لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
المشتتات الرقمية تجعل لديك “عقم الوقت” أي عدم القدرة على الإنتاج والإنجاز فتصبح مشغولًا ظاهريًّا ولكن بما يضيع وقتك بلا أي إضافة حقيقية، ومن جانب آخر هذه المشتتات الرقمية والتي يعمل على تشغيلها الإنترنت بدايةً من الهاتف الذكي بكل ما يحمل من تطبيقات إلى مواقع التواصل الاجتماعي تسلب صفاء الذهن وراحة البال.. فبعدما كنت تستيقظ على صوت صفير البلبلِ أصبح صوت المنبه هو ما تبدأ به يومك..تحول خطير يجتاح حياتك ويفقدك المعنى الحقيقي لوجودك، لتجد نفسك في “مصيدة التشتت” كان هذا هو عنوان لكتاب يتحدث عن كيفية التركيز في ظل فوضى العالم الرقمي، ومؤلفة الكتاب هي “فرانسيس بووث” صحفية، ودرست العلوم الاجتماعية والسياسية والصحافة وحصلت على درجة الماجستير، ومن خلال عملها في الصحف لاحظت مشكلة التشتت وحاولت جاهدة العمل على حل ذلك باستخدام التكنولوجيا بطريقة تجعلها متوافقة مع حياتك.بدايةً تشير المؤلفة إلى أن الإنترنت ليس له نهاية مثل قراءة كتاب لهذا أنت تقضي وقتًا طويلًا فيه، وقد يصل بك الحال إلى الإدمان.. فيظهر تأثير ذلك على أدائك وإنتاجيتك في العمل واتجاه أهدافك، وإذا كانت طالبًا\ــــــة ستجد تأثير ذلك على مستواك الدراسي ودرجاتك العلمية وهكذا.
ما الذي تجنيه من التشتت الرقمي؟
تدمير علاقاتك، وصحتك ويزيد من توترك، وكذلك يغير طريقة عمل دماغك، ويضعف الإنتاجية لديك، احتمالية ارتكابك للأخطاء تزداد، وستفقد أمورًا مهمة وفي نفس الوقت كانت تملأ وقتك بالنفع مثل: القراءة.
أنت في طريقك إلى التفكير السطحي.. وفقدان المهارات
تذكر المؤلفة بأن الذاكرة تتكون من جزأين: ذاكرة طويلة المدى، وذاكرة عاملة تخزن الأمور المؤقتة. وبما أنك تتصفح المواقع وتحصل على المعلومات بشكل مؤقت كل هذا سيؤثر على قدرتك على التعلم وسيجعل فهمك سطحيًّا، فالذاكرة العاملة ممتلئة، وبهذا لن يتم استدعاء أو حفظ ذكريات جديدة في الذاكرة طويلة المدى وهذا المفترض. فالذاكرة تتكون من ثلاثة أقسام وهي: استقبال المعلومة وحفظها والاسترجاع. وقصور الذاكرة يكون غالبًا بسبب عدم التركيز، وإعطاء اهتمام كافٍ أثناء استقبال المعلومة.كذلك من المهارات المفقودة القراءة التي أصبحت تصفحًا واستطلاعًا سريعًا وكذلك مهارة التذكر بسبب اعتمادك على الإنترنت كذاكرة خارجية، أي إنك أصبحت واثقًا بأنك ستصل إلى المعلومة متى أردت. أيضًا أن تختلي بذاتك وتتأمل وتتفكر أن تنام قرير العين من دون أن تستيقظ لتتفقد هاتفك الذكي..
ما البديل؟
البديل للتشتت الرقمي هو التفكير والتأمل بحيث تصبح منتبهًا وبكامل تركيزك. كذلك مع مهامك اليومية عد ترتيب أولوياتك، وركز على أمر واحد مهم، أطفئ المشتتات الرقمية ولو لمدة خمسة عشر دقيقة وبعد ذلك زد المدة تدريجيًّا و “لا تكن تحت الطلب”، مع الآخرين أنصت إلى من يحدثك باهتمام، وكذلك اثناء التعلم أغلق هاتفك الذكي.
ما الذي ستجنيه من التركيز؟
التنمية وحل المشكلات والابتكار والإبداع والوصول للعبقرية واللحظات المستنيرة.. بعد أن تتذوق حلاوة التركيز من الطبيعي أنك تريد أن تعيش هذه الحالة بشكل مستمر وحتى تحقق ذلك حاول أن تعثر على نقطة تركيزك القوية، متى حققت ذلك؟ هل كان وأنت ترسم.. تقرأ.. متى مر الوقت بدون أن تشعر؟ ابحث واكتشف في وقت تركيزك، وتنصحك المؤلفة بملاحظة مشاعرك وأنت في حالة التركيز وهي غالبًا سعادة في أعلى درجاتها، وفي نفس الوقت قارن مشاعرك وأنت في حالة التشتت.كذلك تنصح “فرانسيس” في كتابها بأن يكون التركيز في وقت قدرتك الانتاجية العالية في حال كنت صباحيًّا أو ليليًّا على حسب نمطك أعطِ التركيز أفضل أوقاتك. وبشكل عام تنصحك بأن تحاول أن تتبنى هذه السلوكيات منها: لا تفعل أمرين في الوقت نفسه، ولا تتفقد البريد الإلكتروني في أول يومك، كذلك بألّا تشعر بالخوف في أن يفوتك شيء في مواقع التواصل الاجتماعي، وتذكر بأن “التشتت يؤذي الإبداع”.
