Loading Offers..
100 100 100

أغرب الضرائب في التاريخ

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

المعروف أنَّ الضرائب تأخذُها الدولة مِن أغنياءِ المجتمع، لصرفِها في وجهاتٍ خدميَّة يستفيد منها فقراء ذلكَ المجتمع، غيرَ أنّ هناكَ دائمًا أشياءَ تحدُث خارجةً عنِ المألوف، وفي الغالبِ يكونُ وراءها سببٌ يَدفع فاعلِيها ليَخرُجوا مِن مأزقٍ ما.

والضرائبُ هي أيضًا لم تَسلَم مِنَ الشذوذِ عن القاعدة، فقَد عرَفَ العالَم أنواعًا مختلفةً وغريبةً مِنَ الضرائبِ على مرِّ التاريخ، كانَ هدفُها الأوّل هو إنقاذُ خزينةِ الدولةِ مِنَ الإفلاس، بالإضافةِ إلى حالاتٍ غريبةٍ أخرى، وفي كثيرٍ مِنَ الأحيانِ تقعُ بثقلٍ على دافعِ الضرائب؛ إذْ فيها نوعٌ مِن الظلم. وسوفَ نتَحدث عن أغربِ الضرائبِ في هذا المقال مُستعرضينَ أسبابَها وكيفيةِ حدوثِها.

1. ضريبة اللحية [روسيا]

فُرِضت في روسيا عن طريقِ بُطرس الأكبر -في القرن الثامن عشر- وكانَ الهدف مِن فرضِها مواكبةُ الموضة الأوروبية، والتخلص مِنَ اللِّحيةِ التي اتّسمَ بها الروس واعتبرَها بدائِيّةً جدًّا، فقامَ بفرضِ 100 روبل على الأغنياء، و60 روبل على عامة الشعب، و30 روبل على أهلِ القرى ورجال الدين، ويُقال إنهُ استوحاها مِنْ ضريبةٍ قد فرضَتها بريطانيا على القبعات.

2. ضريبة النوافذ والأبواب [فرنسا]

بعد ثورة 1789 امتنعَ الشعبُ الفرنسي عن دفعِ الضرائب للدولة؛ مما تسببَ في تدهورِ الوضع المالي لخزينةِ البلاد، وكحلٍّ لهذهِ المشكلة اقترحَ وزير المالية دومينيك راميل في ذلكَ الوقت فرضَ ضريبةٍ مؤقتةٍ على الأبوابِ والنوافذ، ولكي يُقنِع أعضاء المجلس الوطني؛ استشهدَ بما حصلَ في إيطاليا، ففي القرن الأول قبلَ الميلاد وفي عهدِ يوليوس قيصر بالتحديد تم فرضُ ضريبةٍ على شعبهِ عُرِفت باسم [Ostiarium] التي أَجبَرَ فيها سكانَ روما على دفع ضرائب مقابلَ امتلاك أبوابٍ بمنازلِهِم.

استمرت فرنسا في إرغامِ الشعب على دفع هذه الضريبة، واستَثنَت البنايات الحكومية والبرلمانية، وكل ما لهُ علاقة بالدولة. وكردّةِ فعلٍ مِنَ الشعب، اتجهَ إلى تقليصِ عدد الأبواب والنوافذ في منازلهم، وتركِ فتحاتٍ صغيرةٍ للتهوية، وهذا أدَّى إلى انتشارِ الأمراض مثل السُّلّ؛ بسببِ سوءِ التهوية، وإصابة عددٍ كبيرٍ مِنَ الأطفالِ بالكساح، لقلةِ تعرُّضِهِم للشمس ونقص فيتامين D.

لم تتوقف هذه الضريبة واستمرت 125 عام، حتى عام 1926 حينَ أُبطِلَت الضريبة بسببِ ضغوطٍ مِن قِبَلِ هيئاتٍ ومنظمات صحية.

3. ضريبة غازِ الميثان [أو كما يُشاع عنها ضريبة غاز المواشي]

تَبَنَّت دول الاتحاد الأوربي ونيوزلندا هذه الضريبةِ مِن أجلِ مكافحةِ الاحتباسِ الحراريّ، وحسَبَ قولِهِم: إنَّ غاز الميثان الناتجَ عنِ المواشي وخاصةً الأبقار، يتسببُ وبشكلٍ كبيرٍ في زيادةِ أزمةِ الاحتباسِ الحراري، ولهذا فإنَّ دولةَ الدانمارك تَدفع الجزء الأكبر مِن هذهِ الضريبة.

4. ضريبة الكرش [اليابان]

تُعرَف أيضا بضريبةِ metabo، تم سَنُّها في عام 2008، وتنُصّ هذه الضريبةُ على أنْ يكونَ قياسُ محيطِ الخِصر ما بين 74-45سم للرجال، وما بين 90-85سم للنساء. ولتشجيعِ التخلص مِنَ البدانة وتفادِي الأمراض مثلَ: ضغط الدم/ والكولسترول/ وغيرها مِنَ الأمراض التي تنتُج عن السمنة، ألزَمَ القانون المؤسسات والبلديات وشركاتِ التأمين على أخذِ القياسِ لهذه الفئات للعاملين والسكان وأهاليهم.

ومَنْ لا ينطبِق عليهِ تلكَ المواصفات والمعايير يُجبَر على اتّباعِ حميةٍ لمدةِ ثلاثةِ أشهر، ويَخضَع لبرنامجَ إعادةِ تأهيلٍ تعليمي بعد ستةِ أشهر إذا لزِمَ الأمر. وإذا أخفَقت الشركات بِخفضِ بدانةِ موظفيها بنسبةِ 25% بحلولِ عام 2025، سيتم إلزامُها بدفعِ المزيد مِنَ المالِ لصالح الرعايةِ الصحية لكبار السن.

الخاتمة.. الحقيقة عندما قرأت عن الضرائب بشكلٍ عامّ وأسباب فَرضها وأماكِن صرْفها، وعن هذه الضرائب -بشكلٍ خاص- التي أعتبرها تعسفية جدًّا، تذكرت النظام التكافلي الإسلامي القائم على الزكاة والصدَقات، إذْ إنه في قمةِ العدل، فهناك فروقاتٌ جوهرية ذاتُ نتائجَ فِعلية على الأرض حتى على الصعيد النفسي بينَ نظام الضرائب المعمول به في العالم، وبين الزكاة -مِن حيثُ المستفيد/ ومِن حيث المُغرَّم- نذكر منها على سبيل المِثال لا الحصر:

أن الضريبة تُؤخَذ مِنَ الغني والفقير على حدٍّ سواء، وهي تُؤخَذ لصالح الدولة لا لصالح الفقير، بينما الزكاة تؤخذ مِنَ الغني لا الفقير، وهي تُؤخذ لصالح الفقير لا لصالح للدولة. فكما هو معروف أن فريضة الزكاة في الإسلام تُقدّر بربعِ العُشرِ فقط، أي بما يعادل 2.5 بالمائة، وعندما يصل المال إلى نصابٍ مُعيّن مُحدّد شرعًا، وعندما يمرّ عليهِ الحول. كل هذه الشروط تَمنع ظُلم صاحبِ المال، وتَكفُل الفئات المحتاجة في المجتمع.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..