لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لو أنًّ أحدنا مرَّ بمصائب يتلو بعضُها بعضًا، والضغوطات النفسية تتوالى عليه، وفي كلِّ مرَّة يتظاهر بالصبر، ويكرر في دماغه (يجب ألَّا أتوقف) وكلام عن الإيجابية لطالما سمعه ولكن لم يُجرِّب طعمه قط، وعند كُلِّ مطبٍّ يحمل همّه على كتفيه ويمضي به، حتى إذا جاء همٌّ آخر حمله فوق همِّه الأول وهكذا. برأيكم هذا الشخص كيف يمكن أن تكون نهايته؟ هل سيستمر في صبره؟ أم أنَّ انكسارًا عظيمًا سيكون من نصيبه؟تمامًا عزيزي القارئ، هكذا كان حال الكرة الأرضية، تتحمَّل ذنوبَ البشر، وحروبهم، ومخلفاتهم، ومؤخرًا كانت الحرائق العظيمة في غابات الأمازون حتى أُثقل كاهلها بالتلوث. كانت الأرض حكيمة عندما قررت التوقف لبعض الوقت، وأجبرت الناس على ذلك حتى لا يكون مصيرها الانكسار، نعم هي مثلنا تحتاج فترة نقاهة حتى تُعيد للبيئة بعض توازنها.
وجهان مهمان مشرقان
للجانب المشرق وجهان مهمان، أو ربما أكثر
1-
تأثير الحَجْر بشكلٍ مذهل على البيئة: فمن ناحية قد تراجعت نسبة التلوث في مدن كثيرة اشتهرت بارتفاع نسبة التلوث فيها، "حيث تراجعت في نيويورك بنسبة (50) في المائة وتحسنت جودة الهواء في القاهرة بنسبة (36) في المئة وفي المدن الساحلية والدلتا بنسبة (40) في المئة ، وانحسرت الانبعاثات في الصين بنسبة (25) في حسب ما ذُكر في صحيفة (البي بي سي).سيُتيح للأرض هذا الانخفاض لنسب التلوث تحمُّل المزيد من التلوث بعد انتهاء الجائحة، لا تتعجب حتمًا سيكون هناك المزيد من التلوث بعد عودة الإنسان لممارسة نشاطاته فالأغلب لا يأخذ العبرة، في المقابل قد يستشعر الكثير أهمية الهواء النقيّ، ونأمل أن يكون هناك وَعْي وجهد أكثر للمحافظة على معدلات تلوث أقلّ من السابق.ومن ناحية أخرى سنستشعر مدى قيمة البيئة المحيطة، ومدى حاجتنا لشجرة خضراء نستظلّ تحتها، أو ساحة واسعة نركض ونمارس الرياضة فيها، أو لمنتزه نأخذ إليه أطفالنا في إجازة نهاية الأسبوع.
هل شعرت بقيمة الخروج بحُرِّية؟ قيمة الذهاب مرة في الأسبوع إلى المنتزه المتواضع الذي بحارتكم؟ هل اشتقت إلى قضاء ساعات طويلة في التسكع في الأسواق أو حتى الشوارع مع رفاقك لقضاء بعضٍ من الوقت سويًّا؟ هل شعرتَ لذلك كله؟ حسنًا هذا جميل،
هذا ما يقال عنه الجانب المشرق .2-
تأثير الحَجْر الإيجابي على مستوى الأُسرة: تشتكي الكثيرُ من الأُسر التفككَ والتباعد بسبب انشغال الأب والأم في أعمالهما، وقلة التجمعات العائلية مع الأبناء، فنتج عن هذا التباعد انعزال كل فرد في عوالمه وانسلاخه عن باقي أفراد الأسرة. هُنا فرصة للتغيير، والتقارب، واهتمام أفراد الأُسرة بعضُهم ببعضٍ.أوَّلًا:
على مستوى علاقة الزوجين ببعضهما، حيث إنه أصبح هناك فُرصة لإنهاء الزَّوْجين لخلافات تراكُم المسؤوليات والتحدث برويّة بعيدًا عن ضغوطات العمل والحياة.وثانيًا:
على مستوى علاقة الأبوين بأطفالهما، وذلك بالتقرب من أبنائهما وتعميق علاقتهما بهم حتى إنه قد يكتشف الوالدان مواهب جديدة لدى أبنائهما، و يعرفان طريقة تفكيرهم، ومدى عمق أفكارهم، ومشاركتهم بعض النشاطات. ضَعْ لهم مثلًا جدولًا للمشاركة في الأعمال المنزلية، أو إقامة مسابقات، أو إلقاء قليلٍ من النكت والطرائف، جميل أن تستغل هذه الفُرصة كأبٍ، أو أُمٍّ للتعرف على أُسرتك من جديد.لديكَ فرصة -أيضًا- لاكتشاف نفسك، وتغيير نمط حياتك، وإعادة ترتيب أولوياتك، والتخلص من الضغوطات التي كانت تحيط بك، وحتى تحسين علاقاتك الاجتماعية، الأسماء التي في هامش هاتفك، لَمْ تحادثهم منذ مدة بسبب انشغالك، طَمْئِنهم على أحوالك واطمأنّ عليهم الآن لديك وقت لذلك، اصنع لنفسك جدولاً لترتيب أوقاتك، "زِد" من مخزونك الثقافيّ والمعرفيّ، ما رأيك بأن تقيم تحديًّا مع نفسك، مثلًا باختيار عددٍ من الكُتب المفيدة، وتحديد فترة زمنية لقراءتها، وتلخيص ما استفدته منها؟ جميل أن تخرج من هذه الجائحة بإنجاز ولو كان بسيطًا على الأقل على مستواك الشخصي والفكري.
ختامًا في العيد اصنع مع أُسرتك بعض الزينة الورقية البسيطة، وكتابة عبارات التهنئة على ألواح كرتونية وتزيينها ببعض الألوان، لن تحتاج إلى الكثير من الأدوات، يمكنك صناعة بهجة العيد بنفسك وبأشياء في منتهى البساطة فلا يوجد للسعادة شروط.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد