Loading Offers..
100 100 100

5 خطوات بسيطة لتوثيق الصلة بينك وبين القرآن

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

كم مرة أرسل إليك ضميرك رسالة تأنيب على هجرك للقرآن؟ وكم مرة خدَّرته بمبررات ظروف العمل وعدم وجود الوقت؟ كم مرة بعث إليك قلبك باستغاثة، لعدم قدرته على بناء صلةٍ وطيدةٍ مستمرةٍ بينه وبين القرآن؟ وكم مرة لم تأبه لهذه الاستغاثات المتتالية؟ كم مرة تَألَّمَت نفسك لرؤية أو سماع سؤال من هنا أو هناك، عن آخر مرة فتحت فيها المصحف؟ وكم مرة عجزت عن تَضْميدِ هذا الجُرحِ النفسيّ؟أترك لك المجال قليلًا لتتذكر عدد هذه المرات وتتحسر للمرة الأخيرة على ما فات، لأنك لن تعود إلى سابق عهدك مع القرآن، بعد هذا المقال الذي سأشاركك فيه بخمس خطوات بسيطةٍ فعّالة، تؤدي بك تدريجيًّا، إلى بناء صلة متينةٍ بينك وبين القرآن.

الخطوة الأولى: الدافع

أنت أسيرٌ لدوافعك الداخلية من ناحية، ومن ناحية أخرى، فالعلاقةُ طرديةٌ بين قوة الدافع الداخلي، وبين حرصك على اتخاذ إجراءاتٍ جَادّةٍ، للقيام بما تمليه عليك دوافعك الداخلية. فكلما كان الدافع قويًّا، كنت أكثر حرصًا على القيام بهذا الشيء، وكلما ضعف الدافع، كلما تملكك الفتورُ والكسلُ، عن القيام بشيء على أرض الواقع. لذلك... في البداية تحتاج إلى مراجعة دوافعك لقراءة القرآن، وعندها ستقف على سبب حقيقي، من أهم الأسباب المؤثرة في علاقتك بالقرآن الكريم.سأشاركك بأحد الدوافع القوية، التي ستزيد من دوافعك لتحسين علاقتك بالقرآن، ثم سأفسح لك المجال لتبحث عن دوافعك الخاصة. هذا الدافع هو: أن القرآن سيضمن لك إحداث التجديد المستمر لحياتك، في أخلاقك وسلوكيات وأهدافك، طبعا إذا قرأته بالطريقة التي أعرضها عليك في هذا المقال، وليس بالطريقة التقليدية التي لا تؤتي الثمار المرجوة والمستهدفة من قراءة القرآن.(أرجو أن تعيد قراءة الدافع أكثر من مرة)القرآن مليء بالتوجيهات التي تزيد من جودة حياتنا، على المستوى النفسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري ...إلخ.، لكن الوصول لهذه الجودة يتطلب قدرًا من الجُهد، ومقدارًا أكبر من العزيمة. لذلك، إن جعلت البحث عن التطوير والجودة من دوافعك الشخصية المحركة لك في الحياة عمومًا، والمؤثرة في علاقتك بالقرآن خصوصًا، فأنا أضمن لك -بصورةٍ كبيرةٍ- أن علاقتك بالقرآن ستتحسن كثيرًا.

الخطوة الثانية: لا تهتم بالكَمِّية فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "لا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة". فربنا لا يتعامل معنا بالكَمِّيَة، بل بالكيفية والجودة. لذلك لن تجد أي نصّ إسلامي يذكر أفضلية لختم القرآن من أوله إلى آخره، ولكن على النقيض ستجدُ نصوصًا كثيرةً تتكلم عن تعاهُدِ القرآن، والمداومة على تلاوته والتدبر في آياته، ومن ذلك قوله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" وقال أيضا: "أفلا يتدبرون القرآن". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "تعاهدوا القرآن ..." أي: داوموا على قراءته. لذلك لا تهتم بالكمية التي تقرأها، ولكن ينبغي أن تهتم بنقطتين أساسيتين: الاستمرارية، والتدبر، ويَتْبَعَ ذلك التطبيق بقدر المستطاع.

