لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل تخيلت أنك قد تكون سببًا في أذى أقرب الأقربين، أطفالك، شريك حياتك، أقربائك؟ أو أنك تكون سبب فشل أحدهم وتعاسته أو سبب قلة ثقته في نفسه في مجال ما؟ بالطبع لا تريد ولا تقدر على فعل ذلك، فأنت تنصحهم وتريد مصلحة من حولك، ولكن الحقيقة أنك قد تكون فعلتها كثيرًا فقط بكلمة ناقدة حادة، وكانت نيتك طيبة، قد تشعر أن هناك مبالغة ولكن تلك هي الحقيقة، النقد الهادم مؤذٍ أبعد مما تتصور، فما ظننتها مجرد كلمة وقت انفعالك، كانت سُمًّا لوّث أفكارهم، وصورهم الذاتية، سأخبرك كيف حدث ذلك؟ وهل أنت ناقد سلبي فعلًا؟ وكيف تنتقد ولا تؤذي أحدًا؟هل أنا ناقد سلبي؟
- إذا كنت ترى الأخطاء في أي عمل وتنتقدها وتتحدث عنها دون مدح المجهود المبذول والمزايا للعمل.
- إذا كنت تنتقد أضعاف عدد مدحك.
- إذا كان يلازم أسلوبك اللوم والتأنيب.
- إذا كانت نبرتك حادة.
- إذا لاحظت أن من حولك يترددون قبل أخذ رأيك أو إخبارك بأسرارهم، إذن هم يخافون رد فعلك الحاد.
- إذا رأيت أو حدث خطأ في شيء يهمك تفور غضبًا وتنتقد فورًا دون أن تهدأ، فمؤكد غضبك يخرجك عن السيطرة واختيار الكلمات .
كيف تكون كلمة سبب أذى؟
الكلمة يراجعها الشخص في نفسه، فتؤثر في مشاعره وقراره، فكلمة واحدة تقدر أن تشجع شخصًا وتزيد من عزيمته وكلمه تكسر همته وتوقفه عن التقدم في هدف ما، المشكلة أيضًا في تكرار النقد والتراكم الذي يؤذي الأشخاص ويشوه صورتهم عن أنفسهم، ويؤثر علي علاقتك بهم، تظن أن بالمصالحة يختفي أثر ما قلته، ولكن الأثر مستمر مع تكرار مواقف مشابهة للموقف الذي انتقدته به، قد يجد نفسه يسمع نقدك في رأسه، إلى أن يصبح جزءًا منه، فيؤثر على قرارته، هل تخيلت أنه ربما يكره أحدهم النظر في المرأة لنقد الناس شكله، هل تدري كم يتألم؟ والأمثلة لا حصر لها.على ماذا تتوقف درجة تأثير الكلمة
- درجة تأثر الشخص بك: فأثر الكلمة على طفلك مثلًا أكبر مما تتخيل؛ فأنت المصدر الأول لصورته الذاتية، ومصدر أساسي للدعم، أنت قدوته.
- درجة صلابته النفسية: إلى أي مدى قدرته على مقاومة الكلمات السلبية، وتجاهلها.
- كم مرة تكررت الكلمة: فكم مرة وصفت طفلك بالغباء أو الفشل، كم مرة أنقدت شريكك؟ كم مرة سمعها من الآخرين قبلك؟
- قوة الصورة الذاتية وثقتهم بأنفسهم.
آثار النقد الحاد التراكمية
- أثره بالأطفال: قد تصل أن يتجنبك أطفالك وينفروا منك، وربما تبني الكُره بينكما دون أن تدري ، فكثرة نقدك قد توصلهم لدرجة إذا كسروا شيئًا ربما يبكون خوفًا؛ لأنهم يعلمون ما ستفعله بهم (صراخ ونقد ولوم)، وأيضًا سيؤثر على تفاعل أطفالك العاطفي، ربما يصبحون عنيفين مع أصحابهم تنفيسًا لما تفعله بهم وتقليدًا لك، أطفالك سيصبحون يسيئون التصرف ويفعلون نفس الصفة التي كنت تصفهم بها (الغباء، البلاهة، الفشل) وعندما يحدث ما قلته تظن أن لديك حسن توقع، ولكن الحقيقة أنه مع التكرار لنقدك صدّقوا صوتك الذي ينتقدهم طوال الوقت، فيتصرفون على أنّ الصفة جزء من شخصيتهم، ربما يصلون لدرجة أن ينتقدوا أنفسهم ويعنفونها نيابة عنك، فيكونون أكثر عرضة للشعور بالذنب المرضي المدمر ومشاعر العار.
- علاقتك بشريكك: النقد يصل لأزواج بائسين محبطين، ويصل بهم الأمر للطلاق أو الانفصال العاطفي (أي انفصال دون طلاق) فالنقد الهادم بالتراكم قتل كل جميل بينهم.
- علاقاتك ومحيطك: أشخاص يتركون العمل بسبب زميل أو مدير لسانه حاد، أصبح يضايقهم طوال الوقت ويستنفذ طاقتهم.
أين تكمن المشكلة؟
الحقيقة أنك لا تشعر بالمشكلة فتبحث عن حل، وبالتالي بعيد عن إدراكك أضرارها، وتنتقد بكل قوة فنواياك حب ومصلحة من تنتقده، والحقيقة لا يعني أن مشاعرك ونواياك طيبة أنك لا تؤذي.فالمشكلة أن النقد السلبي متوارث عبر الأجيال في كثير من العائلات، فلا توجد أدنى فكرة عن النقد الإيجابي، والنقد السلبي أسلوب ثابت، فلا يشعر من ينتقد بأنه أخطأ ولا يلفت أحد انتباهه لذلك إلا إذا تجاوز في الحقوق والاحترام بطريقه غير لائقة، والأكثر صعوبة أنك قد تكون لا تتغافل عن أيّ خطأ، فيصل الأمر أنك وقتما تلوم أحدًا على خطئه تجده يتجنبك، أو لا يستجيب فتلومه هو، ولا تسأل نفسك: هل أخطأتُ في حقه؟ ربما تتعجب وتتساءل: لم لا ينصت لي أنا أريد مصلحته؟ والبداية بطرحك السؤال الصحيح: هل أخطأتُ في طريقة توجيهي؟ وللأسف لن تطرح السؤال ما دمت لا تدرك وجود مشكلة لديك.الحل هو النقد الإيجابي
أليس ما يهمك هو تعديل الخطأ؟ إذن تعلم النقد الإيجابي الذي يسهل علاقاتك، بل يزيدها محبة حيث يسهل سير أمور عملك على أكمل وجه كما تحب، فالموظف سيقوم بالعمل رغبة لا رهبة، وكذلك شريك حياتك فيقربكما أكثر ويقوي علاقتكما، وهو أيضًا يفعل نفس الشيء بأبنائك فيدعم علاقتكم ويزيد ثقتهم بأنفسهم.ما هو النقد الإيجابي؟
هو طريقة للتعبير عن رأيك فيما لا يعجبك، هدفها تعديل الخطأ ولكن بطريقة لينة، وطريقة داعمة تساعد في تطوير الأخطاء على عكس النقد السلبي يعتمد على اللوم والتأنيب، والتركيز على الأخطاء، وإشعار المخطئ بالذنب.طريقة النقد الإيجابي: (طريقة الساندويتش):
وهو عبارة عن ذكر ميزة ثم النقد ثم ميزة أخري، النقد بين عبارتين مدح وثناء أو إظهار مزايا العمل.- أبحث عن الحلول وقدمها في نقدك.
- انتقد التصرف لا الشخص ذاته.
- اهدأ ثم انتقد: فعينك ترى الخطأ بوضوح وقت الانفعال، ويقل وضوح المزايا وتقدر انتقاء كلماتك أفضل.
مثال للنقد الإيجابي:
مجهود رائع يا… فعلًا أنت مميز أعجبني ذلك…..و… فقط تلك النقطة.… تحتاج تعديل إلى … وتكون أفضل، وإجمالًا كم أعجبني مجهودك وإتقانك وتركيزك!ملحوظة: تجنب في النقد الإيجابي كلمة ولكن عند ذكر الخطأ، فهي تجعله يتوقع السلبي ويفصل أثر الجملة الإيجابية الأولي.مثال المزايا (للشكر والمدح) المتفق عليها:
- مزايا الشخص ذاته (جيد ،ذكي ، طيب ،صبور).
- المجهود، المحاولة ذاتها، التركيز في المهمة، الوقت المبذول.