لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حينما كنت في الثانوية العامة كنت أحلم بأن أجلس في المحاضرة محاولة ألا أبدو كمن جمدتها ميدوسا وحولتها لحجر لتضمها لمجموعة ضحاياها. كنا نمر كثيرًا بتلك الأفكار التي تجعلنا نتساءل في هم وكدر متى سيتسنى للإنسان أن يعمل من المنزل دون الحاجة للنزول؟ متى سأجلس في بيتي لكي آخذ محاضرة أو أن أغمض عيني وأتلقى المعلومات والمحاضرات عبر وسائل تكنولوجية حديثة لا تجعلنا نتكبد عناء النزول من منزلنا بملابسنا المنزلية وفي حجرتنا المفضلة.. أليس كذلك؟أعلم أن البداية تجعلك تبتسم عزيزي القارئ وكأني لا أعيش في عامنا الحالي معك حيث العمل من المنزل والدراسة من المنزل.. أليس كذلك؟ حسنًا.. ستتعجب حينما أقول لك: إن التعليم عن بعد كان له بداية منذ أواخر السبعينيات! ولكن بالطبع ظهرت في الفترة الأخيرة بقوة بسبب الكورونا. عندما أتت الكورونا جعلتنا كلنا نمكث في منازلنا فنعمل من مكاننا في حجرتنا المفضلة وندرس هكذا في بيوتنا وبجانبنا التلفاز يعمل على إخبارنا إحصائيات الموتى والمصابين من الكورونا.ولكن.. هل الوضع الحالي من التعليم عن بُعد والعمل عن بُعد قائم للأبد؟ سواء انتهت الكورونا أم لم تنته؟ هل تعلم أن التعليم عن بُعد كانت له بداية منذ أواخر السبيعينات؟ نعم، فالوضع ليس قديمًا للعالم.فقد بدأت الجامعات الأمريكية والأوروبية أن تقوم بإرسال المواد التعليمية للطلاب عن طريق البريد، فيقوم بدراسة تلك المواد التعليمية على شرط أن يذهب للجامعة للامتحانات، فلا يوجد إرسال للاختبارات عن طريق البريد وذلك لعدم ضمان أن يؤدى بطريقة سليمة خالية من الشكوك. حسنًا.. لنتكلم عن العصر الحالي ووقتنا الحاضر. نعلم الآن أن الوضع الحالي أسهل وأكثر تطورًا مما مضى.في البداية كان التعليم عن بُعد مخصصًا للعاملين بدوام كامل، هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يتعلموا لأن لديهم عمل أكثر من (6) ساعات، فكان يتم تعليمهم عن بُعد. أفراد الجيش أيضًا، كان في بعض الوقت هناك من أفراد الجيش من يحتاج أن يتعلم لغة لأنه سيقوم بالسفر أو يقوم بتعلم أشياء أخرى وهو منضم للجيش، فما كان منه إلا التعليم الإلكتروني لما يريد أن يدرسه أو يريد أن يعرف أكثر عنه، هناك أيضًا غير المواطنين، فهؤلاء غير المواطنين أي المهاجرين أو غير المتحدثين بلغة البلد التي يبقون بها، فنحن إذا نعطيهم خيار التعليم عن بُعد مع توفير مصادر للترجمة، أو حتى أن يدرسوا مناهجنا بلغاتهم وعند تلك الخطوة لن نستطيع إلا أن نعطيهم خيار التعليم الأونلاين.وكنا أيضا نعي هذا الخيار للساكنين في قرى ومدن وحتى أقاليم لا يستطيعون الوصول لنا بسهولة أو السفر.. وذلك يكون نظام التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني أو حتى التعليم الأونلاين هو نظام للتعليم عن طريق فصل المعلم عن الطالب.. فهذا النظام يعتمد على وجود الطالب وحده مع حاسوبه أو هاتفه في وجود اتصال مع شبكة الإنترنت ووجود مواد تعليمية صوتية أو مرئية معه.. مواد مسجلة يحصل عليها وتكون هي المادة وهو الطالب والمعلم لنفسه. أو حتى الاتصال بالمعلم عن طريق مسبق؛ فتجلس عزيزي الطالب في بيتك أمام حاسوبك ومعاك معلمك في مكالمة فيديو مرئية يلقى عليك التحية ثم يبدأ في شرح ما يريد أن يوصله لك في تلك الساعة.حسنا.. لماذا لم يكن موجودًا في أوطاننا العربية بشكل شامل إلا عندما حدثت جائحة الكورونا؟
الإجابة ستكون بسيطة.. العالم كله لم يكن يعتمد تلك الإستراتيجية التعليمية الجديدة إلا في الحالات التي ذكرتها سابقًا وذلك لأن:- التواصل وجهًا لوجه كان من أهم الإستراتيجيات الفعالة التي اعتمدها العالم حيث إن التواصل والايماءات إلى جانب الشرح من شخص لشخص كان يؤدي غرضه على أكمل وجه وهو أن يفهم الطالب.
- التطور التكنولوجي الباهر الذي حدث قد حدث في فترة قصيرة جدًّا بالنسبة لعمر الإنسان وبداية تنظيمه للتعليم والمدارس حول العالم، فنرى أن الإنترنت بما يحمله من وسائل ترفيهية وتعليمية وتواصلية قد حدث مؤخرًا.
- لم نصل بعد لتلك المرحلة التي نعتمد على الأجهزة فلا نتحرك من منازلنا أو لنلغي صفة المعلم، ففي النهاية يعتمد التعليم الإلكتروني على شرح المعلم أو شرح مجهز بوسيلة صوتية أو مرئية.
- توجد بعض الدول حول العالم تفتقر لوجود بنية تحتية تدعم الإنترنت القوى للاعتماد عليه لكي يدخل ملايين الطلاب على الشبكة و يقومون بعملية التعليم الأونلاين.
- يخاف العالم أن يغادر طرقه التقليدية، مع أنها أحيانًا ما تكون فعالة ولكن يجب تغييرها، لذا فأنت مطالب بمواكبة التطور الذي يحدث في العالم من حولك وإلا ستجد نفسك بداخل كهف جائعًا وتشعر بالعطش ثم معزولًا لا تدري أي لغة يتحدثون.
فهناك من رأى مميزات مثل:
- موفر للوقت، فبدلًا من ضياع الوقت في ارتداء ملابس ومغادرة المنزل والذهاب للمدرسة.. وكل تلك الدقائق التي تضيع .. يمكن للطالب والمعلم أن يبقوا في منازلهم لكي يؤدوا ما عليهم من أعمال ثم يقوموا باستغلال الوقت المتبقي من اليوم في أنشطة أخرى.
- موفر للمجهود البدني للطالب والمعلم .. فالبقاء في المنزل لا يجهد الطالب جسديًّا وبالتالي يستطيع أن يقوم بالتركيز المضاعف والتفرغ للمادة
- موفر للأموال، فأنت كطالب ستصرف الكثير من الأموال من مواصلات لطعام لملابس وأيضًا لديك مصاريف مدرستك؛ لذا فالتعليم الإلكتروني موفر لكل الأطراف، فلو نظرت للمدرسة، فهي ستوفر كل تلك الاستعدادات من كهرباء ومقاعد ومعقمات وتنظيفات كما أنها ستوفر عمالة موسمية كانت تحتاج لها أيام الدراسة.