لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة صباحًا بقليل عندما جمعت أغراضي للتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية. وبينما كنت أسير في الرواق، لاحظت الضوء مُنارًا في غرفة نوم ابنتي كينزي. لم تكن معتادةً على النهوض في ذلك الوقت المبكر، لذلك قررت أن ألقي نظرة خاطفة لأرى السبب. عندما فتحت الباب، رأيتها جالسة في السرير وحاسوبها المحمول مفتوحًا ونظرة محيرة على وجهها. “ماذا تفعلين؟” سألتها. فأجابت: “أراجع قليلًا قبل امتحان الكلية”
وحين عبّرت عن استغرابي فعلها ذلك ولا زال أمامها وقت طويل قبل يوم الامتحان، بررت قائلةً إنها بحاجة للقيام بذلك قبل توجهها إلى العمل لأنها ستكون مشغولة للغاية، ولن ترغب في الدراسة لاحقًا.
كينزي طالبة رائعة؛ تعمل بدوام كامل وتذهب إلى الجامعة، لذلك لم أودّ التشكيك في أفعالها. ومع ذلك، أصابني تبريرها بالذهول. فتلك كانت إحدى الطرق التي حافظت بها على حماسها للدراسة عندما تكون مشغولة جدًّا بالعمل.
لم أرغب في إزعاجها أكثر، لذلك أغلقت الباب ببطء وانصرفت إلى شؤوني، ومع ذلك، بقي السؤال يدور في خَلَدي، “كيف يحافظ المرء على حافزه للدراسة عندما يكون مشغولًا جدًّا بالعمل؟”
يُعتبر (الحافز) موضوعًا مثيرًا للاهتمام درسه علماء النفس وعلماء الاجتماع والعلماء من جميع الأنواع لعقود. وكُتب -ولا زال يُكتب كل عام- عنه عدد لا يحصى من الكتب والمقالات. لكن ما الذي يحفزنا في مواقف معينة؟ كيف يمكننا البقاء متحمسين عندما يكون لدينا الكثير من الأشياء الأخرى في أذهاننا مثل العمل؟ للإجابة على هذه الأسئلة، نحتاج أولًا إلى فهم الدافع نفسه. وتحديدًا نوعيه الأشهر: الداخلي والخارجي.
الدافع الداخلي هو حافز للانخراط في نشاط معين ينبع من المتعة الكامنة في النشاط نفسه وليس بسبب أي مكاسب خارجية يمكن الحصول عليها. مثال: “سأعمل بجد لأحظى بهذه الترقية وأكون أكثر رضًا عن العمل”. على الطرف الآخر، فإن الدافع الخارجي هو حافز للانخراط في نشاط معين أيضًا لكنه ينشأ من عامل خارجي (كتوقع العقوبة أو المكافأة). مثال: “أريد حقًّا الحصول على هذه الترقية في العمل لكسب المزيد من المال”.
إن كيفية تحفيزنا حقًّا ترجع إلى ما إذا كان الدافع يأتي من داخلنا أو من خارجنا. نميل جميعًا إلى الانجذاب نحو أحدهما أكثر من الآخر، لكن هذا يعتمد على الموقف ذاته.
دعونا نلقي نظرة على الحقائق من الموقف الذي تمرّ به ابنتي (كينزي) ونفصّلها لفهمها بشكل أكبر
- تعمل كينزي وتذهب إلى الجامعة كغيرها من الطلاب.
- راجعت كينزي مواد امتحانها في وقت مبكر جدًّا من الصباح قبل وقت استيقاظها المعتاد.
- كانت تجري المراجعة قبل الذهاب إلى العمل.
- إذ قالت إن أمامها يوم عمل حافلًا.
- وأخيرًا، اعترفت بأنها لن ترغب في القيام بذلك لاحقًا.
كل الحقائق أعلاه تشير إلى شخص متحمس. لكن ما لم نعرفه على وجه التحديد هو، هل كان دافعها داخليًّا أم خارجيًّا؟ أرجّح (الداخلي) لأنه لا يبدو أن هناك أي مكافأة واضحة. يقدم هذا المثال بعض الدلائل الأقل وضوحًا للطرق التي يمكن أن تساعد الآخرين مثلك. لقد جمعت الأسرار المستوحاة من هذه القرائن، جنبًا إلى جنب مع بعض الحكمة الإضافية التي تعلمتها على طول الطريق لمساعدتك في الحفاظ على دافعك للدراسة.
فيما يلي 5 نصائح حول كيفية تحفيز نفسك على الدراسة حتى عندما تكون مشغولًا جدًّا بالعمل
نصائح للتحفيز على الدراسة حين تكون مشغولًا
1. احظَ بعقلية عظيمة
كل شيء يبدأ هنا، ويمكن للعقلية الإيجابية أن تقطع شوطًا طويلًا. صدق أنك ستحقق أهدافك، وركز على الأشياء الجيدة التي فعلتها بالفعل. تشير الدراسات إلى أن التفاؤل يؤدي إلى إنجاز المزيد والحصول على صحة نفسية وجسدية أفضل بشكل عام.
2. تصوّر النجاح
بمجرد أن تنتظم عقليتك، فإن الخطوة التالية هي تصور نجاحك. ابدأ برؤية واضحة لما تريد تحقيقه ثم اختبر الشعور بالنجاح. على سبيل المثال، إذا كنت تودّ الحصول على العلامة الكاملة في امتحان، فقسّم خطوات تعلم المادة لضمان النجاح.
3. قسم أهدافك إلى مهام صغيرة قابلة للتحقيق
في بعض الأحيان، قد يبدو الهدف أكبر من اللازم، مثل التخرج من الكلية بدرجة امتياز. حينئذٍ عليك التفكير في أهدافك وتنظيمها في خطوات بسيطة يمكن تحقيقها.
على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أنك تريد الحصول على العلامة الكاملة في إحدى الاختبارات، فابدأ بجمع الموارد المناسبة للدراسة، ثم انتقل إلى أبعد من ذلك لتحديد ما تحتاجه من كل مورد. بمجرد أن تتعمق بشكل كافٍ، يصبح كل شيء سهل التحقيق.
4. كافئ نفسك
تساعد المكافآت على تحفيزك (شرط ألّا تكون مُضرة بصحتك). بمجرد تحديد هدف، حدد مكافأة صغيرة تحظى بها عند تحقيقه. سواء كانت طعامًا تحبه أو شيئًا أكبر مثل إحدى أنشطة الاسترخاء، يمكن أن يساهم هذا النوع من المحفزات الخارجية في الحفاظ على حماسك ويدفعك نحو أهدافك الأكبر.
5. استعن بتقنية بومودورو من أجل الفوز
تقنية بومودورو “Pomodoro” هي نظام إدارة الوقت الذي يشجعك على العمل ضمن الوقت الذي لديك، عوضًا عن السباق مع الساعة. قسّم الوقت الذي تحتاجه للمذاكرة إلى أجزاء مدتها 25 دقيقة مفصولة باستراحات مدتها 5 دقائق. يساعدك كل فاصل زمني أو بومودورو على مقاومة الانقطاعات وتدريب عقلك على التركيز. ستجد أن الشعور بالإلحاح الذي تخلقه هو حافز رائع.
في الختام
يمكن لأي من النصائح المذكورة أعلاه بمفردها أن تساعد في بناء الحافز والحفاظ عليه عند وضعه موضع التنفيذ. ابحث عن تلك التي تناسبك واجعلها عادة. بمجرد القيام بذلك، لن تحتاج إلى مستوى من التحفيز الخارجي حيث ستتم برمجتك داخليًّا لتحقيق النجاح.