Loading Offers..
100 100 100

ألعاب الفيديو: الرسالة المهمة التي تفوتنا دائمًا

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

في لعبة (فاينل فانتسي Final Fantasy X)، يجب عليك تفادي (200) صاعقة بَرْق متتالية للحصول على أقوى سلاح سحري، تشتهر سلسلة فاينل فانتسي بالتحديات المروّعة التي تجبر اللاعبين على العراك لساعات متواصلة للحصول على أثمن الجوائز في الألعاب، لكن من الواضح أن التحدي المذكور أعلاه هو أكثرها جنونًا.

تنفس.. فتخسر اللعبة

يقف اللاعب في إحدى المراحل وسط عاصفة رعدية أبدية، أثناء اجتياز تلك الأخيرة، ستومض الشاشة -بشكل عشوائي- باللون الأبيض لجزء من الثانية قبل أن تضربك الصاعقة (ما لم تضغط على مفتاح "أكس-X" في اللحظة المثالية، والتي ستتجنب شخصيتك على أثرها الصعقة). للحصول على إحدى ترقيتين لواحد من أفضل الأسلحة في اللعبة، يجب عليك تفادي (200) صعقة خاطفة على التوالي، إذا أصابتك واحدة، تنتهي اللعبة. إذا أخطأت في مزامنة الضغطة مع الصعقة، تنتهي أيضًا. بل حتى إذا تعرضت لواحدة في طريق عودتك، فقد انتهت اللعبة.غني عن القول، حُطمت العديد من وحدات التحكم "Controller" بسبب هذا التحدي، وأُهدرت ساعات عديدة، حتى مع استخدام جميع الحيل التي يعرفها اللاعبين، سيستغرق الأمر (20) دقيقة من التنفيذ المثالي، مما يطرح سؤالًا واحدًا بديهيًا.

لماذا؟

إذا لم تكن تحب ألعاب الفيديو، فقد تهز رأسك متأسفًا على شخص يضيّع (10-20-30) ساعة في شيء لا يساوي أكثر من أيقونة لامعة على الشاشة. ما الفرق إن كان نصل سيفك رماديًّا أو أخضر؟ بالنسبة لك، ربما لا شيء، ولكن بالنسبة للاعب، فهو كل شيء.على غرار لاعب القوى الذي يُجهد نفسه ليضمن قفزة مثالية بالزانة وفق تسلسل رياضي معقد، أو الفنان الذي يمزّق -بجنون- الصفحة تلو الأخرى ليصل إلى اللوحة المثالية، فإن اللاعب الذي يقفز من خلال أطواق (مؤلفة من نقاط إلكترونية على الشاشة) لا يسعى خلف قطع ذهبية رقمية أو نقاط على لوحة الشرف.

ما يبحث عنه الثلاثة هو رسالة

رسالة موجهة لأنفسهم فحسب، والتي صاغتها الشاعرة الإنجليزية (أديلايد آن بروكتر – Adelaide Anne Procter) عام (1859م) ببلاغة مذهلة: "لم يفت الأوان أبدًا لتصبح ما خُلقت لأجله" في فيديو يفوق الخيال جمالًا، يناقش (كريستوفر توماس – Christopher Thomas) أصعب أسلحة فاينل فانتسي إكس، فيقول: قصة حقيقية: بعد أن تمكنت من تفادي الصاعقة أكثر من (200) مرة (الأمر الذي استغرق مني بضعة أيام لإكماله)، طلب مني صديقي أن أفعل ذلك له أيضًا. أخذت بطاقة الذاكرة الخاصة به، وتمكنت من تفادي البرق أكثر من (200) مرة في ملف لعبته، استغرق الأمر مني يومًا كاملًا.لسوء الحظ، عندما حفظت التقدم، اخترت فتحة بطاقة ذاكرة خاطئة وحفظتها على لعبتي أنا، لم أقم بإزالة إنجازاتي من اللعبة، بل فقدت أيضًا حوالي (10) ساعات من التقدم. كنت محبطًا جدًا، وكدت أن أترك اللعبة للأبد، ولكن بعد أخذ إجازة لبضعة أيام، قررت أن أتقبّل الأمر وأحاول مرة أخرى، لم أتمكن فقط من العودة إلى نفس المستوى من التقدم في وقت أقلّ، بل حطمت الرقم القياسي السابق: تفاديت الصاعقة أكثر من (300) مرة.بعد أن فكرت فيما تمكنت من فعله للتوّ في العالم الخيالي، تساءلت عما سأكون قادرًا عليه إذا ركزّت ذات الجهد على شيء مفيد: كالدراسة مثلًا، فعدت للتسجيل مرة أخرى في كلية محليّة (كنت قد تركتها بعد الفشل في عدة فصول)، وهكذا سعيت لواحد من أكثر الأهداف النبيلة التي يمكن أن أفكر فيها: أن أصبح طبيبًا.بعد أكثر من (10) سنوات، أنهيت كلية الطب وأنا الآن طبيب ممارس في الطب الباطني، وسيبقى لتفادي الصاعقة في FFX مكانة خاصة في قلبي.

أن تصبح بطل قصتك الخاصة

الهدف من ألعاب الفيديو ليس الهروب أو إضاعة الوقت أو إتقان المهارات التي لا يمكنك استخدامها في مكان آخر. وإنما أن تصبح بطل قصتك الخاصة، مثل الألعاب الرياضية أو الفن أو ريادة الأعمال أو أيّ نهج آخر في الحياة، تعد ألعاب الفيديو فرصة لتظهر لنفسك ما أنت قادر عليه؛ فرصة لممارسة التميز في بيئة آمنة.التركيز والتصميم والمثابرة، نحن نعلم أنفسنا هذه الأشياء بجرعات صغيرة، لن تحوّلك جلسة لمدة (10) ساعات إلى طبيب بين عشية وضحاها، ولكن قد تلهمك لبدء رحلة العشر سنوات لتصبح واحدة.إذا كنت تحب ألعاب الفيديو، فاعلم أن حبك جيد، وإذا كنت تحب شخصًا يحبها، فلا تُحبطه. بل دَعْهُ يخوض رحلته الخاصة. في بعض الأحيان، مثل الروايات والأفلام، تكون ألعاب الفيديو أفضل من العالم الحقيقي لأنها يمكن أن ترسل رسالة لا يستطيع العالم الحقيقي تقديمها. وكما قال (نيل جايمان العظيم-The great Neil Gaiman) كل شيء في رائعته (كورالين-Coraline): "القصص الخيالية أكثر من حقيقة، ليس لأنها تخبرنا بوجود التنين، ولكن لأنها تخبرنا أن التنين يمكن ضربه".
للمزيد حول الألعاب

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..