Loading Offers..
100 100 100

ما الوعي الذاتي وما أهميته؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يواجهُ الإنسان الحياة بجميعِ صعوباتها وتحدياتها، يخوض معاركه تجاهها، تلك التي تجعله في كثير من الأحيان يقف غير مدرك ماذا عليه أن يفعل، أو كيف يتصرف في هذا الموقف وذاك، كيف يختار هذا الأمر عن آخر، حيث تبدو الرؤية ضبابيةً غير واضحة، ولا يبدو الطريق التي يجب أن ينتهجه. لذا على كل إنسان أن يعرفَ نفسه جيدًا، ليرفع ما يسمى بوعيهِ الذاتي self-awareness، كي يستطيع معرفة المناسبِ له ويتخذ قراراتٍ مناسبةً له بالضرورة.

ما الوعي الذاتي؟

هو الانتباه لطريقةِ تفكيرنا، والمشاعر التي تراودنا، التي نبني عليها تصرفاتنا وانفعالاتنا، ونصبح قادرين على التحكم فيها عن طريق مراقبتها، وأيضًا معرفة حاجاتنا ورغبتنا التي تجعلنا متوازنين.

أهمية الوعي الذاتي

1. تحسين المزاج

في أغلبِ الحالات يكون مزاجنا متحكمًا فيه طريقةِ تفكيرنا، فما إن اتفقت طريقة تفكيرنا مع ما نريد فعله، ونقوم فعلًا به، سنكون في مزاجٍ عالٍ. أيضًا بمعرفةِ أنفسنا نعرف جيدًا الطريقة التي نسعدها بها، مهما كانت الطريقة بسيطة أو تبدو تافهة. هكذا نطور مهارة إدارة المزاج، بمعرفةِ ما يجعلنا بحالةٍ جيدةٍ.

2. تطوير مهارة اتخاذ القرارات

الكثير لا يعرف اتخاذ قراراتٍ تخص حياته، قد يلجأ للآخرين لاتخاذ قرارٍ يخصه عنه، وهنا يقع الخطأ فقراراتنا يجب أن نكون نحن مصدرها، لأننا نعرف قدراتنا، ظروفنا، ورغباتنا. فغالبًا إذا اتخذ آخر القرارات عنا، فسيرجع اللوم عليه إن لم يكن القرار مناسبًا، لذا يجب أن يتخذ كل واحدٍ القرار بنفسه، هذا بالطبع ما يحتاج لمعرفةِ نفسه جيدًا.

3. بناء علاقات أفضل

تعد العلاقات التي تربطنا بمحيطنا (العائلة، العمل، الشريك والأصدقاء) من أهمِ ما يتحكم في نفسياتنا، كلما كوَّنا علاقة مبنية على التفاهم والتواصل الجيد معهم، ننعم بأكبرِ قدرٍ من الراحة النفسية. وكلما ارتفع وعينا بأنفسنا، بمعرفة ما يسعدنا، أو ما يزعجنا ويسبب لنا مشاعر من الغضب والضيق أو مشاعر من السعادة والحب، نستطيع بناء تواصل جيد معهم، ونستطيع إخبارهم عما يزعجنا وما نحبه، ويعد طريقة لتحسين نوعية العلاقات التي تربطنا بهم.

4. معرفة رغباتكَ

عدم معرفة الناس بما يريدونه، سواءٌ كان مجالًا دراسيًّا، أو عملًا أو حتى صفات الشريك، أو طريقة الحياة التي يريدونها يجعلهم دومًا ضائعين، في حالة تيهٍ ولا يعرفون أي طريق يسلكونه فليس هناك هدفٌ محدد، خاصة مع كثرة الاختيارات. يُعد الوعي بالذات أفضل طريقة يستطيع الواحدُ اتباعها مع مدربين أو من خلال قراءة الكتب، ومن خلال التجارب وما يتعلمونه منها، لاكتشاف شغفهم، والصفات التي قد تجذبهم في شريكهم المحتمل، وأيضًا أهم صفات الحياة التي يسعون إليها والتي إذا تحققت، يشعرون بالرضى عن أنفسهم.

عندما يعرف الإنسان رغباته، فبالتأكيد يستطيع أن يفهم رغبات الآخرين، دون الحكم عليها أو الانتقاص منها، بل تعطيه شعورًا بتقبُّلِ الآخر.

5. التعبير عن مشاعرك ورغباتكَ

هل تشعرُ دومًا أنك تحمل مشاعر ورغباتٍ، لو حققتها ستشعر أنك سعيد؟ لكنك لا تستطيع التعبير عنها، أو أنها تائهة ضمن الكثير من المشاعر والرغبات القديمة. الاقتراب من نفسك أكثر، أن تحظى بأوقاتٍ خاصة بكَ وحدك مع نفسك، تنعم فيها بالهدوء والقليل من العزلة، قادرة على جعلك تمسك ورقة وقلمًا لتكتب الكثير والكثير من رغباتك، هكذا قد حققتَ أول خطوة (أن تعرفَ رغبتك)، وأن تواصل لكتابة كل المشاعر التي تشعر بها:

أنا غاضب بسبب كذا وكذا، أنا سعيد بسبب هذا الحدث، أنا منزعجة لأن فلانًا قال لي هذا الأمر، أنا حزينة لأنني لم أتحصل على كذا، أنا خائفة لأنني وحدي سأواجه هذا الأمر. يمكنك أيضًا أن تقول: ما الأمر الذي لو فعلته سأشعر بالرضا عن نفسي؟ هكذا مرةً بعد مرةٍ تستطيعُ تدريب نفسك على التعبير عن رغباتك ومشاعركَ الحقيقية التي ترفع وعيك بذاتك.

6. التعرف على المعيقات ورفع الإنتاجية

في أغلب الأحيان لا يكون الكسل، عدم الالتزام والانضباط هو السبب الحقيقي خلف عدم إنجاز أهدافنا، بل بسببِ الشكوك التي تحوم حول “صحة الهدف”، أيْ: هل الهدف الذي نريد العمل عليهِ يستحق ذلك؟ هل الوقت والجهد الذي سيأخذه منا يستحق ذلك أم هو مجرد هدف تافهٍ لن نجني منه شيئًا.

هُنا يأتي دور الوعي بذواتنا، لنسأل سؤالًا: أنا أرغب بإنجاز هذا الهدف، فلماذا أريد ذلك، هل لأنني أريده فعلًا وسيحسن حياتي بطريقةٍ ما أو أنه مجرد جرعةٍ صغيرةٍ من الفرح والتغيير وستنتهي لا محالة، أو ربما لأن الجميع قام بذلك أريد القيام به. كلما رفعنا وعينا بذاتنا نستطيع معرفة رغباتنا الحقيقية من رغباتنا متأثرين بآخرين أو الرغبات القصيرة المدى.

كلما أدركت أن الهدف هو رغبة حقيقية، وهدف طويل المدى ستعمل عليهِ بشغفٍ، وتلقائيًّا ستجد نفسك أكثر إنتاجية.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..