Loading Offers..
100 100 100

تفحص أحوال الناس لترتاح

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

إذا ضاقت عليك الأحوال واشتدت الأمور في عقلك ولم تعد تملك المزيد من القوة وأقنعت نفسك بالتعب والإرهاق ولم تدرك في فترة معينة هل أنت بخير أو في أسوأ حال؟ هنا أدعوك كي ترتدي ثيابك لتذهب معي في جولة صغيرة بعدها ستشعر بأنك سيد زمانك وستتحسن أحوالك.

هناك من هو في حال أصعب

سوف أذهب بك إلى المستشفى لن تقوم بأي فحص لأنك في صحة جيدة لكن لتجول في أروقته وتتنقل من قسم لآخر و من مصلحة إلى أخرى ستجد من أصبح المستشفى مسكنه فهو قاطن فيه منذ عامين أو أكثر، تجد من قطع آلاف الأميال للوصول إليه لأنه من منطقة نائية، تجد من يحتاج شخصًا كريمًا يتبرع له بقطرة دم ولم يفقد الأمل في ذلك، ستجد من ينتظر الدور للدخول لقاعة العمليات لإجراء عملية ربما تعيده إلى الحياة وربما العكس.ستجد أشخاصًا لا حول لهم ولا قوة يتنقلون بين أقسامه فيهم من يبحث عن أمه مريضة وآخر عن أخيه وقع له حادث سيارة والآخر عن زوجته حامل وآخر يحمل ابنته احترقت بالماء الساخن ويجري نحو الاستعجالات بينما تتفحص أحوال الناس في مخيلتك الآن فقط وتقارن نفسك بما تعيشه وما يعيشونه، قل لي كيف هي أحوالك؟إن فكرة المستشفى هذه وزيارته كلما ضاقت أحوالي تفطنت لها عندما دخلته كمريض، كنت أمسك ثياب أمي في ذلك اليوم وأصرخ بشدة وأنادي بأعلى صوتي هيا ألم يحن دوري؟ وقد احتجت في تلك الأثناء إلى عملية جراحية لنزع الزائدة الدودية ومرت ساعة وأنا على تلك الحال، لكنني بعد فترة خيّمَ عليّ الهدوء والصمت وهذا ما جعل أمي تتفطن لذلك.فسألتني هل أنت بخير؟ فقلت لها: نعم يا أمي، فقالت: إذن توقف الألم؟ فقلت: لا، فقالت: ما بك إذن؟ فقلت أنظري لذلك الشاب إن يده اليمنى مقطوعة وكان قد فقدها جراء حادث مرور، إن ذلك المنظر جعلني أتوقف عن الأنين لهول ما رأيت وعندما أجريت العملية بنجاح وعدت إلى المنزل بعد فترة قررت أن أزور المستشفى كلما ضاقت أحوالي كي أعرف أن هناك من هو أسوأ مني.

أنت في حال أفضل

إذا تفحصت أحوال الناس سترتاح كثيراً وستطرد الهم من قلبك على الفور لأنك ستجد نفسك أفضل من الكثيرين، قم بركوب الحافلة عدة مرات وتمعن عند صعودك في الركاب وستجد لكل شخصٍ منهم حكاية، ستجد من يتكلم بصوتٍ خافت مع السائق ويقول إنه لا يملك ثمن التذكرة، ستجد من ثيابه متسخة ويتحاشى الاقتراب من الركاب لأنه كان يعمل، ستجد تلك العجوز التي تحمل بين يديها حقيبة ثقيلة تجرها من مكان إلى مكان أردت أن أساعدها مرة في حملها فلم تقبل ذلك.فقررت أن ألحقها فوجدتها عندما تنزل من الحافلة تتجه عند بائع العجائن والتوابل وتبيعه ما صنعته بيديها ففهمت سبب رفضها مساعدتي، ستجد ذلك الأعمى في الزاوية كان يكلم من بجانبه ويقول له: في وقت مضى أبصرت هذه الدنيا أما الآن فيقاطعه من بجانبه قائلاً: فأنت أعمى وغيرها من الأحداث التي تجري كلها في الحافلة، من الحافلة فقط عرفت كيف أجعل نفسي مرتاحًا لأنني كنت أتأمل في الركاب وحكاياتهم كنت أتأمل الأسى الذي يظهر على وجوههم وما يخفونه في صدورهم.صعدت مرة إلى الحافلة للعودة إلى حيي وجدت الكراسي فيها شاغرة على العموم فجلست مقابل سيدة في الأربعين من العمر وفي المحطة التالية صعدت فتاة جلست بقرب تلك السيدة وسرعان ما أخذتا تتبادلان أطراف الحديث وكنت أستمع لكلامهما ثم أخرجت تلك السيدة كعكًا منزليًا وناولت القليل للفتاة والقليل لي وأكملت حديثها مع الفتاة وبعد أن تذوقت الفتاة كعك السيدة قالت لها: إنه لذيذ جدًّا فقالت لها السيدة: نعم ومكوناته بسيطة.وما قالته السيدة حقيقة لأنني أعرف ذلك النوع من الكعك فأمي تحضره لنا باستمرار مع وجبة الإفطار ثم قالت السيدة للفتاة: ألا تعرفين طريقة تحضيره إنها سهلة؟ فقالت الفتاة: لا، أنا لا أعرف فقالت السيدة: لماذا لم تعلمك أمك مثل هذه الأمور فأنت في سن الزواج على ما يبدو فقالت الفتاة: يا خالة لقد توفيت أمي وأنا صغيرة ولا أتذكر حتى ملامحها وسبقت الدموع كلماتها وانفجرت بالبكاء فارتبكت السيدة وأخذت تمسح دموعها وتعتذر منها.هذه القصة وقعت أمام عيني وأنا أستقل الحافلة، أنا أملك أُما وأعرفها وأعلم ما معنى الحنان إنه لشيء عظيم بالنسبة لي حتى وإن كنت في ضغوط ولدي مشاكل لكنني مرتاح الآن، ما رأيك أنت؟ نحن نملك أمورًا عديدة لا يمتلكها البعض لكننا نتجاهلها لأنها صارت جزءًا منا لكنها في الحقيقة مهمة، نعم الكثير من الناس يحلمون بتجريبها فقط وليس العيش فيها، إذا شعرت بذلك الضعف أو الضيق أخرج فورًا من عالمك المظلم وحاول أن تدرب عقلك على الراحة بمثل هذه الأمور فتستطيع مثلًا أن تخرج للتجول وسط المدينة ليس لتغيير الجو فقط بل للتمعن في أحوال الناس حتمًا ستجد من هو أسوأ من حالك وحينها سترتاح واجعل من هذه الطريقة دواء تأخذه كمسكن لكل تلك التوترات التي تسيطر على عقلك.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..