لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
فيلم اعترافات
اختصر هذا الفيلم مشاعر أُمّ قتلت ابنتها على يد أحد طلابها وتعلم بأن القانون لن ينصفها إن اتبعته، لهذا تتبع طريقة قاسية لتعلم طلابها درسًا لن ينسوه أبدًا في حياتهم.
يجمع الفيلم بين التربية والتعليم والعواقب الأخلاقية للخطأ، والنتائج النفسية على كل من عاش تلك الأحداث وتأثيرها عليهم. فيلم اعترافات Confessions أصدر في عام 2010 وترشّح لـ17 جائزة، وفاز بثمان منها. لذا يعد فيلم اعترافات من أفضل الأفلام التي ناقشت موضوع التسامح والمغفرة وصعوبة القيام بها.
لماذا بدأت مقالي بهذا الفيلم؟
لصعوبة إيجاد كلمة تصف التسامح، بصفه عامة أو مشاعر من يحاول جاهدًا الحصول عليه من شخص ما، لهذا فالتسامح ليست كلمة سهلة تقال أو وصفًا نفهمه، ولكن إن لم نتعرض لمواقف نضطر فيها للتسامح، أو نعيش مواقف نضطر فيها لأن نتسامح معًا فلن نفهم قوة وثقل هذه الكلمة على البعض.العفو عند المقدرة
(طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء، وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهو غاضب: أحرقْتَني، وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا مُعَلِّم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله -تعالى-. قال الرجل الصالح: وماذا قال -تعالى-؟!قال الخادم: لقد قال تعالى: {والكاظمين الغيظ}. قال الرجل: كظمتُ غيظي. قال الخادم: {والعافين عن الناس}. قال الرجل: عفوتُ عنك. قال الخادم: {والله يحب المحسنين}. قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله)حينما تتعرض لحادث وتكسر رجلك هل تبترها أولًا أو تحاول معالجتها قبل ذلك؟ حينما تتعرض لإطلاق نار هل توقف النزيف أولًا أو تخرج الرصاصة قبل ذلك؟ قد تكون الإجابة مختلفة ولكن لا تستطيع أن تصل لحل نهائي دون مقاومة، وكذلك الأخطاء لا يمكن حل خطأ بخطأ آخر دون تجربة الاحتمالات الأخرى.
المغفرة، ما المغفرة أمام اقتراف الأخطاء الكبيرة؟ ولماذا نسامح إذا كان الخطأ لا يغتفر؟
قد تجد الإجابة بين سطوري لكن لا تتوقع إجابات مثالية جدًّا فنحن لسنا ملائكة. لنجيب عن السؤال الأول ينبغي علينا فعلًا التفكير حول إجابات الأسئلة الأساسية التالية:
إذا كانت البشر يخطئون، لماذا لا نتقبل الخطأ؟
لأن الخطأ جزء من طبيعة البشر، ولأننا غير معصومين من الخطأ قدر لنا أن نخطئ أيضًا، فيختلف تقدير الخطأ، على درجة الخطأ ومقداره. يمكننا تصنيف الخطأ لدرجات وهي خطأ نقبله وخطأ لا يمكن تقبله وخطأ متعمد وخطأ غير مقصود. مع العلم بأن كل خطأ من الأخطاء السابقة لا يمكن معالجته بنفس الحلول دائما. فالخطأ الذي نقبله هي الأخطاء الصغيرة ما لم تمس تلك الأخطاء كرامتنا واعتقاداتنا وشرفنا وعاداتنا وتقاليدنا فتصبح أخطاء غير مقبولةوقد نقع في بعض الأخطاء دون قصد فيكون وقعها كبير على من حولنا وعلى من نعرفهم فتكون أخطاء غير مقصودة ما لم نتعمد الوقوع فيها رغم علمنا بأنها أخطاء لا يجب القيام بها أو أنها خاطئة.
لماذا نتوقع المسامحة دائمًا من الآخرين؟
أ. لأننا نعرف طبيعتهم جيدًا.ب. مكانتنا في قلوبهم.ج. لأن هناك من سيدفع الثمن غالبًا غيرنا إن كنا من أصحاب النفوذ
ولتوضيح هذه النقاط دعني أضع لك (٣) أمثلة لذلك:
1. شخص لا يجيد التعبير عن مشاعره ولا يجيد انتقائها جيدًا وهو (أ)
2. زوج يخطئ في حق زوجته باستمرار وتسامحه دائمًا (ب)
3. سياسي بيده السلطة ويستطيع حل أي مشكلة سواء بالمال أو ما يقوم مقامها (ج)
التسامح ليس دائمًا سهل
قال جورج برنارد شو، احذر من رجل ضربته ولم يرد لك الضربة فهو لن يسامحك ولن يدعك تسامح نفسك.لماذا نسامح إذا كانت المغفرة صعبة على الطرفين؟
لأن الحياة تحتاج لأن نتعايش معها ونتصالح مع أخطاء الماضي وأن نتقبل الحاضر لنعيش
هل يكفي أن نتقبل الخطأ ونسامح ببساطة؟
لا ليس التقبل دائمًا الحل بل التمهل في ذلك، لماذا نتقبل أن يفسد شخص ما مزاجنا لأنه يريد ذلك، ولماذا نتقبل أن يجعلنا شخص آخر نمضي يومًا سيئًا لأنه حدث ذلك وحسب، لا يمكن أن نتقبل الخطأ ببساطة وسهولة لأننا نحتاج للوقت لتقبله أو التعايش معه. ربما تكون كلمة التسامح كلمه بسيطة جدًّا في نظر الآخرين لكن في نظر من يتعرض لظلم ما، فهي كلمه صعبة تقبلها وكذلك رفضها، ولكن لا بد من التسامح فيما بيننا لتمضي بنا الحياة نحو شواطئ الأمان.
وفي الختام يجب أن أوضح بأنه ليس من السهل أن تسامح من أخطأ بحقك لأن خطأه الكبير حينما ظن بأن من السهل أن تسامح. لهذا سأسألك سؤالًا عزيزي القارئ: في حالة شاهدت الفيلم Confessions الياباني الذي ذكرته بالمقدمة، هل كنت ستسامح؟! أو ترغب بالانتقام مثل بطلة الفيلم؟ لهذا أنصحك بالعودة لمقدمة مقالي هذا ومتابعة الفيلم إن لم تكن قد شاهدته من قبل لتعرف أن المسامحة والمغفرة ليست سهلة دائمًا.
0 تعليقات المدونة 
