لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في أحد النقاشات التي خضتها مؤخرًا كان نقاش يتساءل هل ستترك الإنسان الآلي يقوم بأعمالك الروتينية وأن يصحح أخطاءك اللغوية والنحوية أم ستفضل أن تفعل كل شيء بمفردك؟ وعلى الرغم من عدم رفضي لفكرة وجود الذكاء الاصطناعي لمساعدتي على مراجعة مقالاتي إلا أني لن أقبل بالفكرة إذا جاءتني الآن لأني لا زلت أعاني من متلازمة “One-man show”، وسأُفضِّل مراجعة شغلي بنفسي لأن مراجعتي تُصحح كلمات وتعيد صياغة الجُمل وتضيف وتحذف فقرات؛ لذا لن أستعين بإنسان آلي إلا لو بُرمج على طريقة عمل عقلي أولًا، ولكن هل يستطيع البشر حقًّا إنقاذ حياتهم من الإنسان الآلي، والاحتفاظ بعملهم الذي سيطر عليه الآليون؟أعتقد أن هذا الموضوع سيُقلق البشر من الآن فصاعدًا، خاصة أصحاب المهن التي أتقنها الإنسان الآلي أفضل من البشر أنفسهم، والآن ماذا نفعل لحماية مستقبلنا من الذكاء الاصطناعي؟لا شك أن التطور التكنولوجي مطلوب، وعن نفسي أتمنى أن يخترعوا جهازًا اصطناعيًّا قادرًا على تشخيص الأمراض بناء على فحص المؤشرات الحيوية واستشعار أي شيء لا يسير على ما يرام داخل الجسم البشري، تخيلوا مثلًا أن يذهب البشر كل شهر لهذا الجهاز لعمل فحص شامل بدلًا من التحاليل والأشعة وما إلى ذلك، أعتقد أن هذا الاختراع سيفيد البشرية بشكل كبير، وإذا قرر شخص القيام بتلك الفكرة أنا على استعداد أن أعطيه مزيدًا من التفاصيل والمعلومات لإتمام هذا المشروع، ولكن الآن كيف سنواجه الوضع الراهن ونتغلب على آلات قد تسرق منا وظائفنا في المستقبل؟
وإجابة هذا السؤال سنعرفها بعد قراءة الإستراتيجيات الخمس التالية:
1- تطَّورْ باستمرار
التطور ليس فقط للتغلب على الذكاء الاصطناعي بل من أجلك أنت أيضًا، أن تصبح أفضل مما كنت عليه منذ عشر أو خمس سنوات، في الصين يقيسون تطور حياتهم على مدار السنة وقد يغيرون أساليبهم بأكملها إذا لم يحققوا أيّ إنجاز بعد مرور عام على دخولهم مجال معين؛ لهذا السبب أحترم كثيرًا شعوب شرق آسيا خاصة الصين وكوريا الجنوبية. ولا تنسوا أن التطور والتعلم باستمرار يساعد على تحسين قدرات العقل، والعقل هو أهم سلاح يملكه البشر في حروبهم ضد متغيرات الحياة.
2- عِشْ في أكوان متوازية
وهنا سنتحدث عن مهاراتك الدفينة، ولكن قبل ذلك اسألوا أنفسكم: هل هناك شيء أجيده بخلاف المجال الذي كرست حياتي من أجله؟ أنا على يقين أنكم ستكتشفون ثلاث مجالات أو على الأقل مجالين تستطيعون تحقيق المعجزات فيهما بخلاف مجالكم الأساس، وسبب الإستراتيجية الثانية هو جعلكم أشخاصًا “Irreplaceable”، أشخاصًا لا يمكن الاستغناء عنهم في هذه الحياة، طبعًا أعلم أن جميعنا شخصيات فريدة من نوعها ولا يمكن الاستغناء عنها، ولكن على الصعيد المهني هناك حرب ضروس ويجب أن نُحصن أنفسنا من البداية عن طريق إيجاد مجالين على الأقل بجانب مجالنا الأساس.
3- لا تزيف نفسك
هدف حديثنا اليوم ليس فقط التغلب على الإنسان الآلي ولكن هدفي أن أشعركم أنكم مميزون لدرجة يعجز أحباؤكم عن وصفها، وبالنسبة لي التميز يساوي الشخصية الحقيقية الأصلية. انظروا للأطفال وتمعنوا في تصرفاتهم قليلًا وقتها ستعرفون لماذا اجتمع كل البشر على محبة الأطفال؛ لأنهم ببساطة أنقياء وعلى سجيتهم.
4- انظر للمستقبل وكأنه فرصة وليس تحديًا
لو قرأتم مقالاتي السابقة من المؤكد أنكم مررتم بتلك الجملة وهي أن كل شمس جديدة تأتي ومعها ثلاث هدايا، في تلك المقالة أخبرتكم أن الهدية الثالثة هي الفرص الجديدة، وهذا هو بيت القصيد في الإستراتيجية الرابعة أن تستعد للمستقبل ولا تهابه لأن المستقبل لن يؤذيك بل بالعكس تمامًا سيعطيك كل يوم فرصة جديدة إما لإصلاح ما أفسدته بالأمس أو للتقدم خطوة أخرى نحو النجاح.
5- افعل ما يعجز عنه الآخرون
عبارة “السهل الممتنع” سمعتها كثيرًا من قرائي وأصدقائي بعد متابعتهم لمقالاتي ورواياتي، وقتها لم أسعد كثيرًا ولم أعتبر تلك الجملة مدحًا، ولكن مع الوقت ركزت في كلمة “الممتنع”، ورجعت بالذاكرة لأيام عملي في التسويق أثناء دراستي بالجامعة وبعدها، وتذكرت عملائي في يوم جمعة الغضب وهم يتصلون بي للاطمئنان عليَّ ولسؤالي عن آخر عروض شركة التجميل السويدية، وعملائي الآخرين الذين رفضوا التحدث مع أصدقائي في العمل أثناء غيابي، وقتها فقط فهمت أن الجميع قد يكونوا مُسوقين محترفين ولكنهم لم يستطيعوا تكوين علاقة قوية مع عملائهم، علاقة أساسها الثقة في شخص واحد فقط؛ لذلك حاول دائمًا أن تفعل ما يعجز الآخرون عن فعله، اجعل البشر وحتى الذكاء الاصطناعي في حاجة ماسة لوجودك.
في الختام
أختي حتى الآن لم تقتنع بعد أن الطب وأنا افترقنا بعد حصولي على (85%) في ثانية ثانوي، ولا زالت تردد “إنتي كان المفروض تطلعي دكتورة مش صحافية”، ولكنها لا تعرف أن الله -عز وجل- أنقذني من ارتكاب أكبر خطأ في حياتي وأعطاني إشارة لتعديل مساري، وهنا أريد أن أخبرك قارئي العزيز أن كل واحد فينا لديه مهمة مقدسة على الأرض، ويجب علينا أن نتمسك بدورنا ونقوم به على أكمل وجه، وسأختم حديثي باقتباسين لتتذكروهما دائمًا لوليم شكسبير، ومايكل جوردن: أولهما يقول: “نحن نعلم ما نكون عليه حاليًا، ولكننا نجهل كيف سنكون مستقبلًا”، أما جوردن فيقول: “يجب أن تتوقع أشياء عظيمة من نفسك حتى قبل تحقيقها”.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد