لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تعتمد الرؤية التربوية في مناهجنا على نهايات مُغلقة وفقًا لنموذج خطي، وهو الفكر الحداثي الذي يحدّ من الإبداع والابتكار ولكن المنهج ما بعد الحداثي هو منهج فعال وقابل للتغيير حيث إن الفكرة التحويلية في نماذج المنهج ما بعد الحداثي تعتمد على عالم قائم على التغيير بعيدًا عن (الثبات).ما هو الفكر الحداثي؟
لم يُقدم الفكر الحداثي نموذجًا جيدًا للتربية وللبشر بما أن الطريقة الديكارتية تفترض اليقين بينما القدرة النيوتونية تقوم على التنبؤ أن الكون ثابت ومتناسق في تنظيمه وقوانينه حيث أثرّت الصيغ الرياضية على نظرتنا لمعنى الحقيقة مما انعكس على فهمنا لمعنى التربية.1-فكرة الأثر والنتيجة: لقد اعتمد عليها المنهج الميكانيكي، الذي يمكن قياسه، وهي الكلمة التي تُستخدم دائمًا حيث سيطرت آراء نيوتن الكونية، والميتافيزيقية على الفكر الحداثي مثل: التنبؤ السببي -الترتيب الخطي - الطريقة المغلقة تعتبر المفهوم الأساس في المنهج العلمي الذي يهتم بالعلوم أكثر.2-نتائج الاختبارات: أن ما يُعرف بدرجة الذكاء هي مفهوم مركزي للذكاء للعديد من التربويين حسب تعريف علماء القياس النفسي، ومفهوم يفيد فقط في التنبؤ عن الاختبار وليس شيئًا آخر، حيث تم التركيز على الترتيب الخطي ونفي التغير النوعي من خلال الزمن، هذا القانون أقرب للطريقة العلمية الحداثية القريبة لنموذج تايلور.طريقة ديكارت وعلاقتها بالمنهج
هذه الطريقة مُرتبطة برؤية إقليدس العقلية الهندسية، خصوصًا في القانون الأول والثالث الحقائق الواضحة، والمميزة وهي تُعد مسلمات هندسية استخدمها إقليدس في براهينه، حيث إن المتعلم لا يستنتج الخطوات، بل يحفظها فقط وهو اكتشاف المعرفة التي تأتي من الخارج لأن النظام مُغلق، حيث يُكشف عن عالم موجود وليس طريقة للتعامل مع عالم جديد ومتطور.كيف تأثرت النظرية التربوية ونظرية المنهج بالفكر الحداثي؟
اعتمد المنهج نظامًا متتابعًا منظمًا، عبارة عن وحدات مستقلة مترابطة تسير في نظام خطي، والتعلم هو عدد الوحدات التراكمية التي يتم تغطيتها وإتقانها، بناء على تحديد مُسبق للمهام من قبل الإدارة نحو العُمال أشهر عناصر الإدارة العلمية الحديثة، وهو ما تبناه كل من: "فرانكلين بوبيت" و"الود كبرلي" في تصميم المنهج لأنه عنصر أساسي عند التخطيط للدروس التي يتدرب عليها المعلمون في مقرراتهم في طرق التدريس.النموذج الحداثي (نموذج تايلور)
اتخذ "تايلور" من المنهج أرضًا خصبة، وذلك من خلال الأهداف السلوكية، وحركة التعليم بالكفاءات في السبعينات. و هي شكل آخر من طريقة ديكارت، حيث يكون هناك نقل للمعلومة وليس تحويلًا لها. نستنتج أن الاختلاف الجوهري ما بين تايلور وديوي حيث يحدث التعلم كنتاج لعملية النشاط بينما يرى تايلور الغايات التربوية محددة قبل التجربة ومضبوطًا بدقة يمكن قياسه.لن تلاحظ الفرق بين فكر تايلور وديوي إلا من وجهة نظر ما بعد الحداثة
فكر ما بعد الحداثة
رؤية المنهج هي عملية تحويلية تقوم على تكامل مختلط ومتنوع، لتجارب مفتوحة تتغير مثلما يتغير البشر. وهم يمثلون أنظمة أو منظومات حية مفتوحة، ولذلك فإن النمو التعليمي يحدث بشكل أفضل عندما يعتمد على المنظومة التي تشخص البشر وتصف خصائصهم. لذلك تعتمد على الشك دون اليقين مما يدفع إلى البحث عن الحلول للمشكلات والاتصال مع الآخرين مما يُحقق رؤية اجتماعية تقوم على التفاوض مع أنفسنا، وبيئتنا، ومع الآخرين.نموذج التوازن عند بياجيه
