لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لقد ساعدتنا التكنولوجيا كثيرًا في قضاء الكثيرِ من الأعمال والأعباء اليومية، كما شكَّلت الهواتف الخلوية (أو "اليدوية" كما أسميها لعدم مفارقتها أيدي مستخدميها) صورةً لمجتمع كاملٍ ذَا روابط متكاملة سواء اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية إلي غيره. وساعدت بشكل مستمر على التواصل مع الأهل والأصحاب والمعارف، فأصبح باستطاعتنا رؤية الأشخاص والتحدث معهم رغمًا عن كلّ الظروف التي تقتضي عدم الاجتماع بهم.إلى هنا، يُعَدّ هذا التطوُّر إنجازًا عظيمًا لكن تبقى عيوبه جلية، فلا شك أن التطور السريع الذي وصل إليه الهاتف الخلويّ خاصة في الآونة الأخيرة أحدث وساهَم بشكلٍ كبيرٍ في تغيُّر نمط حياة الإنسان والتحكم في طريقة تفكيره، فصار ارتباط الإنسان بهاتفه أكثر تأكيدًا من ارتباطه بأهله وارتباطه بعمله ووفائه بوعوده، وهذا ما يدفعنا للتساؤل كثيرًا للفضول قليلا: هل يُشكِّلُ هذا التطوُّر الَّذِي وَصَل إليه هاتِفُنا خطرًا على حياتنا ومُجتَمعنا؟[ماذا حدث عندما جعلت طلابي يغلقون هواتفهم؟]بالتأكيد، كما أن له مميزاته التي صار لا غنى للإنسان عنها فإن له عيوبَه التي لا بدّ للإنسان أن يعرفها، غير أن طريقة استخدامه لا بُدّ أن تكون ضمن معايير مدروسة على الأقل من ناحية الوالدين قبل أن يَجْلِبَا لابنهما هاتفًا هو أجهل ما يكون بأضراره، لأن هذا التطور الهائل الذي وصل إليه هاتفُنا النقَّال شكَّل ارتباطًا وثيقًا بحياتنا اليومية وأسرارنا الخاصة، وهذا يستلزم بالطبع حماية أنفسنا من عمليات الاختراق الإلكتروني والسطو غير المرئي، كذلك حماية ممتلكاتنا الإلكترونية وخاصة تعاملنا المادي، والحفاظ على علاقتنا بالأشخاص المُقرَّبين دون التدخل من أيّ عضو غير مرغوب لهدم هذه العلاقة.[خمس مخاوف أمنية متعلقة بالدفع الإلكتروني باستخدام الهواتف]وبالتأكيد فيأتي في مقدمة هذا كله حماية عقولنا من الغزو الفكريّ الذي يجهله كثيرٌ من أبنائنا وحماية وعيهم الثقافيّ دون أيّ غزو خارجي يخرجُهم من العادات التي أَلِفُوها والمعتقدات التي عرفوها.ولا شكَّ أن الكثير مِنَّا في رحلة تعامله مع هاتفه النقَّال أدرك كثيرًا من عيوبه ومميزاته على سبيل الحصر أو التفريق، لهذا فإن مسألة الحديث عن عيوب الهاتف وأضراره مسألةٌ نسبية بعض الشيء لتعلقها أكثر بظروف الإنسان المعيشية كما أنها مهمة الوالدين أثناء قيامهما بدور التربية والتوعية تجاه أبنائهم، ناهيك عن المهارات التي يكتسبها الإنسان مع تقدُّم عمله ومعرفته بهذا الهاتف.ومن هنا فحديثي معك يبدأ من تلك المعايير المدروسة التي يعتمد عليها تعاملك مع الهاتف إلى تلك الضوابط العامة التي يجب مراعاتها أثناء استخدامك. ربما يبدو الكلام غريبًا بعض الشيء بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يظنون أن الأمر يرجع إليهم في تحديد الكيفية التي يتعاملون بها مع هاتفهم، لكن في الحقيقة قد سَيْطَر الهاتف على حياتنا كلها وتُرتَّب عليه أولوياتُ الأمور اليومية. ومن جانب آخر قد استجاب عقلنا اللَّاوعي لهذا التطور وخضع لسيطرة الهاتف عليه فأصبحت الهواتف من حياتنا بمثابة جزء لا يتجزَّأ.[هل بات اختراق الآيفون أمرًا سهلًا؟]كثيرا ما كنا نسمع عن تأثير الهواتف على الصحة والإصابة بأنواع من السرطان وتلف الأعصاب والضعف البصري وغيره لكن في الحقيقة لم يُصَبْ كلّ المتعاملين مع هواتفهم بتلك المخاطر المذكورة أعلاه، كذا لا يعني أن استخدام الهاتف صالحٌ تماما. حيث إن للهواتف إشعاعًا منبعثًا وترددات تمتصها الأنسجة الجسديّة ويتدرب عليها العقل مع الوقت حتى يألفها فينتج عن ذلك آثار سلبية تحدث دون وعي منا ولا إدراك؛ فينعكس على الذاكرة والرؤية والمزاج والصحة النفسية وغيره.الهاتف إن لم تكن له أضرار صحية مؤكدة ضمن أبحاث موثقة علي المدي القريب جدا – وهذا ما أتمناه بالطبع – فإن له تأثيرات سلبية علي المدي البعيد، بعيدًا عن الصحة النفسية والجسدية أو قريبا منها.[أفضل تطبيقات الكاميرا لأجهزة (Android) و (iPhone)]أتعلم أنك عندما تشعر بالنعاس ثم لا تستطيع النوم، فالأمر غالبًا ما يرجع إلى شاشة هاتفك، حيث ينتج عنها إشعاعات ضوئية متناهية الصِّغَر تدعي "فوتونز" هذه الإضاءة تنبعث إلى العين التي تقوم بدورها بإرسال رسالة للدماغ بأن موعد النوم لم يَحِنْ بعدُ وبالتالي يظلّ الإنسان مُنْتَبِهًا لوقت أطول .جرِّب مرة أن تترك الهاتف من يدك ستجد نفسك إن لم تذهب للنوم فسيغلبك النعاس بالتثاؤب والشعور بالضعف وعدم التركيز، لأن الدماغ في هذا الوقت سيبحث عن وظائف وأوامر يعطيها للجسد فلا يَجِدُ –باعتبار أن كل وظائفنا صارت مرتبطة بالهاتف– فبالتالي سيعطي أوامر بالراحة والاسترخاء ثم تستجيب كل الجوارح للأمر بفعل سيطرة الدماغ عليها.Loading Offers..
100
100
100
علاقة الهاتف بحياتنا اليومية: كيف غيّرت الهواتف المحمولة عالمنا؟
التصنيف :
زد
- في :
10:38 م
-
لا يوجد تعليقات
youssef
- تواصل معي :
- fb
- tw
- gl
ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :
0 تعليقات المدونة
تعليق الفايسبوك
Loading Offers..