لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
بعد أن استقرت الأوضاع في الدولة الإسلامية، وهدأت الأوضاع بين المسمين والمشركين وخاصة بعد عقد صلح الحديبية بين المسلمين وقريش، قرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبسبب حرصه على نشر الإسلام أن يقوم بإرسال الرسائل إلى كافة ملوك وأمراء العالم المعاصر خارج الجزيرة العربية، ليدعوهم إلي الإسلام، فكانت هذه الرسائل هي وسيلة الدعوة في ذلك العهد، فكتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسائله لهؤلاء الملوك وأرسلها مع رسله الذين اختارهم من المسلمين.وكانت هذه الرسائل تحمل ختم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان من بين الملوك الذين أرسل لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسائله اثنين كانا على رأس أعظم دولتين في العالم في ذلك الوقت، هما هرقل عظيم الروم وكسرى ملك الفرس فما موقف هرقل من رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكيف استقبلها؟ ولماذا لم يدخل في الإسلام؟رسالة النبي إلى هرقل عظيم الروم
كانت دولة الروم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- دولة عظمى، فبعث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقيصر، وهو حاكم الروم، وكان هرقل هو حاكم الروم، أو الدولة الرومانية في ذلك الوقت برسالة مع رجل من المسلمين يدعى دحية الكلبي، تنم عن عزة الإسلام، وقد جاء في الرسالة: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ”.ولو تأملنا نص هذه الرسالة، نجد أنها تعكس عزة الدولة الإسلامية، فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخاطب حاكم أقوى إمبراطورية في العالم في هذا الوقت، إمبراطورية عمرها أكثر من ألف عام، والدولة الإسلامية لا تزال دولة ناشئة لا يتعدى عمرها الثلاث سنوات، ولا يتعدى تعداد جيشها ثلاثة آلاف جندي، بينما نجد أن جيش الدولة الرومانية قد يصل إلى المليون جندي، بأحدث التجهيزات.ولكن على الرغم من كل ذلك لم يخش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إرسال رسالته لهرقل ونجد أنه -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر اسمه قبل اسم هرقل، ولم يكن ذلك بالشيء الهين أن يرسل أحد خطاب لهرقل ويذكر اسمه قبل اسم هرقل، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك.
موقف هرقل من رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-
كان هرقل يدين بالنصرانية، وكان معروفًا عن هرقل أنه مسيحي متدين، قد نذر أن يحج ماشيًا إلي بيت المقدس، فلا بد أنه قرأ في الإنجيل عن نبي سوف يأتي آخر الزمان، وسوف يظهر هذا النبي في جزيرة العرب، وعلى الرغم من أن الرومان كانوا ينظرون للعرب الذين يعيشون في الجزيرة العربية بشيء من الدونية على أنهم بدو يعيشون في الصحراء، بعيدين عن كل مظاهر المدنية والحضارة.إلا أن هرقل قد أخذ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على محمل الجد، وأظهر الاحترام لهذه الرسالة، ويقال أنه كان يريد الدخول في الإسلام لولا من حوله في البلاط الملكي، حيث كان رجال البلاط يرفضون بشكل قاطع الدخول في الإسلام.