هي نظرية وراثية اعتمد عليها في بناء نظريته في النمو المعرفي، فالمعرفة وسيط بين الواقع وليس نسخة منه حتى تكون عملية البناء دائمة. نجد أن "بياجيه" يرفض الاتجاه الميكانيكي لأنه يرى أن التشويش يدفع الفرد إلى إعادة تشكيل نفسه وأن البيئة لا تشكل الكائن الحي، بل هو يشكل نفسه فالعقل ليس صفحة بيضاء لديه لذلك هو يركز على التفاعل ما بين الوراثة والبيئة من الممكن استخدام نموذج "بياجيه" لبناء منهج تحويلي.بريقوجون ونظام الفوضى
عملية تقوم على التكرار ليس مع الطبيعة، بل مع عالم كوني وهو عبارة عن أرقام تخيلية تم استخدامها بالحاسب الآلي، حيث إن بدون التنظيم الذاتي لم يكن لرياضيات الفوضى أن توجد. النمو لدى كل من "بريقجون" و"بياجيه" هو نمو لا يتم الاستعجال به؛ لأنه نمو داخلي عند النظر لأعمال "بريقجون" حول التنظيم الذاتي والديناميكيات الحرارية البعيدة عن التوازن ويرى أن البنى المبددة للطاقة هي مصدر الإبداع لأن النظام يسير بشكل مستمر ولا يمكن التنبؤ به وبتفاعلاته لأنه ليس خطيًّا.برونر: العقل يمكن تنميته عن طريق التفاعل الاجتماعي أو التمثل كما أدركه فيجوتسكي. وهذا ما قد أهمله السلوكيّون وهو حدوث التعلم من خلال التفاعل مع الآخرين، وليس نشاطًا منعزلًا، ولقد فشلوا في إدراك هذه النقطة. ويرى برونر أن يتم تدريس التفاضل والتكامل للصف الأول الابتدائي حيث يمكن تقديمها من خلال (اللعب، والتحدي الفكري) حيث تكون عملية تفاعلية وليست خطية ثابتة.نعوم تشومسكي وإعلان وفاة المدرسة السلوكية
قد أثارت قضية العقل والسلوك في أعماله حول اللغة وذلك في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. حيث نقد فكرة "سكنر" حول اكتساب اللغة، وكذلك تم نسف الأساس التجريبي لنظرية المعرفة كاملة. ولم يرد "سكنر" ولم يتجرأ أحد على نقده حتى الآن. وهو يقول: "فشل السلوكيون تجريبيًّا في تفسير بعض الحقائق المهمة في السلوك اللفظي".مثال: عند إدراك جمل مفيدة وجديدة للمرة الأولى. وكذلك التفريق بين الجمل وغير الجمل، والكشف عن الغموض في اللغة، وتوليد سلسلة متنوعة لا تنتهي من الجمل من خلال قواعد قليلة.وايتهيد والمفهوم العملياتي
هو عالم رياضيات وليس فقط مفكر عادي، هو ينظر إلى العلاقات كفكرة أساسية، ويعتبر العالم المادي مجموعة من العلاقات، وهو يعتقد أن التركيب النهائي للطبيعة ليس جزيئات صلبة بل هو "بيئة ذات عمليات تطورية". فلسفته تتحد مع علم الأحياء، وهو يقول: يجب على التربية أن تعمل على تنظيم الاضطراب، وعدم فرض نموذج خالٍ من المعنى ومحدد مسبقًا، حيث إن هذا التحديد يجعل العملية بكاملها عقيمة.جون ديوي والمفهوم العملياتي
مفهوم ديوي للخبرة بأنها تقوم على التفاعل الداخلي والخارجي؛ مما يجعل هذه الفلسفة تحويلية وهو الاعتماد على (التأمل) لأنه يتم الربط بين خبرات الناس ببعضها ونقدها، حتى يتم إعادة النظر في الخبرات والتفكير الذي صنعناه في السابق. تجاهل علماء النفس الجدد ما قاله "ديوي" في مقاله عن مفهوم العقل الانعكاسي في علم النفس "إن فكرة القوس الانعكاسي المشروط في المدرسة السلوكية ذات بعد واحد وخليط من أجزاء مُنفصلة واتحاد ميكانيكي لعمليات غير مترابطة".لماذا الفكر الحداثي مازال مستمرًّا؟
لأن التربويين يجدون الراحة في تصريح سكنر "نستخدم طرق العلم في مجال الشئون الإنسانية فإنه ينبغي أن نفترض أن السلوك قانوني ومحدد".📙 ادعم الكتب العربية واشترِ نسخة من الكتاب 📙