لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
دعونا نبدأ بحقيقة مهمة، ليس هناك ما يدعى بالمثالية في التربية، التربية صعبة للغاية وتحتاج لمجهود عظيم لنصبح مربيين فاضلين ومتفهمين، شيء رائع أن نبحث ونتعلم لنعرف كيف نربيهم ونتعامل معهم، ولكن علينا أن ننتبه أن الأطفال ليسوا أبدًا متشابهين، لا يولد الأطفال بكتيب تعليمات ينفذ عليهم بنفس الكيفية، علينا أن نتعلم كيف نطبق ما نتعلمه من مقالات وكتب ومواقع التربية على الأطفال حسب شخصياتهم. في هذا المقال نتعلم سويًّا (5) نقاط غاية في الأهمية لنحسن مهارتنا التربوية، ونتعلم كيف نربي أطفالنا أقرب ما تكون للسوية، تلك هى الخطوة الأولى في طريق التربية.1- الحب غير المشروط
التدرب على الحب غير المشروط من أهم خطوات التربية، صحيح أننا بطبيعتنا نحب أطفالنا حبا غير مشروط ولكن أحيانا تصرفاتنا وأقوالنا قد تصل لأطفالنا رسائل عكس ذلك تماما. كلمات نقولها مثل (سأحبك إن فعلت كذا، ولن أحبك إن فعلت كذا) تجعل الأطفال يشعرون بعدم الأمان والحب، لأنهم مهددون دائمًا بفقدان الحب إن فعلوا شيئًا خاطئًا، وأن أهلهم يحبونهم فقط تحت شروط وظروف معينة، الأطفال لا يعرفون أننا نحبهم حبًّا غير مشروط إلا من خلال تصرفاتنا وأقوالنا.علينا أن نتعلم كيف نهذب ونقوّم أطفالنا دون أن نجعلهم يشعرون أن ذلك يؤثر علي حبنا لهم، أن نخبرهم أننا نحبهم مهما فعلوا، ولأننا نحبهم نحب أن يكون سلوكهم جيدًا ومحترمًا، بدلًا من قول سأحبك إن فعلت كذا نقول أحب أن تفعل كذا، لن أحبك إن فعلت كذا، لا أحب أن طفلي الجميل يفعل ذلك السلوك السيئ وهكذا.الأطفال الذين شعروا بالحب غير المشروط يكونون بصحة نفسية وجسدية أفضل عندما يكبرون، ويكون لديهم مستويات أقل من القلق والمخاوف من الذين شعروا بحب الأهل المشروط. الحب غير المشروط معناه أن نحب أطفالنا كما هم، رغم الأخطاء أحيانًا ورغم كسرهم للقواعد. يجب أن نخبر أطفالنا دائمًا أننا نحبهم حتى بدون مناسبة معينة، وألا نجعل الكلمة فقط كمكافأة على تصرف أو سلوك ما.2- اخلق لطفلك ذكريات لا تنسى
علينا أن ندرك تماما قيمة الوقت الذي نمضيه مع أطفالنا، سواء كان وقتًا طويلًا أو قصيرًا، الأطفال يحبون أن يمضوا الوقت مع آبائهم كعائلة وهم يكبرون بسرعة أكبر مما نستوعب، قريبًا جدًّا سيكبر الصغار ليصبحوا كبارًا مستقلين لهم بيوتهم الخاصة. الاستمتاع بالوقت الذي نقضيه كعائلة مع أطفالنا أمر واجب وحتمي، وهناك العديد من النشاطات التي من الممكن فعلها سويًّا وتترك داخل الأطفال ذكريات أبدية قد يحكوها لأحفادهم يوما ما:- اجعلوا وقت الغداء وقتًا مقدسًا تجتمع فيه الأسرة دون أي وسائل تواصل اجتماعي.
- خصصوا وقتًا للحديث عن أخباركم، عودوا أطفالكم أن يحكوا لكم عن تفاصيل حياتهم، ألا يخافوا منكم أبدًا.
- التقطوا صورًا كثيرة سويًّا في كل مناسبة.
- اهتموا بمناسبات صغاركم الخاصة، كحفلات التخرج مباريات أو حفلات موسيقية يشاركون فيها.
- خذوا أطفالكم لرحلات في أماكن مختلفة.
- العبوا سويًّا ألعابًا جماعية، أو اخترعوا ألعابًا خاصة بكم.
3- توقف عن الصراخ
لا، هذا ليس مستحيلًا! صعب قليلًا ولكن لا يستحيل، أعلم تمامًا أن الأطفال أحباب الله ولكنهم يكونون في كثير من الأحيان مستفزين لنا، سواء بالعناد أو بتكرار الأخطاء، ولكن الحقيقة أن الصراخ لا يساعد أبدًا على تهذيب سلوك الأطفال أو على التربية الصحيحة. الأمر بالطبع يحتاج للتدريب الطويل، ولكن سلبيات الصراخ على الأطفال كثيرة جدًّا، وليس له أي دور فى التهذيب كما قلنا من قبل، لأن الصراخ يجعل الأطفال في حالة قلق دائم، ويؤثر على نفسيتهم بشكل كبير.تخيل ببساطة موقفًا صرخ عليك فيه مديرك أو والدك أو صديق لك، ما شعورك حينها؟ كيف كانت نظرتك لنفسك وله؟ هذا بالضبط إحساس طفلك عندما تصرخ عليه. الأطفال يتعلمون منا، عندما يجد الطفل والديه يصرخان دائما عليه، سيتعلم أن هذه هي طريقة التعامل مع أي شيء يزعجه، وبالتالى سيصرخ هو الآخر إن وجد شيئًا ما يضايقه أو يزعجه، بالطبع هذا السلوك لا يريد أحد منا أن يتعلمه الأطفال.لابد لنا من أن نوقف الصراخ على أطفالنا، وهناك العديد من الطرق التي قد تساعد على ذلك:- تذكر دائمًا إحساسك عندما يصرخ أحدهم فيك، وتخيل كيف يراك الطفل وأنت تصرخ.
- عندما تجد نفسك على وشك الصراخ، تنفس وعد للعشرة.
- درب نفسك على عدم الصراخ، خفض صوتك عندما تجده سيرتفع، شيئًا فشيئًا ستنجح في ذلك.
- إن قمت بالفعل بالصراخ على الطفل، اعتذر له وقل له إنك أخطأت ولكن سلوكه غير مقبول، سيتعلم بذلك قيمتان، الأولى أنه لا بأس بالخطأ طالما صححته واعتذرت عنه فالكبار يفعلون ذلك، والثاني أن الأمور لا تحل بالصراخ وأنه سلوك خاطئ.
- اجعل نفسك فى مستوى الطفل، لا تنحني ولكن انزل لمستواه وتحدث معه بهدوء بدلًا من الصراخ عليه من مستواك.
- لا تسمح للطفل باستفزازك، بعض الأطفال يتعمدون الخطأ لجلب الانتباه واستفزازك.
- عندما يقومون بفعل خاطئ، تحذير واحد بصوت منخفض يكفي تمامًا، وعند عدم الاستجابة خذ موقفًا ولا تسمح له بتكرار الخطأ.