لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
دعوني أبدأ معكم مقالة اليوم بحديث سيد الخلق -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا"، من وجهة نظري هذا الحديث يلخص كل شيء أود قوله لكم في السطور القادمة؛ لكني سأسرد لكم ماذا فعلت كي أشعر أني ملكت الدنيا بحذافيرها.
1- لا تقارن حالتك المادية بالآخرين
من أسوأ عادات البشر على الإطلاق هي مراقبة حياة الآخرين، ومقارنة أحوالهم بأحوال هؤلاء فنجدهم ينظرون لتلك العائلة ويقولون:
يا لهم من محظوظين لديهم ثروة وأولاد ناجحون وحياة سعيدة ..إلخ
ويتناسون أن الله وزّع الأرزاق على الخلق بالتساوي؛ لكن لبّ الموضوع هو جهلهم بماهية الأرزاق، وتلك هي المعضلة إذ إن بني البشر يصنفون الرزق تحت بندين فقط، وهما المال والثروة في حين أن الرزق قد يأتي علي هيئة صحة جيدة أو طفل بار بوالديه أو نجاح أو حتى زوجة صالحة.أغلبنا -مع الأسف- لا ينظر لنعم الله الكثيرة على أنها رزق، والحقيقة هي أن السمع رزق والبصر رزق والحركة رزق وكل شيء طبيعي في حياتنا هو رزق لن يشعروا بقيمته إلا بعد فقدانه -أعاذنا الله وإياكم- لهذا السبب أعلم عزيزي القارئ أن حياتك لا تخلو من الأرزاق التي وهبها الله لك حتى إذا كنت ممن أثقلت الديون كاهلهم.
2- اسعَ لتغيير قدرك
هناك مقولة رائعة لبيل غيتس يقول فيها:
ليس خطؤك أن تولد فقيرًا؛ ولكنْ خطؤك أن تموت فقيرًا؛ فإذا أردت أن تغير قدرك عليك ببرمجة نفسك على العقلية الاستثمارية وعقلية الناجحين، سأخبركم مثالًا من واقع حياتي، أثناء فترة دراستي في الجامعة اعتدت على أخذ مصروف من ماما ومن بابا -كلاهما معًا- وعلى الرغم من ذلك شعرت بضرورة الاعتماد على نفسي؛ لأني كنت أهوي شراء الكتب والأجندات وكنت أُفضّل شراء الأدوات المكتبية لدرجة أني أحيانًا كنت أتجاهل وجَباتي من أجل توفير جزء من مصروفي لشراء الإصدارات الجديدة من الكتب.ومنذ ذلك الحين وأنا أسير وفقًا لخطة شرائية، وأحتفظ بجزء من دخلي من أجل هواياتي وللظروف الطارئة، ولهذا السبب بدأت حياتي العملية أثناء دراستي بالجامعة؛ لأني كنت أعلم وقتها أن حياتي المهنية في مجال الصحافة ستحتاج مني دخلًا ثابتًا للإنفاق عليها بدلًا من جني الأموال منها؛ لذا نصيحتي الثانية لك عزيزي القارئ هي أن تقرأ كثيرًا عن قصص الناجحين وكيف غيروا أقدارهم، ولا تنسى أن تبرمج عقلك على النجاح والثروة من خلال الاستماع لسلسلة التوكيدات المتوفرة على الإنترنت، وتأكد أنك ستغير قدرك من خلال تلك الطرق البسيطة، ففي مصر لدينا مثل شعبي يقول
"الزن على الودان أمر من السحر"، ومعناه أن الاستماع لنفس الشيء وتكراره وبرمجة نفسك عليه سيجعلك تفعل أشياء مستحيلة لا يقدر على فعلها الساحر.
3- ابحث عن النعم واشكرها
في سورة إبراهيم قال الله-عز وجل- (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، طبعًا كلنا يعلم أن الاستغفار من أهم طرق جلب الرزق؛ لكني اليوم سأخبركم بقصة حدثت معي في أكتوبر من العام الماضي -تُذكر ولا تُعاد إن شاء الله- وقتها أصابني مرض شديد لدرجة أفقدني القدرة على النوم، وذهبت لكلّ أطباء الباطنة وأطباء الدم لدرجة أني أجريت إشاعة على فقرات ظهري بأكملها.وحتى الآن لم يفهم أي طبيب ماذا يحدث معي؛ لكني بدأت فجأة أشكر الله، وبدأت منذ ذلك الحين في قراءة سورة البقرة والاستماع لها يوميًّا، وحينها لم أفعل شيئًا سوى التوجع وشكر الله والبكاء أحيانًا؛ لكن تدريجيًّا شفيت ولله الحمد، وقتها تأكدت أن الشكر سيحميك من البلاء وسيحفظ نعم الله عليك، أنت فقط ردد "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك".
4- الصدقات تزيد الرزق والصحة
من أزهى سنوات عمري كانت الفترة ما بين (2009م) وحتى (2015م)، في تلك الفترة كنت دائمًا أركب مترو الأنفاق باستمرار وأنزل في محطة حلمية الزيتون، تلك المحطة عزيزة على قلبي لأني اعتدت على ترك بعض الأموال في صندوق الصدقات بعد عبوري الطريق، وقتها كانت حياتي ملونة بمعنى الكلمة، حالتي الصحية كانت جيدة جدًّا، كذلك حياتي الاجتماعية وكنت أنعم بحالة رخاء اقتصادي وفائض في الميزان التجاري، لدرجة أن في أغلب الأوقات أجد نفسي وقد حصلت على مكافأة مالية من عملي بما يعادل أضعاف صدقاتي.
5- اقتنع بكل أنواع الرزق
كما أخبرتكم في النقطة الأول أن الرزق أنواع، أريد أن أضيف في هذه النقطة أن القناعة والرضا بالنوع الذي وهبَك الله إياه سيريح بالك، أنا عن نفسي في الفترة الأخيرة أشعر كما لو كنت بطلة في مسلسل "حديث الصباح والمساء" يوم سراء ويوم ضراء، فإذا سمعت خبرًا سعيدًا اليوم وهنأني الجميع أجد نفسي في اليوم الذي يليه في المستشفى فيتصل بي مهنئو الأمس للاطمئنان على حالتي الصحية اليوم؛ لكن كل هذا يؤكد أني حصلت على رزقي بالكامل في صورة نجاح وحب الآخرين لي، وراحة البال، وكل هذا يكفيني.
في الختام
اعلم عزيزي القارئ أن الله لا يؤخر شيئًا إلا لمصلحتك؛ فتأخر الرزق سواء كان مالًا أو أولادًا أو صحة أو حتى زواجًا لا يعني أبدًا أن الله غافل عنك -سبحانه الحي القيوم- لكنه يخبئ لك قدرًا أفضل وحياة أفضل؛
فلا تقُل أبداً "مَتَى نَصْرُ اللَّهِ"؛ ولكن قل "أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد