسبب خصائصها الإدمانية إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها في الطب في الحالات التي تحتاجها.
تستخرج من نبات الخشخاش، ويعود تاريخ هذا النبات إلى 4000 قبل الميلاد في عهد السومريون، وكانوا يستخدمونه في حالات الربو وضعف البصر وآلام المعدة، كما استخدم كمسكن ومخدر، كان يزرع هذا النبات لجمال ألوان أزهاره، كانت الأستاذة في الكلية تقول لنا عن هذا النبات “من يصدق أن زهرة جميلة مثل هذه تخفي وراءها تلك الخصائص المخدرة؟”، تخضع زراعته حالياً لرقابات دولية.
كما توجد بعض الأدوية الأخرى مثل الكوكائين والكفائين والكوينين وغيرها، يتم العثور على المركب الفعال الموجود في هذه النباتات ومن ثم الاستفادة منه وأحياناً التعديل عليه قليلاً وإنتاجه دوائياً. قد يخطئ البعض بظنه أن الدواء الكيميائي ينفي أو يلغي النبات، المشكلة تكمن في المبالغة أو نشر الخرافات حول نباتات لم يثبت لها الأثر المزعوم، وإنه عندما يثبت أي أثر يبادر المجتمع الطبي للاهتمام به واستخدامه علاجياً دون تردد.
إلا أن رحلة البحث عادة ما تكون طويلة تستمر سنوات. وبحاجة للتمحيص والتجريب، وذلك لأن صنع الدواء وطرحه للإنتاج أمر حساس للغاية لا يخاطر به في صحة الناس. أما ما يخاف منه في هذا المجال هو المتاجرة بالنباتات والطب البديل مع بيع الأوهام عن الأثار الكثيرة له لكسب الأموال، يتهم الدواء الكيماوي أنه كيماوي مع أنه هو الذي مر رحلة البحث المضنية ليصبح مصرحاً به للاستخدام، بينما يعتبر النبات آمناً مهما كان وكبير التأثير مهما صغر للحصول أحياناً على تجارة سهلة مربحة.
في الختام، تحتوي الطبيعية الكثير من الأعشاب المذهلة، هذه الأدوية المستخلصة من النباتات أساسية جداً في العمل الطبي وتساهم في علاج آلاف المرضى يومياً.