الخطوة الثالثة: تفاعل مع الآيات

قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- سورة "الرحمن" على الصحابة فلما انتهى من قراءتها قال : "إن الجن كانوا أحسن منكم، ما قرأت عليهم "فبأيّ آلاء ربكما تكذبان" إلا قالوا: ولا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد". فالله -جل في علاه- يخاطبك أنت، ومن حسن الأدب مع الله تعالى أن تكون يقظًا لما يأمرك به، وإن أمكن تطبيق هذا الأمر فورًا فلا تتأخر في ذلك، أوقف القراءة ثم طَبِّق ثم أكمل. ومن الأمثلة على ذلك أنك تقرأ "قل هو الله أحد" تقف وتردد بقلبك ولسانك "الله أحد" وتطلق العنان لقلبك وعقلك لتعطيك الآية من بركاتها وخيراتها وأنوارها ما لا يمكن إخبارك عن جماله إلا إذا ذقت وجربت بنفسك. وهكذا... فمثل هذا التفاعل مع الآيات يساعدك على الاستمتاع بالقراءة وهذا يجعلك مدوام على القراءة بصورة يومية.

الخطوة الرابعة: ابحث عما لا تعرف معناه

"الله الصَّمَد" ما معنى الصمد؟ أعتقد -بنسبة كبيرة- أن هذه أول مرة تتعرض لمثل هذا السؤال، وأظن -وبعض الظن إثم- أنك لا تعرف معنى اسم الله الصمد، بالرغم من أن سورة الإخلاص من أوائل السور التي نحفظها ونحن صغار، ومن أكثر السور التي نكررها في صلاتنا.هذه الحالة من الغموض واللامعرفة بينك وبين معاني القرآن، سببٌ كبيرٌ في قطع الصلة بينكما، لذلك لا تتجاوز أي آيةٍ وأنت غير مستوعب لمعناها، فالطريقةُ الأمثل هي استهداف عدد قليل من الآيات، مضافٌ إليه كثير من التدبر ومعرفة المعاني، ويا لهنائك وسعدك عندما تدرك المعاني القرآنية، تلقائيًّا ستتحسن جودة صلاتك، ويزيد خشوعك فيها، فيساعدك ذلك على المحافظة على الصلاة، ويزيدك استمتاعا بها.

الخطوة الخامسة: اقرأ بالطريقة الموضوعية لا بطريقة السرد

أغلبنا يقرأ القرآن بطريقة سرديةٍ، آيةً بعد آيةٍ، ثم سورةً تتبعها سورةٌ، ثم جزءًا يتلوه جزءٌ، إلى أن تتنتهي الختمة، دون الاكتراث لشيء سوى الوصول إلى نهايةِ المصحف، وهي طريقةٌ لا تؤدي إلى شيء، لأنك لم تقف عند أمرٍ إلهي جديد ستدخله مجال التطبيق، ولم تستهدف نهيًا قرآنيًا عن خلقٍ معين تفعله، وتجاهد نفسك للتخلصِ منه.

لذلك أعرض عليك في هذه الخطوة الأخيرة أن تقرأ بالطريقة "الموضوعية" بدلا من الطريقة السردية، وهذه الطريقة تتلخص في ما يلي:

  1. تحدد موضوعًا معينًا تريد التركيز عليه، في الجزء الثلاثين مثلًا وليكن موضوع "معرفة صفات الله تعالى وأسمائه"
  2.  تقرأ السورة كاملةً، وتركز على إيجاد الأسماء والصفات الإلهية فيها، ثم تحدد الأسماء والصفات التي لا تعرفها، وبعد الانتهاء من القراءة تبدأ عملية بحثك عن المعاني. وهنا يجب التلميح إلى أهمية تحديد تفسير معين يكون مرجعًا لك، أو موقع متخصص في التفسير تذهب إليه مباشرة، حتى لا تُبَدِدَ جهدك بين الكتب والمواقع، وتقعُ في الملل الذي نود الابتعاد عنه، وأقترح لك تفسير "كلمات القرآن تفسير وبيان" للشيخ حسنين محمد مخلوف، وهو تفسير بسيط يعتني بتوضيح معاني الكلمات فقط.
  3.  اكتب المعاني التي وصلت لها على هامش المصحف إن كنت تقرأ من المصحف، أو شاركها على منصات التواصل إن كنت تقرأ من وسيلة إلكترونية، ليكون ذلك مرجعًا لك تعود إليه عند الحاجة.
  4.  أعد قراءة الجزء الثلاثين مرة أخرى، واستهدف موضوعًا آخر، وسر بنفس الخطوات السابقة، وسترى بنفسك مدى الجمال، والروعة التي أضفتها إلى حياتك، ومدى تَحَسُّن الصلةِ بينك وبين كتاب الله.
في النهاية... أُبَشِّرُك بالنتائج العظيمة، التي ستجنيها من خلال استخدامك لهذه الطريقة المجربة الفعالة، وأهمس في أذنك سرًّا... أن أعد المحاولة مرة بعد مرة، لإصلاح صلتك بالقرآن، فنتائج ذلك وثمراته، تستحق الجهد الذي ستبذله.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..