لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حين يكون طفلك وحيدًا غالبًا ما سيتعلم المثابرة والسعي للكمال والضمير الحي ولكن على الرغم من ذلك قد يصبح الأمر بالنسبة للأبوين صعبًا في بعض الأحيان وتحديًا كبيرًا في الكثير من اللحظات.فيما مضى كان ينظر للطفل الوحيد على أنه مدلل وغير مؤهل اجتماعيًّا وأنه أناني، ولكن بمرور الوقت وانتشار ثقافة الحد من الإنجاب أصبح من الطبيعي للكثير من الأسر أن يكتفوا بطفل وحيد، وهو ما جعل الثقافة العامة حول الطفل الوحيد تتغير ويصبح تقبله في المجتمع أفضل.بالطبع يختلف حال كل أسرة وطبيعة حياتها ولكن مهما اختلفت الظروف تتشابه التحديات وهو ما يدفع الآباء والأمهات ليلجؤوا إلى المساعدة كي يتأكدوا من أن طفلهم الوحيد سَوِيّ وسوف يصبح عضوًا فعالًا في المجتمع... نعلم أن الأمر قد يكون مخيفًا لذا جمعنا لك أهم النصائح التربوية التي ستساعدك على هذا التحدي.
المهارات الاجتماعية
شجع طفلك على التفاعل مع الآخرين
من أبرز المشكلات التي يواجهها الطفل الوحيد هو شعوره بالوحدة، وهو ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى تخيل أصدقاء وهميين أو تكوين روابط مع أشياء غير حيّة مثل الدمى والألعاب، وللأسف مهما كان مقدار الاهتمام الذي تعطيه لطفلك يحتاج الطفل دائمًا إلى شخص من نفس سنه ليرتبط به.وبالتالي إن قررت إنجاب طفل وحيد يجب أن ترتبي للكثير من الأنشطة الاجتماعية بداية من سن العام والنصف(18 شهرًا) سواء كان ذلك بمواعيد اللعب مع أطفال من نفس سنه أو بزيارة الأصدقاء والأقارب والسماح لهم بزيارته.
كن أنت القدوة
غالبًا ما يعاني الأشقاء من مشكلة التنافس وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات في العلاقات بين الأشقاء، وعلى الرغم من أن الأمر قد يكون مزعجًا للوالدين إلا أن هذا التنافس يساعد الأطفال في الواقع على الانسجام مع أقرانهم الذين يتواجدون معهم بشكل يومي، فلا يتألمون حين يخسرون في لعبة أو حين ينتظرون دورهم، ولكن بالنسبة للطفل الوحيد يحتاج من الأب والأم مساعدته كي ينجح في مختلف المواقف الاجتماعية. لذا على الأب والأم أن يظهروا له كقدوة في المشاركة وفي التنازل وكذلك في احترام الآخر واحترام العواقب.
شجعه على الضحك
نعم للأسف قد يكون الأطفال جديين للغاية، فعلى حسب كتاب ترتيبات الولادة للدكتور "كيفين ليمان" يقول: إن هناك أطفالًا يغلب عليهم الطبع المنطقي والعملية والصراحة وهو ما يحولهم إلى أشخاص جادين للغاية وبالتالي يفشلون في استشعار الدعابات، وللأسف ليس هناك طريقة علمية لتعليم شخص أن يمتلك حسًّا فكاهيًّا وبالتالي يجب أن تكون أنت مرة أخرى النموذج، أن تتجنب أحيانًا الانضباط وتبتسم وتضحك مع طفلك، وبالطبع سيحذو حذوك.
تعزيز الاستقلال
تقاسم المسؤوليات
تربية طفل وحيد تجعل العلاقة بينكم وثيقة للغاية وبالتالي يتحول بعض الأطفال إلى الاعتماد بالكامل على الوالدين للحصول على الدعم المعنوي، وكذلك على المساعدة في الواجبات المنزلية والأمور الترفيهية، وقد يكون الوالدين أنفسهم هم السبب دون أن يدركوا ذلك. بالتالي يجب أن تتعمد أن تساعد طفلك ولكن بحدود، أن تمنحه بعض المسؤوليات البسيطة التي تتناسب مع سنه مثل الأعمال المنزلية أو ترتيب غرفته، فالطفل الوحيد لديه الكثير من الوقت وبالتالي يحتاج إلى ما يشغل وقته ويستمتع به.
قاوم الرغبة في التدخل
يميل الأطفال أحيانًا إلى المثالية وبالتالي إن حاولت إعادة كل شيء يقومون به كترتيب السرير أو تنظيف رفّ الألعاب ستخلق لدى طفلك الرغبة في الوصول إلى المثالية، ويقول دكتور ليمان "توقف ولا تحسن كل ما يقوله طفلك البكر أو طفلك الوحيد".
ضع حدود واضحة
الطفل الوحيد غالبًا ما يشعر أنه بالغ وناضج مثل والديه وبالتالي يميلون إلى الاعتقاد بأن لهم رأيًا متساويًا وقويًّا مثل رأي الأب والأم، وبالطبع من الجيد أن يتخذ رأي الطفل في بعض الأمور ولكن يجب أن يعي الأب والأم أن هناك حدودًا وأن هناك قرارات خاصة بهم وحدهم ويجب ألا يتدخل فيها الطفل، وكذلك يجب أن يعي الوالدان أن من حقهم تمامًا الاستمتاع ببعضهم بعضًا والحصول على وقت خاص بهم دون وجود طفلهم، وذلك لأن هذا الوقت مهم للغاية لحياتهم الزوجية ولكي يفهم الطفل أن هناك حاجات أخرى لوالديه.
التوقعات
كن واقعيًّا
تعلم ألا تضغط كثيرًا على طفلك وألا تدفعه لاكتساب مهارات تتجاوز سنه الصغيرة، فتحوله من مجرد طفل إلى بالغ صغير وهو ما سيجعل طفلك ينظر بطريقة غير سوية لك ولغيرك على أنك غير ناضج كفاية، لا تفسد طفولة ابنك بمتطلباتك ودعه يستمتع بسنه الصغيرة.
لا تطلب الكمال
أحيانًا يسيطر الخوف على الوالدين مما يدفعهم إلى التركيز بشكل مبالغ فيه مع الأطفال لكي يصلوا للمثالية والكمال، وبالطبع يحاول الأطفال إرضاء الوالدين فيقومون بأمور تفوق عمرهم، وحين يكبرون يختارون الدراسة التي ترضي الوالدين والزوجة/ الزوج الذي يرقى لتوقعات الوالدين، وهو ما سيجعل ابنك يحيا طوال حياته في أمور لم يخترها لأنه يحبها ولكن اختارها لأنه يعلم أنك سترضى عنه، وأن أي شيء أقل من ذلك أو غير هذا سيجعلك أقل فخرًا به.
لا تصنع نسخة مصغرة منك
طفلك يحتاج إلى الوقت والمساحة والحرية لفعل ما يريد في الحياة، طفلك غير مطالب بتحقيق كل الأحلام التي لم تستطع تحقيقها واتباع الشغف الذي لم تتمكن من مجاراته، لا تفرض حياتك واختياراتك على طفلك، دعه يكتشف بنفسه ما يريد دون أن تتدخل.
إفساد الطفل الوحيد
الهدايا
يتلقى الطفل الوحيد الكثير من الهدايا سواء منك أو من الأقارب، وقد تكون هذه الهدايا غير مناسبة له أو مؤذية بشكل أو بآخر، لذا يجب أن تفحص الهدايا بنفسك قبل أن تعطيها لطفلك، وتذكر أن أفضل هدية يمكن أن تعطيها لطفلك هي قضاء وقت سعيد معه.
تلبية كل احتياجاته
يسعى الأب والأم لتلبية احتياجات طفلهم الوحيد، كل شيء متاح له، كل طموحاته وأحلامه تتحقق حتى قبل أن يطلبها، لا ينتظر ولا يتراجع عما يريد، كل هذا من شأنه أن يخلق طفلًا أنانيًّا لا يمتلك أي طموحات لأنه يعلم أن والديه يحققون له كل شيء، لذا توقف الآن وابدأ في وضع الحدود، وجرب تأخير الإشباع، وافرض على طفلك الالتزام بقواعدك، واغرس فيه القناعة.
الكفاح المستمر من أجل سعادته
نعم من الطبيعي ألا يوفر الأب والأم جهدًا ليكون طفلهم سعيدًا ولكن سعيك المستمر لإشباع كافة نزواته ومتطلباته سوف يخلق شخصية لا تقبل إلا الحصول على كل شيء بالطريقة التي ترضيه فقط، وسيفكر دائمًا "يجب أن تكون الأمور على طريقتي وإلا لن يفلح الأمر" وهو ما سيجعله عنيدًا لا يستمع إلا لنفسه ونزواته فقط.
أخيرًا، عليك أن تعي أن الاهتمام الكامل الذي يتلقاه طفلك الوحيد قد يكون قوة إيجابية أو سلبية، عليك أن تتجنب الأخطاء في تربيتك لطفلك وأن تقدم له حبًّا غير مشروط لكي يزدهر وأن تحول علاقتك به إلى صداقة، صداقة تدوم مدى الحياة.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد
youssef
0 تعليقات المدونة 
