Loading Offers..
100 100 100

5 معتقدات خاطئة شائعة عن الأمراض النفسية

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

تقام سنوياً وعالمياً حملات توعية كبيرة لزيادة الوعي عن الأمراض العقلية والنفسية، يحتل هذا الأمر حيزاً هاماً.

 إليك أشهر 5 معتقدات خاطئة عن هذه الأمراض

1- ليست جدية كالأمراض العضوية

الأمراض النفسية لها معايير وأعراض وأشكال سريرية وتتكرر ذاتها عند المرضى بها مثل المرض العضوي، هي ليست حزناً عابراً على هموم الحياة أو خوفاً طارئاً من مجهول. الأمراض النفسية قد تصل إلى خطورة الموت، حيث تشيع الأفكار الانتحارية عند مرضى الاكتئاب مثلاً أو مرضى الفصام وقد يحدث الانتحار فعلاً وهو انتحار مرضي. كما قد تسبب بعض الأمراض تعطيلاً كبيراً على حياة المريض وتوقفه عن النشاطات الحياتية مثل العمل والتواصل الاجتماعي، فمثلاً عند بعض مرضى الفصام قد يصاب المريض بعزلة شديدة وتوقف عن التفاعل والاهتمام حتى بنفسه ونظافته.

2- أنها ضعف في الشخصية تجاه الحزن وهموم الحياة

المرض النفسي يمكن أن يصيب أي إنسان تماماً مثل المرض العضوي، وكما أن المرض العضوي لا يظهر بإرادة الشخص الكاملة ونيته فأيضاً المرض النفسي كذلك. بل وإن بعض الأمراض تم إثبات أن لها علاقة بالوراثة مثل الفصام، حيث يزداد احتمال إصابة الأولاد به إذا كان الأب أو الأم مصاباً. كما لم يثبت أن الأمراض النفسية تحدث نتيجة للأحزان القاسية والظروف الصعبة باستثناء مرض واحد مثبت اسمه اضطراب الشدة بعد الرض PTSD، الكثير من الأمراض تظهر دون مسبب واضح.

لقد سمعتها مرات من بعض مرضى الاكتئاب تلك الكلمات: “أنا أملك الكثير ومن عائلة غنية ومتفوق لكن لا أفهم لماذا أنا حزين، أو يائس”، ذلك الشعور غير الواضح وغير المبرر الممزوج بالشعور بالذنب. وكما أنك لا تصف مريض الربو بأنه ضعيف أو مذنب لأنه لا يستطيع مقاومة الربو والتخلص منه، من غير المنطقي نهائياً أن تقول لمريض القلق المعمم والاكتئاب ومريض ثنائي القطب والفصام أنه ضعيف لا يستطيع إلغاء وإيقاف مرضه.

وبشكلٍ عام وحتى في الأشخاص العاديين من المفيد ألا تصف أحداً أنه ضعيف لا يستطيع مواجهة صعوباته، في أحد الكتب الصادرة من منظمة الصحة العالمية الخاصة بالدعم النفسي الاجتماعي في الأزمات، ذكروا أنه من المفيد دائماً ألا تصف المتأزم أو الذي يشكو ألماً ما بأنه ضعيف وأنك لو كنت مكانه ستكون أفضل، أو توحي له بأنه لا يملك القوة الكافية لمواجهة آلامه، هذا من التعليمات الرئيسية لتقديم الدعم النفسي في الأزمات، فما بالك لو فعلت ذلك مع مريض نفسي بمرضٍ صريح.

أن لا تدرك كم هذا مؤذٍ، مريض الاكتئاب مثلاً مريض يكره نفسه ويلومها كثيراً فإن لومك واتهامك ليس جديداً عليه هذا إن لم يكن يزيد وضعه سوءاً.

3- أن علاجها بجلسات الكلام وليس الدواء

بعض الأمراض النفسية تستجيب على الكلام بالإضافة للدواء، وبعض الأمراض معتمدة بشدة على الدواء مثل مرض الفصام. لا يشفى مرض الفصام ولا يتحسن بدون الدواء، وللأسف كم وكم وكم يتأخر هؤلاء المرضى بالوصول إلى العلاج لأن الأهل من حولهم يستمرون في التحدث إليهم وإخبارهم أن أعراضهم من رؤية أو سماع أشياء غير موجودة وهم وعليهم أن يكفوا عن ذلك، معتقدين أن محاولاتهم ستنفع، بل وأكثر سوءاً عندما يمنعونهم من الوصول إلى الطبيب لكي لا يحملوا وصمة المريض النفسي والتأكيد عليهم أنهم طبيعيون تماماً.

نعم قد يتأخر المرضى النفسيون بالوصول إلى الطبيب سنوات بسبب هذا العائق الاجتماعي حينما تترقى وتتعقد أعراضهم وتتأثر وتتحور مع ضغوط المحيطين غير المتفهمين والمجتمع. لقد كان لي حظ وافر بالتعرف عن كثب على مثل هؤلاء المرضى فقد لازمت أحد مرضى الفصام لسنوات ونقص التوعية المجتمعية عن هذه الأمراض يدفع الناس للخوف من هؤلاء والابتعاد عنهم دائماً.

4- المؤمنون لا يصابون بالأمراض النفسية

للأسف سمعتها كثيراً والكثير من الناس يرون أن المتدين لا يصاب بالأمراض النفسية. تبقى هذه النقطة قضية محيرة للكثير، ما أستطيع قوله أولاً أن بعض الأمراض النفسية مثل الهوس والفصام هي أمراض واضحة صريحة تصيب بكل تأكيد المؤمن ولقد رأيت متديناً مصاباً بأحدها وكان لديه عامل الوراثة حيث يوجد هذا المرض في العائلة. أما الأمراض مثل الاكتئاب والقلق فهنا ربما يُقبل النقاش إلى حد ما، الأطباء النفسيين العرب هم من ينقاشون هذه النقطة، ومن الذين سمعت رأيهم بعد سنين طويلة من خبرتهم أن الاكتئاب والقلق أمراض تصيب المؤمنين.

5- الأدوية النفسية تسبب الإدمان

هذا خطأ شائع بين الناس، معظم الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان. يعرف السلوك الإدماني أنه الاحتياج الملح والهوس وعدم القدرة على السيطرة على الذات حتى يتم الحصول على الشيء، أما الأدوية النفسية فهي لا توجد عند الشخص الإلحاح الشديد للحصول على الدواء، ولا تسبب للشخص الحاجة إلى زيادة الجرعة للحصول على نفس التأثير.

أما أعراض السحب، ففي بعض الأدوية قد تحدث بعض الأعراض عند الإيقاف المفاجئ للدواء تتمثل بغثيان وإقياء ودوار وهي أعراض محتملة تزول خلال أسبوع ولا تسبب للشخص الحاجة للعودة للدواء، كما أن أعراض إيقاف الدواء موجودة عند أدوية أخرى عادية مثل الكورتيزون وأدوية الضغط الشرياني.

في الختام هناك مقولة تقول: “الذي لا تعرفه لن تجده”، إن كنت لا تعلم شيئاً عن الأمراض النفسية فإنك لن تعثر عليها، لأن كل المصابين بها سيبدون أمامك ضعفاء أو سيئين أو غرباء وليسوا مرضى يحتاجون للوصول إلى العلاج.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..