Loading Offers..
100 100 100

تجربتي في تعلم اللغات

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الآن ستسألون كم لغة أتحدث، حتى آتي إليكم اليوم بكل ثقة لأخبركم عن تجربتي في تعلم اللغات، أنا أتحدث الإنجليزية والتركية بخلاف اللغة العربية، لغتي الأصلية، طبعًا عندي خلفية لا بأس بها باللغة الألمانية، بسبب دراستي لها كلغة ثانية في المرحلة الثانوية، وهذا بالإضافة إلي بعض المصطلحات الأساسية في اللغة الصينية والكورية.لنترك الألمانية والصينية والكورية بعيدًا؛ لأني لا أجيد التحدث بهم حتى الآن، وسأحدثكم عن تجربتي في تعلم اللغة الإنجليزية والتركية.

أولًا: اللغة الإنجليزية

بغض النظر عن امتلاكي لنوعين من الذكاء يسّروا عليّ مهمة إجادة اللغات إلا أن الذكاء وحده لم يكن هو السبب الرئيس في إجادتي للإنجليزية ومن بعدها التركية.الأمر بدأ بعد اختبارات عديدة للشخصية قمت بها للتعرف أكثر على شخصيتي؛ ووجدت أني أملك ذكاء "سمعيًّا" و"لغويًّا" بنسب أعلي من باقي أنواع الذكاء؛ طبعًا الذكاء وحده لا يكفي لاجتياز أي شيء في الحياة، فلا بد أن تكلل مواهبك بالعمل الشاق؛ لهذا بدأت من الصفر وشيئًا فشيئًا تحسن مستواي؛ لكن لا تنسوا أهم عامل من عوامل النجاح ألا وهو "الإرادة والإصرار"، بالنسبة لي الأمر كان مختلفًا قليلًا لأن رغبتي في إجادة الإنجليزية جاءت بسبب تحدي ورهان، بمعنى أدقّ كنت أريد إثبات ذاتي أكثر.القصة بدأت حينما كنت في إحدى حصص اللغة الإنجليزية بالمرحلة الإعدادية، وقتها وقفت للإجابة على سؤال طرحته علينا معلمتي وبالرغم أني كتبت الإجابة كاملة بما يقرب من سطرين إلا أني لم أستطع قراءة خطي حينما وقفت للإجابة على السؤال.طبعًا شعرت بالحرج حينما صُدمت معلمتي، وسألتني "إنتي مش عارفة تقرأي خطك يا هبه؟"، ومنذ تلك اللحظة لم أترك القلم من يدي وأتقنت الإنجليزية قراءة وكتابة وتحدثًا حتى أصبح خطي في اللغة العربية والإنجليزية كخط أساتذة الجامعة والأطباء.
الآن سأخبركم بالخطوات العملية لتعلم اللغة الإنجليزية بدون معلم

1-الاستماع، الاستماع ،ثم الاستماع

أتدرون لماذا المصريون والعرب يتحدثون العربية بطلاقة، ولماذا البشر بشكل عام يتحدثون لغة بلدهم وهم صغار قبل دخولهم المدرسة؟لأنه وببساطة الطفل يردد فقط ما يسمعه، وبسبب هذا أيضًا لا يستطيع الطفل الأصم التحدث لأنه لم يسمع شيئًا لهذا لا ينطق بشيء، لذلك إذا أردت تعلم لغة جديدة عليك أن تعتبر نفسك طفلًا حديث الولادة، ما عليك سوى الاستماع لإذاعة الأخبار كالبي بي سي، أما بالنسبة لي فإجادتي للإنجليزية بدأت من خلال كتابة كلمات الأغاني والاستماع إليها مرارًا وتكرارًا، بجانب الاستماع للمحادثات المختلفة؛ لكن احذر ألا تشتت تركيزك بشيئين في وقت واحد ،فمثلًا لا تشاهد فيلما وتدعي أنك بذلك تستمع للغة الإنجليزية في حين أن (80%) من تركيزك منصب على قراءة الترجمة فقط.

2- القراءة

تلك هي المرحلة الثانية، فالاستماع سيعطيك خلفية لا بأس بها باللغة التي تريد إجادتها؛ لكن بدون قراءة النص المسموع لن تستطيع تثبيت ما سمعته في عقلك؛ فالعقل يستطيع تخزين المعلومات بشكل أفضل حينما يقرأ ويسمع في آن واحد.

3- حفظ العبارات وليس الكلمات

أيّ لغة تتكون من جملة، والجمل لا تخلو من القواعد اللغوية؛ فبحفظك للجمل ستستفيد من حفظ الكلمات والمصطلحات وستعتاد أيضًا على القواعد النحوية؛ لهذا لا تحفظ الكلمات وأحفظ الجمل والعبارات، وحينما تشعر بتحسن ابدأ في حفظ الفقرات الكاملة.

4-التركيب

الخطوة ما قبل الأخيرة في إجادة أيّ لغة هي شراء كتب تتحدث عن مواضيع عامة لإثراء مخزونك اللغوي، ولمعرفة كيفية صياغة الجُمل وعلامات الترقيم بشكل صحيح.

5- الممارسة

أهم خطوة في إجادة أيّ لغة هي الممارسة والاستمرارية؛ ومع الأسف أغلبنا يتعامل مع اللغات وكأنها مادة من المواد الدراسية التي لا طائل من ورائها طالما انتهي موعد اختبارها؛ لكن وعن تجربة إذا أردت حقًّا التحدث بالإنجليزية وأي لغة أخري كأنها لغتك الأم، لا تترك أبدا الاستماع إليها وقراءتها وكتابتها؛ لأني فعلت نفس الخطأ من قبل؛ فعندما وصلت لمرحلة الإجادة لم أتحدث بالإنجليزية كثيرًا ولم أقرأ الكتب الأجنبية، ولم أكتب حتى كلمة واحدة لما يقرب من (4) شهور تقريبًا، حتى جاءت بنت أختي تسألني عن سؤال بسيط جدًّا في المنهج الدراسي بالمرحلة الابتدائية.وقتها أتعرفون ماذا حدث .. لم أستطع الإجابة علي سؤالها وشعرت بدون مبالغة أن جهودي الشاقة علي مدار سنوات قد ذهبت أدراج الرياح؛ لهذا قررت أن أحمي لغتي عن طريق إدخال عادة جديدة لحياتي تحولت فيما بعد لمهنة مارستها بشغف ،وهي عادة "الترجمة"، فأصبحت أترجم الأخبار من وكالات الأنباء وأكتب أبحاثًا علمية لأصدقائي في جامعتي كامبريدج وبوسطن،كي أحتفظ بكنزي الثمين وألا أفقد عالمي الساحر الذي دخلته بفضل لغتي الجديدة.
و قبل أن أختم حديثي معكم سأخبركم كيف تعلمت التركية
أولًا، وقبل كل شيء يجب أن نتفق أن اللغات ليست بالأمر الجلل، وأن تعلمها ليس متعة فحسب؛ لكنها كما أخبرتكم هي "أفتح يا سمسم" لعوالم البشر وثقافاتهم ،ولمن لم يسمع اللغة التركية من قبل؛ فنصيحة مني استمع إليها، وستجدها من أسهل اللغات على الإطلاق.اللغة التركية بالنسبة لي كانت سببًا في إدراكي أني شخصية تعشق الأمور على طبيعتها، فحينما شاهدت المسلسلات التركية المدبلجة لأول مرة شعرت بالاستياء الشديد، وكأنهم يخدعونني، وتساءلت لماذا يغيرون صوت الممثلين الأصليين، وقتها قادني الفضول لمعرفة لغة هؤلاء البشر ،ومنذ ذلك الحين وأنا لا أشاهد أي عمل فني مدبلج أبدًا، وكانت تلك هي خطوتي الأولي في تعلم اللغة التركية، ومن بعدها الكورية والصينية.كنت في البداية أقرأ الترجمة ثم أشاهد الفيديو لاحقًا بدون ترجمة؛ لأترك كل تركيزي لحاسة سمعي دون أن أشتت نفسي بعبء قراءة الترجمة؛ وهكذا تعلمت التركية بالتدريج.في المرحلة التالية بدأت أستمع للأغاني التركية وفي نفس الوقت أقرأ كلمات الأغنية لأجعل عيني تعتاد على الكلمات التركية والقواعد اللغوية، وفي المرحلة الأخيرة بدأت كما أفعل في لغتي الإنجليزية بترجمة الأخبار التركية ،ورويدًا رويدًا أصبحت أشاهد المسلسلات التركية بدون ترجمة، في البداية استوعبت حوالي (50%) من مجمل حديثهم، ثم تطورت مهارتي الاستماع والترجمة لدي حتى فهمت حديثهم بنسبة (95%).في الختام دعنا نتخيل عزيزي القارئ أنك بعد أيام قليلة ستذهب لبلد سكانها يتحدثون لغة مختلفة عن لغتك، وأن حياتك كلها تتوقف على إجادتك للغتهم. تخيل نفسك في موقف حياة أو موت، وأن فشلك في توصيل أفكارك ومشاعرك بشكل صحيح سيقودك نحو مصير مؤسف.وبناء علي خبرتي طيلة تلك السنون أستطيع أن أؤكد لكم أن الكنز الأكثر أهمية على وجه الأرض هو تعلم لغة جديدة.. لهذا زِدْ على أهدافك في الحياة هدفًا أخر جديد، ألا وهو إتقان لغة جديدة كل عام.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..