Loading Offers..
100 100 100

الكورونا: ما بين نظرية التطهير ورؤية الغضب!

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يشهد العالم الآن حالة من التأهب والاستنفار لمواجه هذا العدو اللدود الذي لا يُرى بالعين المجردة لكنه يهدد حياة العالم بأسره، البعض يظنه غضب من الله وعلامة اقتراب نهاية العالم والبعض الآخر ينظر له نظرة المنقذ والمطهر للأرض من الفساد، هل يجوز أن يشمل الاثنين؟ هل يجتمع الضدان؟ الأبيض والأسود، النور والظلام. أن يكون غضبًا للتطهير أو تطهير للغضب وليس جزءًا واحدًا منها؟في الحقيقية وبلا شك يحمل معه الخير والشر. لكنّ الفيصل هو أي جانب تريد أن ترى؟ أي جانب ستركز عليه أكثر؟ أي حدث في حياتك هو "مجرّد" مهما كان حجمه، مجرّد من كونه خيرًا حتميًّا أو شرًّا بالكلية، أنت من تعطيه الاسم وتحكم عليه بالخير أو الشر. لكن هو يستطيع أن يحمل الاحتمالين. قالها الله صراحةً في كتابه العظيم (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فلنتقمص الآن نظرة شخص محايد ونرى بعض الخير فيما نظنه شرًّا في ظل وجود فيروس كورونا

جوانب الخير في وجود فيروس كورونا

1. أصبح الرجال أكثر تواجدًا في المنازل

هذا يثير غضب الكثير من الرجال وأيضًا النساء، لكن لماذا هذا الغضب؟ ألا يمكن أن يكون عدم تواجدك هو عرَض وتواجدك لا بد أن يكون الأصل، فعادت الأمور إلى نصابها؟ يمكن أن يكون بالفعل قيد لك ولها، لكن فلتسأل نفسك: لما تزوجت بالأساس إذا لم ترد مشاركة حياتك مع أحد ومشاركته حياته بالكامل؟ ألا يمكن أن تكون هذه فرصة لإحياء علاقتكما الزوجية، بنائها من جديد أو تضعان أسسًا مختلفة لكي تكونا أكثر سعادة؟ هل يمكن تحويل الغضب إلى حب وألفة ومودة بتواجدكما معًا لفترات أطول؟[لماذا نتمسك بعلاقات الحُب (من طرفٍ واحد)؟ وكيف نتجاوزها؟]

2. الأطفال وعدم وجود مدارس

كل أمّ الآن أدركت أهمية ودور المعلمة في حياة أبنائها، تريد أن تعود المدارس في أقرب وقت وستشكر المعلمات على مجهوداتهن جميعًا. لا شك أبدًا أن دور المعلمة رئيسي وعظيم، لكن دورك أنتِ في حياة أبنائك أعظم. ليس المهم أن يتفوقوا دراسيًّا لكن الأهم أن يشعروا بوجودك، دعمك، احتواءك، ومشاركتك اهتماماتهم. هل يمكن أن تكون هذه فرصة لإحياء علاقتك بأطفالك من جديد. فرصة لكيلا تهتمي فقط بدراستهم وواجباتهم ودرجاتهم، بل تهتمي بصحتهم، نفسيتهم، ذكائهم الاجتماعي، وتواصلهم معكِ، وثقتهم بكِ؟ أن تعرفي أكثر عن احتياجاتهم النفسية وسمات مرحلتهم وتغرسي بعض القيم المهمة فيهم، ألا يمكن أن تكون فرصة ذهبية؟[للأمهات العاملات: وصفات يمكن إعدادها في أقل من (٣٠) دقيقة]

3. وقف الجامعات والتعليم عن بعد

في الحقيقة الكثير منا يريد دراسة شيء آخر غير مجال دراسته. فهل يمكن أن تكون قد جاءت الفرصة لدراسة ما يحلو لك؟ لديك الوقت ولا أحد سيمانع انشغالك بشيء يُثريك ويُضيف لمهاراتك بدلًا من قضاء الوقت أمام التلفاز أو اللعب أون لاين. حانت لك الفرصة فلا تضيعها.[توظيفُ التعليمِ لبناءِ المهارات]

4. إغلاق الحرم وتوقف صلاة الجماعة والتجمعات بالمساجد والكنائس

شعائر دينية عظيمة توقفت كي تقول لك أنت أعظم عند الله، سلامك وأمانك أهم. لترى كم عظّم وكرّم الله الإنسان ونحن مازلنا نضع الأحكام ونصنف ونقلل من شأن هذا وذاك، ألا يمكن أن تكون تلك الوقفة العظيمة كي تُذّكرك بتكريمك وأنك تستحق الأفضل؟ هل يمكن أن يكون الله يُريدك بمفردك وليس في جماعة؟ يريد أن تختلي معه وحدك، وتطيل السجدة كيفما تشاء غير ملزم بسجدة إمام؟ هل يمكن أن تكون دعوة تقول لك اسجد واقترب دون رياء بعيدًا عن نظر الكل إلا هو وحده رقيب قريب؟ هي فرصة للقرب الحقيقي، لا لجمال مسجد أو لصحبة تعينك ولا لعذوبة صوت الإمام. يريدك وحدك كما أنت وفقط.[التديُّن بين الشكل والحقيقة]

5. نقص الأموال

لا شك أن الجميع شعر بالخوف، حمل هم المستقبل، وكيف سينفق على بيته، كيف سيعوض خسارته، ومتى سيعود يومه ومكسبه كما كان. ألا يذكرك هذا الموقف بحديث الرسول صل الله عليه وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) ألا يمكن أن يكون أخذنا التفكير كثيرًا في مستقبل هو بيد الله وحده؟ ألا يمكن أن تكون مجهدًا من حمل هم الغد وهو لم يأت بعدُ فذكرك الله أنه المدبر اطمئن؟ هل يمكن أن نكون قد نسينا أن كل ما يحيط بنا من نعم هي من الله وليست بحسن تدبيرنا وتخطيطنا، فذكرنا الله لنشكر يومنا العادي والنعم المحيطة بنا من كل اتجاه قبل التخطيط للزيادة.[كيف غيرت الصلاة على وقتها حياتي بما لم أتوقع!]

6. وقف الأماكن الترفيهية والمولات والأماكن الرياضية

أصبحت وسائل الترفيه محدودة جدًّا بعد اعتيادنا على تعددها وكثرتها. لكن رغم كثرتها من قبل كان يصيبنا الملل أيضًا أليس كذلك؟ اعتدنا الأماكن واعتدنا الرؤية واعتدنا الحرية المطلقة في الاختيارات ونسينا أن نستمتع حقًا. كاد أن يصبح الذهاب إلى أماكن الترفيه هروب من المسئوليات أو من فراغ الوقت. الآن أدركنا كيف يمكن أن نستمتع فعلًا بأقل القليل، أدركنا كيف نستغل وقت الفراغ في شيء مفيد بدلًا من الهروب في زحام الشوارع والمولات، تعلمنا كيف نصنع متعًا حقيقية ونضحك معًا بدلًا من اللهو في متاع زائف.ألا يمكن أن تكون أُغلقت صالات الرياضة والجيمات لتختبرك هل تهتم بصحتك وجسمك فعلًا وستستمر رغم كل شيء أم تذهب للتظاهر فقط؟ من يريد فعلًا سيستمر ولن يوقفه توقف مكان عن العمل، أشعر أن كل هذا فقط لنقف أمام أنفسنا عراة دون هروب، لنعلم حقًّا مكنون صدورنا ونُكشف أمام حقيقة أنفسنا.[أصعب خمس تحديات ستواجهك إذا قررت العمل من المنزل]

7. وقف السياحة

اعتدنا على الانفتاح، ننظر للخارج دائمًا ولا نرى الداخل، لا نرى أن لدينا أيضًا ما يثير اهتمام الآخر. أصبحنا نريد أن نُحلّق بعيدًا ونترك الداخل هشًّا كأننا لا ننتمي له. لا أتحدث فقط عن السفر بل عن نفسك، تنظر دائمًا للآخرين تلاحظ مميزاتهم وعيوبهم بدقة وحرفية.. ونفسك لا تعطيها نفس الاهتمام. متى آخر مرة سألتها ماذا تريد، وفي ماذا تشعر أنها تريد أن تكبر، ماذا تريد أن تُنمّي.. هل هناك عادات خطأ تريد تغييرها أم عادات تتمنى اكتسابها ستساعدك في نجاحك وشعورك بتميزك أكثر؟أرى أنها فرصة عظيمة للسفر في الداخل وليس في الخارج. لا تظن إنك حُبست ومقيد بل أنت الآن لديك الفرصة لتنفتح على عالم يستحق أن تكتشفه وتراه بوضوح. هل رأيت بعضًا من الجانب الآخر لأزمة الكورونا؟ هل تبدو لك الآن كأزمة فعلًا أم يمكنها أن تكون هدنة لإعادة النظر في الكثير من الأمور التي غفلنا عنها في زحمة وسرعة الحياة، تذكر أيضًا "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" فلتستعد لاستقبال الخير الكثير وسيأتي به الله الكريم حتمًا لا محال، لكن أولًا فلتتقبل المرحلة الحالية، استغل الهدنة، تعلم الدرس، اخرج بالحكمة الخاصة لك من مجيئه.. وستشكر هذا الوضع لاحقًا. أثق بذلك.[فَنّ التعرّف على الذات: كيف تتعلم أكثر عن نفسك؟]

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..