Loading Offers..
100 100 100

السينما والدراما: عالمٌ من اكتشاف الشعوبِ والمدن

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

كانت الكتب بالنسبة لي دومًا وحدها مصدر القصص والحكايات، وحتى مصدر التاريخ والحقائق التي تصل بطريقةٍ خفيفة وبسيطة، أيضًا مصدر متعة متابعة سيرة الأشخاصِ والشعوب.

لم ترتبط في مخيلتي السينما والدراما سوى أنها مصدرٌ للترفيه، لقضاءِ وقتٍ ممتع وقتٍ طويل نقضيه في المنزلِ في عطلةِ الصيف أو حتى في عطلِ نهاية الأسبوع. وإلى وقتٍ قريب اعتبرتُ الكتب هي أصل الحكاية ومصدرًا للتثقيف أيضًا إلى أن اتخذت تحديًا لمشاهدةِ الأفلام السينمائية والدراما، بالموازاة مع تحدي للكتب للتعرف أكثر على هذا الفن ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم بأسرهِ.

تحدي المشاهدات

في البداية كان الأمر بهدفِ إنهاء التحدي، ليتحول إلى متعةٍ وولعٍ بالسرديات، لتصبح السينما جزءًا لا يتجزأ من حقيبتي المعرفية وطريقة لخلقِ المتعة أيضًا. بمجرد متابعتي لفيلم وإعجابي بطريقة تمثيل ممثل، أبحث عن الكثير من أفلامه لمتابعتها، وإذا أعجبت بإخراجِ عمل يأخذني للبحث عن أعماله الأخرى وهكذا أوسع معرفتي بالسينما وصانعيها.

لقد سمحت لي الأعمال التي شاهدتها ليس فقط باكتشاف ممثلين موهوبين ومخرجين على قدرةٍ عالية للعمل بطريقةٍ مختلفة، بل فتحت أمامي عالمًا حيًّا كاملًا للتعرفِ على الإنسان من بيئات مختلفة عن قربٍ.

كيف سمحت لي الأعمال السينمائية من معرفةِ الشعوب؟

في الحقيقة لم تكن مشاهداتي المتنوعة بهدفِ التعرفِ أو التطلعِ على عاداتِ الشعوبِ، أو تركيبة المجتمعات والأفراد، ولكن من خلال متابعتي لجديد السينما العالمية، اكتشفت عددًا لا بأس به من الأعمال من بلدان لم يسبق لي التعرف على فنها: كالسينما الكورية، اليابانية، الإيرلندية، الإسبانية، الإيطالية بعيدًا عن السينما المنتشرة عالميًّا الهوليودية، الفرنسية والهندية.

إن المشاهدة المستمرة للأعمال المختلفة، تمكنك من تكوين نظرةٍ على الشعوب، معرفة المدن، الأكل، الأديان المتواجدة، وحتى تركيبة الأفراد هناك، ناهيك على أنها تعطيك فكرة عن طريقةِ تفكيرهم، ما الذي يميلون له في تعاملاتهم، ما قيمهم؟ بالإضافة للتغذية البصرية التي تمنحك في صمتٍ فكرة عن المدن والمباني، كذا الطبيعة والمعالم السياحية.

ما الذي قدمته لي الدراما العربية؟

لم تكن متابعتي للدراما العربية حديثة، بل كانت منذ الصغر، أعتبر نفسي واحدةَ من عشاق الدراما السورية منذ الصغر أين كانت المسلسلات السورية تبث على مختلف القنواتِ العربية وتعرض مشاكلَ المجتمع السوري التي تشبهُ كثيرًا مشاكل وطبيعة المجتمع العربي، وربما لشعوري الدائم أنها بيئة مشابهة للمجتمع الجزائري الذي أنتمي إليه.

لقد عاصرتُ الوقت الذي وصلت فيه هذه الدراما إلى ذروة نجاحها وقدمت أعمالاً خالدة، لا تشيخ مع مرور الزمن، وما زالت إلى الآن تمنحك مشاهدتها معالجة لما يحدث، وكأنها مازالت مستمرة معك، ووحدك من كبرت.

أيضاً بالنسبة إلى الدراما المصرية التي ما زالت تحقق مشاهدات عالية، خاصةً في الموسم الرمضاني، وما زالت تقدم أعمالًا كثيرة تتسابقُ على لقب أحسن مسلسل، ربما لا يخلُ بيتٌ عربي من متابعةِ مسلسل مصري في رمضان. اللهجة المصرية المفهومة في القطر العربي دلالة على تأثرِ المجتمع العربي لسنواتٍ طويلة ما قدمته السينما والدراما المصريتين على حدٍّ سواء. وأيضا الألفة التي نشعر بها تجاه البيوت والشوارع، بسطاتِ الخضر، النيل أكبر دليل عن كيفَ رسخت الدراما المصرية صورةَ مصر بأسماءِ مدنها وأحيائها وبتفاصيل مجتمعها في أذهان المشاهدين.

ومع انتشارِ الدراما المختلطة مؤخرًا وما فرضته الظروف الجديدة للبلدانِ العربية بعد التحولِ الذي عاشته، قدمت لنا الدراما العربية صورةً عن مختلف الجنسيات العربية التي تعيش في دولِ الخليج.

ومع انتشارِ الدراما المختلطة مؤخرًا وما فرضته الظروف الجديدة للبلدانِ العربية بعد التحولِ الذي عاشته، قدمت لنا الدراما العربية صورةً عن مختلف العرب الذين يعيشون في دولِ الخليج وكيفَ تحولت إلى وجهةٍ للعملِ، وأيضًا إلى عاصمة يلتقي فيها العرب من المحيط إلى الخليج، لتتلاقح عاداتهم ولهجاتهم.

لقد منحتني السينما والدراما نظرة مقربة وحقيقية للمجتمعات والأفرادِ، المدن والعمران لبلدان لم أتصور يومًا أن تصلني منها أي حقيقة أو سردية إلا عبر الكتبِ والصورِ وربما أحلامٌ للسفر إليها، وكذا منحتني المشاهدات المستمرة للدراما العربية خاصة السورية والمصرية نظرةٍ عميقة عن هذه المجتمعات والتطورات التي حدثت فيها السنواتِ الأخيرة وما قبلها، ومكنتني من إقامة مقاربات ولو صغيرةٍ بينها وبين المجتمعات الأخرى ومجتمعي، ومدى تأثره بما يحدث هناك، كما منحت الدراما العربية المختلطة نظرة عن العرب المقيمين خارج بلدانهم، كيف ولماذا خرجوا وعن عيشهم المشترك في ديار الغربة.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..