لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أثناء الوباء، ارتفع وقت الجلوس أمام الشاشات في منزلي بنسبة 1000%. وبدأت أشعر أنني يجب أن أضع المزيد من القيود الآن، فهل فات الأوان؟لا شك أن هذا التساؤل -أو ما يُشابهه- يدور في أذهان الكثيرين. خاصة مع عودة الطلاب إلى مدارسهم “بشكل طبيعي”، فقد تكون لدينا عادات جديدة يصعب التخلص منها. (الدراسة عن بعد، الإجازة الصيفية، الإرهاق العام الذي تسبب به الوباء) جميعها عوامل دفعتنا للاعتماد على الشاشات أكثر مما كنا نفعل من قبل. ما مدى سوء ذلك، وماذا يجب أن نفعل؟على صعيد المحتوى، نمتلك -القليل نسبيًّا- من الأدلة الجيدة على أن المحتوى المرئي يؤثر على السلوك. ربما سمعت أن مشاهدة برامج التلفاز العنيفة أو ممارسة ألعاب الفيديو القتالية تجعل الأطفال أكثر عنفًا، ولكن الأدلة على ذلك ليست مقنعة. فالأمر لا يعدو عن كونه ربطًا خاطئًا، وليس سببية، أو -بأسوأ الأحوال- تأثير قصير المدى.قد يُظهر الأطفال -ولفترة وجيزة بعد ممارسة لعبة عنيفة- نوعًا من الأفعال العدوانية، ولكن من الصعب رؤية هذا يترجم إلى سلوك في العالم الحقيقي. هذا لا يعني أن تسمح لأطفالك بمشاهدة أي شيء، نظرًا لوجود الكثير من المحتوى المخيف/غير اللائق. وإنما يعني أنه يجب عليك التنسيق بناءً على ما تعتقد أنه مناسب لعمر طفلك.
الأهم من ذلك هو الوقت
عندما يشاهد الأطفال التلفاز أو يلعبون ألعاب الفيديو، يأتي ذلك على حساب نشاطات أخرى: ممارسة التمارين الرياضية، أداء الواجبات المنزلية، العزف على البيانو، الرسم.. إلخ. ونظرًا لأننا لا نعيش في عالم الأبدية، فإن هذه “المفاضلة” تستحق بعض المراعاة. في الدراسات التي نرى فيها تأثيرات وقت التلفاز -ولا سيما
دراسة في النرويج على درجات الاختبار، و
دراسة مماثلة في فرنسا- يجادل الباحثون بأن التأثير مرتبط بالوقت الذي نقضيه، وليس الوسيط في حد ذاته.قد يقول قائل: “
إذن برأيك لا ينبغي أن يجلس الأطفال أمام شاشة التلفاز لأن وقتهم أحق أن يُستثمر في نشاط آخر؟” لا، ليس بالضبط.ماذا لو أخبرك ابنك أنه يريد قضاء ساعة قبل العشاء للتحديق في الحائط؟ أظن أن الكثير من الأهالي سيشعرون بسعادة غامرة، وربما بالفخر حتى؛ إذ يُقنعون أنفسهم بأن ذلك يُدعى (تأمل)!مشاهدة التلفاز ليست تأملًا بالطبع، ولكن عندما تركز على الجانب الزمني، يتضح أنه لا بأس من قضاء بعض الوقت أمام الشاشة. فهو ليس سيئًا بطبيعته. السؤال هو:
ما حجم ذلك الوقت؟
ضع خطة
مع وضع هذا في الحسبان، فإن أهم طريقة للتفكير في إجابة السؤال هي بمراقبة جدول نشاطات أسرتك وتحديد الوقت المناسب لمشاهدة التلفاز. لا أستطيع التحديد -من طريقة صياغة السؤال في بداية المقالة- ما إذا كان الشخص يريد أن يشاهد طفله التلفاز لوقت أقل، أو إذا كان سعيدًا بالوضع الحالي ولكنه يشعر بالذنب فقط.
إذا كنت سعيدًا بالوضع الحالي ولكنك تشعر بالذنب، فحاول فقط أن تتوقف عن الشعور بالذنب!إذا نظرت إلى الجدول الزمني وشعرت، في الواقع، أن ما تفعله الآن لا يتماشى مع هدفك المثالي، فضع خطة جديدة. عند فعل ذلك، حاول فصل أي شعور بالذنب تجاه التلفاز نفسه عن الوقت الذي يستغرقه ذلك. فكر في الأمر على أنه وقت “التحديق في الحائط”: متى يكون من المناسب لطفلي التحديق في الحائط؟ملاحظة مهمة: نظرًا لأن مشاهدة التلفاز قبل النوم بساعة له تأثير سلبي على نوم الأطفال، فهذا ليس الوقت المناسب لجدولة (موعد التلفاز). النوم مهم جدًّا! هذه هي المرة الوحيدة من اليوم التي تختلف فيها مشاهدة التلفاز بحد ذاتها عن التحديق في الحائط. إذ سيكون من الجيد التحديق في الحائط لمدة ساعة قبل النوم.
نفذّ القواعد
بعد وضع الخطة، يبرز سؤال حول كيفية تنفيذها. بمجرد وضع الخطة، يتوجب تحويلها إلى “قواعد” ثم الالتزام بها. القواعد مفيدة لأنها تخبر الأطفال بما يمكن توقعه، إضافة لكونها تساعدك أيضًا في الالتزام دون أن تبدو وكأنك متذبذب في رأيك. عندما أدرّس، أضع الكثير من القواعد في المنهج الدراسي، مثل “لا تمديدات”. وهكذا عندما يطلب طالب ما وقتًا إضافيًا لتسليم واجبه، فيمكنني القول: “أتمنى لو بمقدوري مساعدتك، لكن هناك قاعدة لا يمكنني كسرها” الطلاب مستجيبون جدًّا لذلك، حتى مع علمهم أنني من وضعت تلك القاعدة.
يمكن أن تعمل قواعد الأطفال بالطريقة نفسها
هذا لا يعني أنه لن يكون هناك صراع. وفي الواقع، عندما تحاول تقييد وقت الشاشة (إذا كنت ستحاول القيام بذلك)، يجب أن تتوقع حدوث بعض المعارضة. التوقع لا يجعلها تختفي، ولكنه قد يجعل التعامل معها أسهل. على الجانب الآخر، هناك مكافأة محتملة. إذا كان بإمكانك وضع قواعد متسقة، وحرصت على تنفيذها بثبات، فإن الأدلة تشير إلى أن أطفالك سيستجيبون.
الخلاصة: حدد مقدار وقت الشاشة الذي يناسب حياتك، وقم بوضع قاعدة، ثم اتبعها دون تهاون.
هل تهتم لأمر أطفالك؟ ونحن أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد