لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تعد القراءة منبعًا هامًّا لاكتسابِ المعلومات والمتعة السردية على حدٍّ سواء، فالكتب كانت على مرِّ العصور الوسيلة الأولى لتدوين البحوث والأفكار، وتأريخ الأحداث. ولأهميتها التي لا تفنى ولا تتراجع، صار للقراءة في عصرنا الحديث وسائل أخرى غيرَ الكتبِ، ملائمة للتطور وسرعة العصر. فانتشرت مؤخرًا بين القراء العرب الكتب الصوتية، وصارت الكتب تُسجل صوتيًّا كاملةً، ويتم تقديمها للقارئ جاهزة تحتَ عنوانِ: كتاب صوتي. وما على القارئ إلا وصل السماعاتِ بأذنيه لاكتشافِ ما فيها. مهما كان منشغلا في الخارج أو البيت. بينما انتشرت قبل سنواتٍ كثيرةٍ في الغربِ.
في هذا المقال سنعرضُ تجربة ثلاث مهتماتٍ بالكتب الصوتية، كيف بدأت رحتلهن معها وما الذي أضافته لمسيراتهن القرائية.
1. كيف بدأتِ تجربتكِ مع الكتب الصوتية؟
تقول سارة مصطفى (24 عامًا): إن الفضول هو ما دفعها لتجربةِ الاستماع للكتبِ الصوتية، بعدما انتشرت بكثرة على مجموعاتِ الكتب والقراءة على الفيس بوك، وهكذا اكتشفت عالمًا جديدًا ساحرًا يضاف للكتب الورقية. بينما تقول خولة ك. وهي طبيبة: إن تعيينها بعيدًا عن مكان إقامتها جعلها تتوجه لها لكسبِ الوقت وكذا لأنها بطيئة القراءة فكانت حلًّا مثاليًّا لقراءة الكتاب في أقل وقتٍ ممكن.
2. استغلال وقتِ الأعمال المنزلية والمشاوير
تؤكد سارة الشبراوي وهي طالبة صيدلة، أن الكتب الصوتية كانت أفضلَ صديقٍ في المشاوير الطويلة التي تقضيها بمفردها، وأيضًا خلال ركوب المواصلات مما يجعل القراءة صعبةً، سواءٌ ككتاب ورقي أو إلكتروني. إذ بدأت تجربتها معها خلال الحجر الصحي أين تواجدت لوقتٍ طويلٍ في البيتِ، فكانت وسيلةً لزيادةِ وتيرة القراءةِ بجانب الكتب الورقية. الأمر الذي أكدته كلٌّ من سارة مصطفى وخولة ك. أيضًا واعتمادهما على الاستماع للكتب الصوتية أثناء القيام بالأعمال المنزلية والطبخ، والاستفادة من هذا الوقت الذي تنشغل فيهِ اليدان والجسد بينما يستطيع العقل التركيز على صوتٍ آخر.
3. ما أفضل أنواع الكتب الصوتية
إذ تقول الشبراوي: إن الأمر كان أكثر سهولةً في الاستماع للروايات خاصةً الطويلة منها، أين تمنحها وقتًا كافيًا للتركيز والدخول لأجواءِ الرواية. عكس الكتب الفكرية التي تحتاج تركيزًا أكبرَ ففضلت قراءتها بشكلٍ عادي. عكس ما صرحت به سارة مصطفى التي استمتعت بالاستماع لكتب علم النفس واختصرت الكثير من الوقت مقارنة بقراءتها بشكلٍ عادي.
4. تحسين اللغة الإنجليزية
من خلال الاستماع الدائم للكتب الصوتية باللغة الإنجليزية استطاعت الشبراوي تحسين السمع والنطق للغة الإنجليزية، حيث تقول: أنا لا أتتبع الأحداث بدقة ولكنها كانت فرصةً جيدة للاستماع المتواصل للغة وهذا حسن علاقتي باللغة. وهذا نفسه ما أكدته سارة مصطفى وأنها وسيلة ناجعة للمداومة على التحسين.
5. القراءة أكثر وأكثر
عالمُ الكتب لا ينتهي، وككل قارئ يريدُ قراءة أكبر عددٍ ممكن من الكتب. فإن الكتب الصوتية وسيلة جيدة لرفعِ الانتاجية القرائية إذ تقول سارة مصطفى: إنها مكنتني بزيادةٍ قراءتي بشكلٍ ملحوظ فيمكنني القراءة في البيت، أثناء الطبخ والتنظيف. وتضيف خولة أنها تسرعُ من إنهائها للكتاب إذا ما أعجبت بمحتواه، وحالت ساعات العمل الطويلة لإنهائه بسرعة، فتقرأ النسخة الورقية في البيت وتكملُ في الطريق بنسخته الصوتية. كما أنها تستطيع قراءة أي كتاب إلكتروني على شكلٍ صوتي بواسطة تطبيقات خاصة، هكذا تستطيع قراءة كلَّ الكتب التي تريد وفي وقتٍ وجيز.
6. مصادر للكتب الصوتية
هناك العديد من التطبيقات المدفوعة كتطبيق كتاب صوتي وستوريتيل Storytel للكتب العربية، و Audible للكتب الأجنبية. كما يتجه الكثيرون إلى المصادر المجانية كقنوات اليوتيوب التي نذكر منها: مزامير السيدة ميم، البرنامج الثقافي، مكتبة قصص صوتية، مكتبة أحمد عماد، عليّ الغازي، المكتبة الوطنية الصوتية لبنان.
7. اختيار القارئ
يلعب صوتُ القارئ عاملًا مهما في حب الكتاب والقصة أيضًا، يمكنكَ تكوين علاقة صداقة وتشويق مع كتابٍ مسموع بسبب صوتِ قارئه ونبرتهِ، كما يمكنكَ التوقف بسببِ القارئ أيضًا. فعليكَ دومًا اختيار قارئ يمكنك صوته من المواصلة دون مللٍ.
هنالك دومًا كتب لم نقرأها بعد، كتب على الرف، كتب على الهاتف، وتبقى الأزمة، أزمة وقتٍ وسط مشاغل الحياة اليومية، لهذا وُجدت الكتب الصوتية للمساعدة على استغلال الوقت مع اختصاره، فعوض قضاءِ أيامٍ طويلة مع كتابٍ واحدٍ، يمكنك تحميلهُ أو الاستماع له بعددِ ساعات معينة، في المواصلات، وأنت تسوق سيارتك، أثناء تنظيف منزلك أو إعداد طعامك أو وأنتَ مسترخٍ بعد يومٍ طويلٍ من العملِ.