لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لن أتلقى ترقيتي هذا العام، يعتقد الناس أنني شخصية غريبة الأطوار، أنا لن أنجح في حياتي أبدًا، سأعيش وحيدًا، سأصبح فاشلًا، سأفقد أصدقائي، سأُعاني في حياتي، سأموت بمثل المرض الذي ماتت به أمي…إلخ.مَن منا لا يسمع مثل هذه الأصوات السلبية بداخله، الإنسان بطبعه يميل إلى الخوف والقلق، حتى يتَملكا منه. في الواقع، إنّ الحديث السلبي مع النفس يؤثر على الإنسان، فهو يتملك من شعور المرء، ويتحكم في تصرفاته، وتتحول المحادثات السلبية هذه إلى ما يشبه بالنبوءة التي تتحقق فيما بعد لا محالة.لنُبسط الأمر بمثالٍ بسيطٍ. عندما يتحدث أحدهم بينه وبين نفسه قائلًا: "أنا شخص انطوائي، وأُصاب بالحرج الاجتماعي. لا أجد من يريد التحدث معي" هذا نموذج للصوت السلبي بداخلنا، وتكون النتيجة هي تمكن هذا الصوت من شعوره وتصرفاته، وتجد ذلك الشخص يتجنب الحديث مع الناس لتجنب الحرج الاجتماعي، وبناءً على ذلك يعتقد الناس أنه شخص انطوائي لا يريد التفاعل مع الآخرين، أي أنّ النبوءة تحققت نتيجة الاستماع لهذا الصوت الداخلي.لكن، هل هذا يعني أننا لا نستطيع التحكم في هذا الصوت السلبي؟ بالطبع يمكننا، حتى إننا قادرون على تغيير نبرة هذا الصوت ونحوله إلى حديث إيجابي، وبالتالي نصبح أكثر إنتاجية ونُحدِث تغييرًا إيجابيًا.
إليك بعض الطرق للتعامل مع الصوت السلبي بداخلك
حلل الموقف وتعرف على الأفكار السلبية جيدًا:
تخيل أنك تعمل في مؤسسة ما، وبعد عودتك للمنزل فتحت البريد للنظر في الرسائل الجديدة، وإذا برسالة من مديرك يقولك فيها: "أريد أن أراك في أقرب وقت ممكن". بمجرد قراءة الرسالة السابقة، ستنهال عليك العديد من الأفكار السلبية مثل: ماذا فعلت دون أن أقصد؟ بالطبع سيطردني. سيُخصم جزء كبير من مرتبي.. إلخ، وهكذا تجد الأفكار السلبية متمكنة منك بشكلٍ غريب. لكن لماذا هذه الأفكار السلبية تحديدًا هي التي تسيطر عليك؟ لماذا لا تدع وقتًا للتفكير المنطقي؟ في أغلب الأحيان يغيب تحليل المواقف جيدًا، وتتحكم الأفكار السلبية، وهذا أمر متعب للغاية. لذا من الضروري أن تنال قسطًا من الراحة لتقييم أفكارك جيدًا، وتتعرف على الأفكار غير الواقعية أو غير المنطقية وتتخلص منها.
ابحث عن دليل صحة هذه الأفكار السلبية:
في الحقيقة إنّ أغلب ما يأتي على بالك من تلك الأفكار السلبية ما هي إلا آراء وليست أفكار. بالعودة إلى مثال رسالة المدير. تُرى ما الدليل على مدى صحة أنك فعلت شيئًا سيئًا؟ لماذا تتوقع أنك ستخسر عملك؟ ليس من المنطقي أن تُطرد من غير أي شيء سلبي قد فعلته. لذا يمكنك إحضار ورقة وقلم. ثم اكتب تلك الأدلة التي تُدعم أفكارك السلبية تلك، مثل: هل اتصلت بالمدير في وقتٍ متأخر من قبل؟ هل نسيت عملك في إحدى المشاريع؟ اصنع قائمة فيها كل الأدلة والأسباب الممكنة التي قد تُدعم صحة هذه الأصوات السلبية بداخلك يا صديقي.
ابحث عن دليل بطلان هذه الأفكار السلبية:
مثلما أعددت قائمة بصحة هذه الأفكار، قم بصنع قائمة تؤكد عدم صحة هذه الأفكار. منها: لماذا يطردك المدير؟ لماذا لا يكون هناك اجتماعًا ضروريًا؟ لماذا لا تتوقع أنّ هناك عملًا مهمًا ولا يستطيع أحد القيام به غيرك؟ أنت تعرف أنّ مديرك إنسان مرن، ولا يطرد أحدًا دون سبب قوي وأنت لم تفعل. بالإضافة إلى هذه القائمة، تقمص دور الزميل أو الصديق الناصح الذي يلجأ إليه شخص له نفس أفكارك السلبية تلك، تخيل فقط قدوم أحدهم إليك وهو خائف من الطرد، وفكر في الأسباب التي تجعله يطمئن. باختصار، لمَ لا تمنح ذاتك العزاء الذي تستطيع تقديمه للآخرين في مثل هذا الظرف؟
قارن الأدلة أمامك حتى تصل إلى النقطة الأكثر واقعية:
بمجرد مقارنة الأدلة جيدًا، ستصل إلى الواقعية، وهي أنّ هذا البريد لا يُدعم أي من الأدلة بنسبة تتجاوز (50%)، أيْ: إنّ النسبتين متساويتين. لذا عليك إخبار نفسك “المدير أرسل لي رسالة، إذًا هناك عدة أسباب، قد تكون إيجابية أو سلبية” هذا سيساعدك في التخلص من جزء كبير من الأفكار السلبية، لأنك الآن في المنطقة المحايدة، ولا حاجة للإفراط في توقع الأمور الإيجابية أو السلبية. يكفي أن تكتفي بحقيقة أنّ كل شيء وارد، ولا تتحمس أو تعطي رد فعل لأي منهما وانتظر في هدوء.
أسأل نفسك، كيف سيكون الأمر سيئًا إذا كانت أفكارك السلبية صحيحة:
في بعض الأحيان، نجد أنّ أفضل طريقة للتعامل مع الصوت السلبي بداخلنا هو مواجهته بشجاعة، مثلًا إذا أخبرك أنك ستُطرد، لا تدعه يسيطر عليك ويسبب لك الحزن الدائم، كل ما عليك فعله هو التفكير لبضع دقائق، ماذا سيحدث لي عندما أُطرد من عملي؟ ربما ستبحث عن وظيفة مختلفة، أو ستبدأ في تنفيذ مشروعك الخاص. هناك عدة طرق لتُدبر أمرك يا صديقي. حيث أنّ تذكير نفسك بأنك ستكون على ما يرام في النهاية في جميع الاحتمالات، سيخفف من وطأة الحزن. لذا كُن إيجابيًّا، ولا تدع هذا الصوت المزعج يسيطر على حياتك وكأنه حقائق ستحدث حتمًا.
استبدل حديثك السلبي:
إنه أمر صعب، لكن بالتدريب ستَستطيع التخلص من هذا الحديث المحبط. والهدف من استبدال الحديث السلبي هو الوصول لنقطة الواقعية، فالصوت السلبي ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى استنزاف القوى العقلية للمرء. لكن إذا استطعت التخلص منه بالتدريب المستمر، ستنجو من المشاكل الصحية والاضطرابات النفسية الناتجة عنه.وأخيرًا.. غالبًا ما يعجز المرء عن مواجهة مثل هذه الأحاديث المتعبة والمرهقة للنفس، وتأتي النتائج السلبية. لذا من الضروري أن يتبع المرء بعض الإستراتيجيات التي تُهدئ من روعه. وهناك من يستخدمون هذا الصوت لصالحهم عندما يُملون على أنفسهم الكلمات الإيجابية التي تُدعمهم في المواقف الصعبة. لذا، أحسِن استخدام صوتك الداخلي لصالحك، تَنعم.
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد