لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
ها هي الحياة. تريد الخروج إلى الطبيعة وتنفس الهواء المنعش أو ربما تريد ببساطة البقاء في المنزل ومشاهدة برنامجك المفضل، الإعلانات حولك تقول إنك تستحق استراحة، تستحق الحلوى، تستحق عطلة، تستحق الاهتمام.
لكن هل يمكنك تحمل نفقات تلك الحياة؟
لذا فإنك تمر خلال الدورة الكاملة للحياة من طفولتك إلي الدراسة، الدراسة بجِدّ. ولا بأس إن فوت طفولتك لأنه يمكنك الاستمتاع بثمرة عملك لاحقًا. تَنافس واحصل على الدرجات العليا حتى تتمكن من الدخول إلى جامعة جيدة. ثم ادرس بجد هناك لتطوير مهارة تمكنك من الحصول على عمل جيد. ثم اعمل بجهد أكبر لتحصل على ترقية و راتب أفضل. انضج، كن مستقلًّا، أوجد هدفًا في الحياة، اطبخ، نظف، اشترِ البقالة، اشترِ منزل، اشترِ سيارة، ادفع ثمن الوقود. لا يمكنك تحمل نفقات كل ذلك؟ إذن اعمل بكدّ حتى تتمكن من تحمل كلفة الأشياء التي تسهِّل حياتك. أنفق المزيد من الوقت في العمل حتى تتمكن من شراء الأشياء التي تساعدك على توفير الوقت.
هل الأمر يستحق كل هذا العناء؟
ألقِ باللوم على الرأسمالية لأنها أوجدت سوق العمل التنافسي. وألقِ باللوم على الاقتصاد لأنه جعل أسعار الغذاء غير معقولة التكلفة. وألقِ باللوم على الحكومة بسبب سوء البنية الأساسية التي تجعل التنقل يشكل تحديًا شاقًّا كل يوم.
لماذا أنا جزء من هذا النضال اليومي؟
بالتأكيد، الحياة متوازنة -طفل مولود، وطفل ميت. فتاة في السادسة من عمرها تستطيع الفوز في الشطرنج وطفلة في السادسة تموت من السرطان. فتاة في الثامنة من عمرها تستطيع غناء الأوبرا على خشبة المسرح، في حين أن فتاة أخرى في الثامنة من عمرها يتم الاتجار بها واغتصابها مرارًا وتكرارًا. ضابط شرطة نزيه، و عشرة آخرين غير نزيهين. قاضٍ صادق، لكن عشرة سياسيين يتحكمون في لسانه.
لماذا أرى كل هذا؟
اصنع فرقًا لكوكب الأرض. اجعل العالم مكانًا أفضل. اصنع سلامًا حيث توجد حرب. احصل على تقديرٍ من أجل ما فعلته وأَلْهِم الآخرين. احصل على جائزة نوبل للسلام. تُستثمر مئات الدولارات لإطعام الأطفال الجياع، والملايين منها يُستثمر في قصفهم.
لماذا كل ذلك؟ كيف يبدو هذا منطقيًّا؟
أنا متعب
فحقوق الإنسان اليوم أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. ثم يتخلى المزيد من البشر ببساطة عن حقوقهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي. حيث هناك إمكانية أكبر للوصول إلى معلوماتنا وهناك أيضا المزيد من عمليات التدقيق والمراقبة التطفلية من جميع أنحاء العالم. إذا لم أكن مرتاحًا مع الوضع الطبيعي الجديد أين يمكنني الذهاب؟ أين الغابات؟ لقد قطعوها. أين الجبال؟ يُسطّحونها. أين السلام؟ يتم دفع ثمنه بدماء الآخرين.هناك الكثير مما ينبغي عمله لجعل العالم البشري صالحًا للعيش، عادلًا وحرًّا. وبينما أكافح لإنقاذ بلدي من المجاعة، يجري تمزيق بلد آخر إلى أشلاء. لا أريد هذا. لم أطلب أبدًا أن أكون جزءًا من هذا. لكني هنا. نتاج "الحب" بين شخصين. أنا رمزٌ لزواجهما. أو بالأحرى أنا نتيجة للضغط الاجتماعي الذي وقع عليهما لإنجاب أطفال.لا تُسِئْ فهمي، فأنا أقدر وأدرك تمامًا الحب المتفاني الذي رباني به والداي، والذي كان يزودانني به، وما زالا يزودانني به عندما أريد ذلك. خيبة أملي للهدف الذي من أجله خُلقت.أوه ،متعة رؤية مولود جديد؟ ولكن بعد ذلك ،ومنذ لحظة ولادة الطفل، يصبح الوالدان مثقلين بخوف وقلق مستمرين طيلة العقود القليلة المقبلة ــ الخوف من أن يصاب الطفل بالمرض، أو يتأذى، أو يتأثر بالسلوك "السيئ"، أو يتعاطى المخدرات، أو يتفوه بكلمات سيئة، أو يشاهد المحتوي السيئ على التلفزيون، أو يتخذ الاختيارات الخاطئة، أو يحب الشخص الخطأ. ومن الواضح أن هناك الكثير الذي يتعين علينا أن نحميه منه.كيف يكون جلب برئ إلى مثل هذا العالم تصرفًا مسئولًا؟ كيف يتحقق حب الرجل للمرأة في جعلها تتألم جسديًّا من الحمل ثم تربي الطفل في الغالب بنفسها بينما يمجد هو "الأمومة" ونادرًا ما يغير الحفاض لطفله؟ كيف تكون رغبة المرأة في الأمومة أهم من البيئة التي يجب أن يعيش فيها الطفل؟ لتعزيز الحضارة الإنسانية! تلك الحضارة التي تدمر الكوكب! لكن الحب يتغلب على كل شيء! لقد كان يقوم بعمل جيد حتى الآن، أليس كذلك؟ لماذا ننشر فكرة أن دليل العلاقة الرومانسية الناجحة يظهر في جلب إنسان آخر إلي نفس الصراع الذي مررنا به بالفعل؟من أجل مجرد رمزية، كان لا بد لي من الوجود -اكتساب المعرفة، والسعي إلى تحقيق النجاح المالي والاجتماعي، والدفاع عن نفسي، واختبار الحب وانفطار القلب، والحفاظ على صحتي، وتحمل تكاليف الحفاظ على تلك الصحة، والادخار للشيخوخة، ودفع الضرائب، ودعم المجتمع … بينما أرى من حولي ممن يخدمون الفقراء والعاجزين معتقلين. أما أولئك الذين يرتكبون الفظائع ضد الفقراء فهم يحكمون الأمة، أو يمكنهم أن يدفعوا ثمن عفو رئاسي.نعم، كل هذا حتي يتمكن الآباء من اختبار بهجة نجاح الطفل. بهجة تربية إنسان صالح، إنسان تم تشكيله ليتناسب مع تصميم سباق الفئران البشري. حتي يتمكنوا من رؤية الطفل وهو يحقق أحلامهم.أتحدى الطفل أن يكون له أحلامه ومعتقداته الخاصة. أنا لم أطلب أن أكون جزءًا من هذا. و لا أنوي أن أجبر إنسانًا آخر على أن يصبح جزءًا من هذا.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد