100 100 100

نعم ألفنا وجودها … إعادة تأملها يعيد لك شعورك بالرضى

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

نحن في زحام من النعم تلك الكلمة سمعتها عندما بدأت التعلم عن الامتنان وقيمته، والذي يهدف لشعورنا العمق بالرضى، بعد رصدنا تفاصيل كل النعم التي اعتادت عيننا عليها، ولكن للأسف عندما نسينها وبدأنا البحث عما ينقصنا قل شعورنا بالرضى عن حياتنا، لذلك اليوم سوف نعيد الحياة في عينك عن تفاصيل نعم ألفناها لتتعلم رصد النعم من جديد وتملأ قبلك بالرضى والسعادة.

لديك سقف فوق رأسك

قد تكون غير معتاد أن تركز في التفاصيل، لترى قيمة أن يكون لديك منزل به سقف، يحميك من حرارة الشمس وبرد الشتاء، لأنك ببساطة اعتدت على هذا لدرجة أنك لم تفكر في أهميته وتشكر الله عليه، وإذا كان يصعب عليك التخيل فقط ابحث عن اللاجئين في المخيمات، والفقراء تحت خط الفقر في الدول النامية، واسمع أقصى أمنياتهم، هم فقط يريدون منزلًا آمنًا ينامون فيه ويحميهم من العيش في العراء، أو العُشش التي سقفها يسرب الماء في الشتاء أو عندهم غرفة بلا سقف ويطلبون فقط سقفًا.شاهد من يعيشون في مخيمات وسوف تعرف أن منزلك وسقفه نعمة، ومراقبتك لها بكل تفاصيلها سوف يملأ قلبك بالرضا، تخيل معي مشهد ذهابك لسريرك في الشتاء بعد يوم عمل، تغير ملابسك وتطفئ الضوء وتستلقي على  السرير وتتدفأ وتريح جسدك على مرتبة سريرك ووسادتك، وبينما أنت تسُب العمل ومشاكله وتتمنى لو كنت غنيًّا.هذا المشهد حلم كل من يسكنون في الأماكن التي ذكرتها أعلاه أو مشرد في الشارع، دعنا نرى تفاصيل هذا المشهد وكمّ النعم الكبير، لديك عمل يحميك من التكفف للناس وذل الفقر، لديك جسد صحيح معافى يمكنك من العمل، لا  يوجد لديك مرض نادر يصعب علاجه وتتنقل بين المستشفيات وتحمل عبأ مصروفات الدواء، لديك منزل آدمي يسمح لك بالنوم في أمان، ونافذة تغلقها تحميك من البرد، ولديك سرير ووسادة مريحة، لديك ملابس نظيفة تغيرها، لديك بطانية تدفئك وتحميك من البرد، لديك عقل يعمل بكفاءة ولا توجد به جلطات أو أمراض، لديك قدرة على الحلم، فإذا كنت تعيش في مكان به حروب أو في مخيمات أو تحت خط الفقر سوف يكون أقصى طموحاتك أن يمر اليوم بخير وتجد قوت يومك.

لديك طعام يكفيك

في المجاعات يبحثون عن طعام حتى يعيشوا، ومن نعمة الله أنك تعيش في مكان يوفر لك ما طاب من الطعام، وكذلك من يعيش تحت خط الفقر يتقمم طعامه يعني أنه ينتقيه من صناديق القمامة، واليوم أكلت طعام اخترته بإرادتك وكنت تملك اختيارات، أكلت طعام نظيفًا، أكلت طعام اخترته لم يفرضه أحد عليك لأنك تشحذ، أكلت طعامك الخاص وليس ما تبقى من أحدهم تصدق عليك به.

لديك مياه نظيفة

مشهد شرب الماء النظيف يتكرر كل يوم ومليء بالتفاصيل التي تغيب عنك لتشكر عليها وتملأ قلبك بالرضى، من يعيشون في مناطق لا توفر لهم ماء نظيفًا يعانون من الأمراض وأقصى طموحهم ماء شفافًا، وفي البلاد التي لا توفر خدمات الماء في المنازل أقصى طموحهم صنبور ماء بجوار منزلهم، بدلًا من التنقل ساعات لملء ماء من بئر أو صنبور عمومي، ويعيشون بماء محدود لا يملكون رفاهية صنبور يوفر احتياجاتهم، قطرة الماء عندهم بحساب، لا يملكون رفاهية الاستحمام وقتما يشاءون بقدر الماء الذي يرضيهم، هذا ليس ببعيد فهو في الوطن العربي وأفريقيا وآسيا والهند وغيره فقط ابحث بنفسك وسوف ترى.

يوجد شخص يهتم لأمرك

لقد اعتدنا على وجود أشخاص في حياتنا تهتم بأمرنا، أصحاب وأهل وجيران، وإذا وقعنا في مشكلة نلجأ لهم، يخففون عن كاهلنا عبء الحياة، ونشاركهم تفاصيل حياتنا بحلوها ومرها، الحقيقة أن وجود شخص يهتم لأمرك ويشاركك يحسن جودة حياتك، وهو نعمة كبيرة ليست متاحة للجميع، هناك من يعانون من الوحدة، لظروف سفرهم أو انتقالهم لمكان جديد وموت أسرته أو لسوء قدراته الاجتماعية في استمرار العلاقات، وغيرها من الأسباب التي تجعلهم يحاولون ملء هذا الاحتياج، تلك نعمة ألفناها لدرجة عدم تخيل غيابها، فلا نشعر بالامتنان لقيمتها فنشعر برضا عن حياتنا.

تتنفس بسهولة

مع معاصرة فيروس كورونا رأينا من أصيب بالفيروس وكان يبحث أهله عن أنابيب الأكسجين أو أجهزة تمده تساعده في التنفس، فيصبح ثمن الهواء غاليًا بدرجة لا توصف، بجانب الشعور بضيق التنفس والألم ويصبح المريض أقصى طموحاته أن يتنفس بشكل طبيعي، بالطبع نعمة كتلك نغفل عنها في الأيام العادية، ولكن بتخيل تلك الصورة نتأكد من مدى النعمة التي نعيش فيها بفضل من الله.في النهاية التدريب على الامتنان مهارة مهمة ترينا أن الأشياء التي نملكها أضعاف من التي نفقدها، ونركز عليها ونحزن لعدم امتلاكها، فدعنا نستمتع بما نملك ليملأ قلبنا الرضى، ومع الوقت نصبح أهدأ وأسعد مع الوقت، ونشكر الله فيزيدنا كرمًا.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق