Loading Offers..
100 100 100

ما يفهم السمين.. فخ المقارنات والتنميط

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

جُلّ ما يتبعه السطو الأكبر على هُويّة أطفالنا أسرته المنشئة، وإن كانت حياتنا الاجتماعية وغيرها كفيلة بجزء من الفعالية لذلك، لكننا سنجد عادةً أننا في الكبر تبعات نواقص كان لها تأثير بليغ من الطفولة.

شدّني أحد علماء النفس بموضوع تأثير المقارنات بين البشر ليتدارك عقلي أشد المواقف حزنًا، وأقرر حينها طرح الأهمية القصوى لهذه الظاهرة المنتشرة بشكلٍ كبير ومخيف في مجتمعاتنا، ورغم أنها استهلكت ربما بالكتابة فإنه كان ينقصنا معرفة تبعاتها الحقيقية ورأي الوالدين المتبعين لها، وما هو المبرر الرئيسي لغالبيتهم؟

كارثة

ولعل السبب الرئيسي في انتشارها عدم إدراك الكارثة التي تحول بتحويرهم للمنظور السيء بالنفع، والأثر الكبير لذلك على الطفل. “ما يفهم السمين” هي من أشد الكلمات التي توانت لمسمعي من أمّ لطفلها، وكان سببها الرئيسي أنها ترى النجاح الكبير لأخته فتتابع بمدح طفلتها وذم طفلها، وقد يكون غالب رد فعل تلك الأمهات هو أمر طبيعي بالنسبة لمعايشتهم لمجتمعهم، وأنه بتلك الكلمات باستطاعتهم تقويم أطفالهم وتحفيزهم بجعلهم أفضل مستقبلًا، وأن مقارنتهم المستمرة بشخص ناجح هي بحد ذاتها تقترن بالنجاح المستقبلي لأطفالهم.

بداية التنمر

إن الحقيقة المُرّة التي لا تعلمها الأمهات أن تلك الكلمات ما هي إلا التنمّر ذاته الذي يزرع بعقول هؤلاء الأطفال، فشعورهم المستمر بالنقص، وأنهم مهما بلغوا في محاولة الصعود بطبيعتهم التكوينية التي تحتم عليهم الإبداع بأمور أخرى فلن يصلوا إلا لنسخ مشابهة، هذا الشعور هو المحبط الأول لجعلهم بتأخر دائم ووقوف عن التقدم لأي خطوة نجاح، غير أن خطورتها الكبيرة تكمن في زرع بوادر الحقد اتجاه من قورنوا بهم.

كما أن أثر المقارنات دائمًا ما يمتد أثره للطفل حتى الكبر، فقد يتخذ هنا بشكل مستمر قرينًا لنجاحاته، ومن الممكن أن يمتد للسعي دائمًا على التغلب فقط ممن كان دائم المقارنة به، فيقتصر التركيز بشكل أساسي ومهوجس في شخص كان أثر النجاح هو في التغلب والتفوق عليه دون الالتفات لما قد يحمله من اهتمامات ونجاحات ترفع به بشكل مختلف عمن قورن به سابقًا.

وهنا أستطيع القول إن جيل المقارنات ابتدأ قديمًا رغم انحصاره بعد مدة، لكن لا نستطيع إنكار استمرار وجوده.

الأسباب

إن أحد الأسباب لوجه المقارنات العديدة هو قصر نظر التكريم للنجاح في المدارس وعقول الوالدين بتحصيل الدرجات، بينما للطفل أن يكرم على مهارات أخرى عديدة له، وله أن يكرم في المدارس على مواظبته في الحضور واهتمامه بالنظافة وغيرها. فالتقيد بالمدارس بهذا الوجه يصاحبه تقيد عقول الوالدين بعدم شعورهم بامتلاك طفلهم لأيّ مهاره تأهله للتكريم ومواظبتهم بالتالي على إقرانه بمن حوله ممن يحظون بالعديد من التكريمات التي ارتبطت بالمقام الأول بنتيجة “الدرجات” فقط دون غيرها من الاهتمامات والمهارات.

أحد المقالات التي اطّلعت عليها لـعملية المقارنة في تقييمات الوالدين والأطفال للأداء الأكاديمي “جامعة ريتشارد ب. فيلسون”. وفقًا لعملية “المقارنة الاجتماعية العكسية” يحكم الناس على أداء الآخرين على أساس المقارنات مع أدائهم وكلما نجحو زاد حكمهم قسوة.

أثبتت الدراسات حول تقييمات الأداء الأكاديمي من قبل أطفال الصف الرابع إلى الثامن وأولياء أمورهم، أن الآباء الناجحين يميلون إلى إجراء المزيد من التقييمات السلبية لأداء أطفالهم في المرحلة الإعدادية، ثم تؤثر هذه التقييمات على التقييمات الذاتية للأطفال من خلال عملية تقييم منعكسة، في حين أن تقييمات الأمهات لها تأثير كبير على التقييم الذاتي للأطفال في المرحلة الابتدائية.

ومن هنا نلحظ التأثير الأكبر الذي يقع على عاتق الأم لأن الاتصال ابتداءً والتأثير للطفولة المبكرة يرتبط بمكانتها وهو ما له دور كبير، غير أن الأمّ تتصل بشكل أكبر في غالب الوقت بالطفل.

بطبيعة الحال قد يكون السبب الرئيسي لإدخال الوالدين أطفالهم في دوامة المقارنة هو أنها بطبعها ترجعهم بذاكرتهم لأنفسهم قديمًا، فالنجاح الذي لم يحققه أيّ منهما ينعكس سلبًا هنا على الطفل، أو أن النجاح الذي جبل لعادتهم بالمقارنة يجعله المبرر الأول لهم. وهنا يكمن لبّ المشكلة التي توجب الوالدين لسؤالهم لأنفسهم ما سبب لومهم ومقارنتهم الدائمة لأطفالهم؟ ويأتي حلّ المشكلة ابتداءً منهم، كما يجب نشر الوعي الكافي للوالدين وفي مدارس الأطفال بأهمية عدم اقتصار التكريمات على فئة محددة، فالنجاح يحمل العديد من المواهب التي بحاجة للدعم والشعور بأنها ميزة مثلها مثل باقي الميزات.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..