Loading Offers..
100 100 100

كيف تؤثر الموسيقى على الدماغ البشريّ

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

ارتبطت الموسيقى بشكلٍ وثيقٍ مع الإنسان على مَرِّ التاريخ، ولعبت دَوْرًا مُهمًّا في كل الثقافات البشرية على مَرِّ العُصُورِ، فنحن نَسمع الموسيقى أحيانًا للتعبير عن مشاعرنا وأحاسيسنا، فهي اللغة التي تفهمها الروح ويسمعها القلب، ولكن ما السر الذي يمنح الموسيقى كل هذا الاهتمام؟ وما السبب الرئيسي الذي يجعلنا نشعر وكأننا أشخاص آخرون عندما نستمع إلى لحن يلهمُنا؟الأبحاث العلمية تُجيبنا على هذه الأسئلة، وتكشف لنا كيف يُمكن للموسيقى أن تؤثر على الدماغ، وكيف يُمكن أن تساعدنا في تخفيف الألم والتوتر، بل وحتى يُمكن أن تأخذ حَيِّزًا من ذكريات الإنسان العاطفية، والآن دعونا نلقي نظرة على بعض الأسباب التي تكشف لنا كيف يُمكن للدماغ البشري التفاعل مع الموسيقى.اقرأ أيضًا:

إفراز مادة الدوبامين في الدماغ

يُعَدّ "الدوبامين" مادة كيميائية ترتبط بالحالات الإدمانية والحركة، وتُساهم هذه المادة بشكلٍ مباشر في أنشطة الدماغ، فمن خلال البحوث والدراسات وجد المتخصصون تفسيرًا بيولوجيًا لتفاعل مادة الدوبامين مع الموسيقى لكونها تُثير المشاعر العاطفية للدماغ، فمثلًا: العُشاق يستمعون للموسيقى الرومانسية، والذين يشعرون بالحزن يَستمعون للموسيقى الحزينة، وهذا يدل على أن الدماغ يتفاعل مع الموسيقى بطريقة معقدة للغاية لا نفهمها نحن.

تحفيز الخلايا العصبية

وجد الباحثون من خلال دراسة تم إجراؤها على مجموعة من الأشخاص يستمعون إلى الموسيقى عن طريق اختبارهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (FMRI)، واكتشفوا أن الترددات الصوتية المتناغمة لها تأثير واسع النطاق على المناطق السمعية وشبكات الخلايا العصبية، مما يعني أن الموسيقى تعمل على تحفيز المناطق العاطفية والحركية والإبداعية في الدماغ، وهذا يجعلنا نفهم لماذا الرياضيون -دائمًا- يستمعون للموسيقى التي تعتمد على الإيقاعات السريعة.وذلك لأن الدوبامين يحفز الخلايا العصبية بطريقة تجعل الجسم نشطًا ويتحرك بسرعة، فيمكن أن تؤثر الموسيقى على الجسم بطرق عديدة وغير متوقعة، فمثلًا: في بعض الأحيان قد نشعر أن جسمنا يتحرك ورأسنا يهتز في الوقت المناسب مع الإيقاع بطريقة لا إرادية.

يتفاعل الدماغ مع الموسيقى بنفس التفاعل مع الأطعمة اللذيذة

كما قلنا سابقًا إن مادة الدوبامين تُساهِم بشكل مباشر في أنشطة الدماغ، فهي المحرك الرئيسي للشعور بالرغبة المرتبطة بأي شيء، فهي المسؤولة عن الإدمان والجنس والروتين و كل شيء، ومن ضمن هذه الأشياء هو الطعام، فالدوبامين هو الذي يحدّد مقدار المتعة التي تشعر بها أثناء تناول وجبتك المفضلة، وأثبتت الدراسات أن الدماغ يتجاوب مع الموسيقى بنفس الطريقة التي يتجاوب بها مع تناول الأطعمة اللذيذة.

الموسيقى تلعب دورًا مهمًّا في تشكيل الذاكرة

هل سمعت نشيدًا من قَبْلُ واستحضر ذهنك صورًا أو لحظة معينة من الماضي؟ هذه أحد الأدوار التي تلعبها الموسيقى في تشكيل الذاكرة، فعندما نستمع إلى نشيدٍ مُعيَّن فنحن نقوم عمليًّا بتخزين اللَّحن بالعقل اللاواعي، وبالتالي يكون جزءًا من الذاكرة طويلة الأمد، وهذا يوضح لنا مدى قوة العلاقة بين الموسيقى والذاكرة.

 تؤثر الموسيقى على معدل نبضات القلب

في دراسة أجراها الباحثون على مجموعة تتكون من (24) متطوعًا بهدف قياس مدى تأثير الموسيقى على الجهاز التنفسي، اكتشف الباحثون أنقباضًا نِسْبيًّا للأوعية الدموية وزيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس، وهذا يعني أن تأثير الموسيقي ليس محصورًا فقط على تحفيز الخلايا العصبية وإنما يُمكن أيضًا أن يحفِّز باقي أنظمة الجسد.

معالجة آثار السكتة الدماغية

منذ عقود تمّ استخدام الموسيقى كوسيلة لمعالجة الأمراض، فهي تُثير الخلايا العصبية بشكلٍ مُنظَّم عن طريق تداخل جزءٍ من الدماغ مع الإيقاعات والتفاعل معها، وهذا العنصر الرئيسي يساعد المريض بالتغلب على ركود الخلايا العصبية، فالتعافي من السكتة الدماغية عملية طويلة ومعقدة، ولكن يُمكن أن تكون الموسيقى حلًّا للعلاج لأنها تُلهم المريض على تحفيز قدرة مهاراته الحركية.وعلى الرغم من ذلك وبسبب التعقيد الواسع للدماغ لا يزال هناك الكثير من الخفايا والأسرار التي يسعى العلماء لاكتشافها، ولا يزال هناك المزيد أيضًا من الآليات الكامنة وراء العقل البشري التي تعمل بسرعة وبشكلٍ تلقائي، كل ذلك -حتمًا- سيُجيب عنه العلم بالمستقبل

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..