لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لا يخفى على أحد ارتفاع معدلات القلق كثيرًا خلال الجائحة. يشير استطلاع مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC) الذي صدر مؤخرًا إلى أن مستويات القلق في الولايات المتحدة قد تضاعفت ثلاث مرات عما كانت عليه قبل عام. لهذا الارتفاع أسباب عديدة نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية وسياسية، لكن يبقى السؤال: ما الذي يمكننا فعله للحدّ من القلق الذي يتنامى داخلنا؟في الأساطير القديمة، هل تعرف ما أول شيء يطلبه طارد الأرواح الشريرة من شخص "يتملكه" شيطان؟ تسمية ذاك الشيطان. بإعطائه اسمًا، تقلّ سلطته على ذاك الشخص. وفي ذات السياق، غالبًا ما يكون أسوأ خصومنا في الحياة أولئك الذين لا نستطيع تحديدهم، إذًا يمكننا تقليل تأثير القلق علينا عبر فهم أفضل لما يسببه.لماذا نخاف؟
يمكن أن يظهر عدم اليقين -المرتبط بما يمثّل تهديدًا دون أن نُدرك ماهيته- كخوف. وكما هو الحال مع كل مخاوفنا، فإننا في النهاية نخشى الموت. في الواقع الخوف من الموت هو تعبير عن خوفنا من الوحدة، ومن الانفصال عن الأشخاص الذين نحبهم.قبل التاريخ، كان أسلافنا فريسة شديدة الضعف في السهول المفتوحة على مصراعيها. ولزيادة فرصنا في البقاء على قيد الحياة، تطورت أدمغتنا لنتمكن من أن نصبح حيوانات اجتماعية، كما وثّق عالما النفس الاجتماعي (روي بوميستر-Roy Baumeister) و(مارك ليري-Mark Leary)، عبر تشكيل جماعات تضمن لنا البقاء والانتشار.وبينما يقف أحد أعضاء الجماعة ينام الآخرون؛ كما فُوضت مهام الطهي وتربية الأطفال والدفاع عن المجموعة لأشخاصٍ مختلفين، لذلك، وكوحدة اجتماعية، استطاع أسلافنا التغلب على الحيوانات المفترسة الأكبر حجماً والأكثر قوة. بعد آلاف السنين، أصبح من المتأصل في وعينا كبشر أننا بحاجة إلى مجموعات للبقاء على قيد الحياة.وصف عالم النفس في بيركلي (ريتشارد لازاروس-Richard Lazarus) وزوجته (بيرنيس-Bernice) القلق بأنه "عاطفة وجودية" لأنه ناتج عن التهديدات التي يتعرض لها وجودنا والتي يصعب تحديدها. فبسبب الطبيعة الغامضة والمقلقة لهذه التهديدات المتصورة، يُثير القلق اليقظة الحادة.بحسب (داتشر كيلتنير-Dacher Keltner)، وهو عالم نفس آخر في بيركلي، يمكن أن يؤدي هذا المستوى العالي من اليقظة أو الحساسية المرتبطة بالقلق إلى مستويات لا يمكن تحملها من التوتر وحتى فشل الأعضاء. كيف؟ نظرًا لأن تحفزك المفرط تجاه التهديد يتسبب في إفراز جهاز المناعة لديك لبروتين السيتوكين المنبه للالتهابات (أحد دفاعات الجهاز المناعي ضد التهديدات البيولوجية) بإفراط، مانعًا الهرمونات القشرية السكرية (التي تستقلب البروتينات والكربوهيدرات والدهون) من الانخفاض بعد ذلك إلى المستويات الطبيعية.لماذا يحدث هذا؟
لأن الطبيعة الوجودية للقلق تربطه ارتباطًا وثيقًا بأكثر الأسئلة عمقًا -والتي لا يمكن الإجابة عليها- عن الوجود البشري حول معنى الحياة والموت وموقعنا في العالم. إذًا، ولأن المصدر الحقيقي لقلقنا غامض للغاية ويصعب فهمه، ونظرًا لكون التهديدات التي تؤدي في النهاية إلى أعلى مستويات القلق متعلق بوجودنا وليس بمواقف عابرة، فإن القلق يميل إلى أن يكون منخفض الشدة، ولكنه مزمن.يمكن أن يستمر القلق على مر العصور
يمكن أن يقوض القلق -بإصرار وثبات- استمتاعنا بالحياة. إذا كان منتشرًا ومستمرًّا لدرجة أننا غير قادرين على إدارته، بحيث نكون عصبيين دائمًا وعلى حافة الهاوية لأننا قلقون بشأن تهديد محتمل لحياتنا، فنحن نعتبر أن لدينا "اضطراب القلق".لتقليل قلقك إلى مستوى يمكنك التحكم به، ضع في اعتبارك هذه الإستراتيجيات الثلاث:- حوّل قلقك إلى قبول (لما حدث بالفعل)، حيث لا يمكنك تغيير الماضي.
- أعد الاتصال بطموحك (لمساعدة الإنسانية على الالتقاء معًا وخلق عالم أفضل وأكثر أمانًا) ورغبتك الشديدة في التغيير.
- اتخذ إجراءً (لتحويل رؤيتك إلى واقع يومي).