سبعة مقترحات عملية “تساعدك على التركيز واكتشاف ما يشتتك:
1- التدوين
تقترح عليك “فرانسيس” تدوين يومياتك مع التشتت في ورقة معك طيلة اليوم تكتب فيها اليوم والتاريخ ثم تدون وقت التشتت، وما الذي شتتك؟ وعمّا تم التشتيت؟ أيضًا إذا كان هنالك مشتت يغريك ولكنك استطعت مقاومته اذكر بماذا استطعت مقاومته. ومن خلال هذا التدوين أنت تستطيع أن تعرف كيف تقع في التشتت والوقت والمهام التي تحفز التشتت لديك، وأكثر مشتت رقمي بالنسبة لك.. بعد ذلك سيثمر عن هذا التدوين والذي بمثابة تقييم لاستخدامك للمشتتات الرقمية قدرتك على أن تنجز، وتتقدم في أعمالك ومهامك.
2- حدد موعدًا لتحقيق الهدف
الموعد النهائي يجعلك مجبورًا على التركيز والانضباط لتسليم العمل وتحقيق الهدف وهذا ما لاحظته “فرانسيس” في عملها الصحفي، وتنوه إلى أن هذا الأسلوب ليس صحيًّا ولكن من الممكن أن نستخدمه كخيار من فترة لأخرى.
3- كافئ نفسك
من الممكن أن تستخدم أسلوب الجوائز في حال أنجزت العمل وانقطعت عن كل شيء بكوب قهوة مثلاً أو حتى جلوس على “تويتر” لمدة ثلاثين دقيقة.
4- حدد مهام هامة
بحيث تختار ثلاث مهام وتكون هي الأكثر أهمية فيتم التركيز على إنجازها طيلة اليوم بعد أن تكون دونت ذلك في اليوم السابق أو في أول اليوم.
5- فوض مشتاتك الرقمية لغيرك
من الممكن أن تستعين بمساعد يقوم بالمهام التي تدخلك في عالم المشتتات بحيث تحمي نفسك من الانزلاق وتساعدها على التركيز أكثر.
6- احذف مهمة
إن وجدت المهام مزدحمة احذف مهمة بحيث تسبب الربكة لك ولا تجعلك قادرًا على البدء في العمل احذف مهمة.
7- لا تضغط على نفسك
ليس من الضرورة أن ترد بسرعة وتكون متصلاً دائمًا، وتذكر بأنه في السابق لا يأتي الرد على الرسائل فورًا، أيضًا هنالك تطبيقات تساعدك على التركيز مثل: ديجيتال ديتوكس.
عقبات ستواجهك
من الطبيعي ستجد صعوبة في البداية وستشعر بأنك تريد أن تنقر على أيقونة “تويتر” أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي أو أنك تريد تفقد بريدك الإلكتروني، وتذكر المؤلفة بأنه يسهل تشتيتك وستفكر بعدم الاستمرار وترغب في التوقف عند الملل أو إذا شعرت بأن ما تعمل عليه صعب عليك والحل هُنا باستمرار المحاولة وكذلك أن تعرف نقاط ضعفك من خلال معرفة أسوأ مشتت رقمي بالنسبة لك، والأوقات التي تزداد فيها احتمالية تشتتك ومتى تقاطعك هذه المشتتات الرقمية، هل عندما تكون لوحدك أم عندما تكون مع الآخرين، أم عندما تكون مسافرًا أم في المنزل؟.. وهكذا. أيضًا تفهم سلوكياتك في أي حالة مزاجية تكون عندما تقع في مصيدة التشتت “غضب – إرهاق – التسويف – السعادة – الخوف من مهمة قادمة – الوحدة”.
اصنع فقاعتك “اللارقمية”
تضع المؤلفة قدوات من عالم المال والأعمال، وعالم الرياضة بحيث يتم الاستفادة من تجاربهم مثل: “فقاعة التصميم” يدخل المصمم إلى هذه الفقاعة ويعمل لساعتين وأكثر على تصميم من دون أي مقاطعة لا من العملاء، ولا من المشتتات الرقمية… خاصةً وأن تقسيم الانتباه ينتج عنه أعمال غير منجزة وبها أخطاء ولن يتم الحصول على أفضل ما لديك.. لذلك اصنع فقاعتك واعمل على مشاريعك واهدافك.
وفي النهاية قوة الإرادة هي سلاحك في مواجهة التشتت الرقمي الذي يتطلب منك أن تكون واعيًا بحيث تستخدم التكنولوجيا وليس هي ما تستخدمك.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد