لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
اللحظة التي انتظرتها طوال العام، أشعر أن الكلام لا يسعني للتعبير عن شعوري بين الفرحة والحماس، والاعتزاز، اليوم مشاعري مختلفة عن آخر مقال في سباق الخمسين العام الماضي، اليوم أنا أقدر قيمة ممارسة الكتابة، والموضوعات التي كتبتها مختلفة لم تكن لتظهر للنور لولا التزامي بسباق الخمسين، وستظل مجرد مسودات لم تكتمل وأفكارًا مؤجلة، الحقيقة أن سباق الخمسين هذا العام كان رحلة فكرية عميقة تستحق الاحتفال، والشعور بالاعتزاز، لذلك سوف أشارككم تلك الرحلة لتشجع من لم يحسم قراره في الانضمام للسباق.
رحلتي في سباق الخمسين للمرة الثانية:
سباق الخمسين بدأ مع بداية العام وانتهى مع نهايته، لذلك كان السباق رفيقي طوال العام، كنت أدون الأفكار التي أريد الكتابة عنها عندما يلهمني موقف أو أي شيء، وأكتب وقتما تكتمل الفكرة، في تلك الخطوة اكتشفت المزيد عن نفسي، أكتشف شغفي بالكتابة وقدرتي على ترجمة ما أعيشه في عبارات واضحة، كنت أسعى أن تكون كتاباتي سلسة وتميل للواقعية وقريبة للقارئ، وبالفعل لاحظت تعليقات عن سلاسة المحتوى وواقعيته، عندما شاركت المقالات في وسائل التواصل الاجتماعي، وكان هذا تقدم محفز لي، ولم أكن لأكتشف هذا لولا مشاركتي في سباق الخمسين.
ولأن سباق الخمسين كان رفيقي فقد كانت الكتابة تتأثر بما أمر به وأعبر عنه، كانت رحلة السير فيها كان بين التقدم والسكون، والسكون لم يكن للاستراحة بل لمواجهتي قفلة الكاتب التي قرأت عنها ولم أدركها إلا عندما عشت بها، كانت الكلمات متوقفة ولا أجد سيل الكلمات المتتالية، وكذلك كنت أجد حينها صعوبة في الإقبال على الكتابة، ولكن مع الوقت أدركت أن الحل كان الكتابة عن أي شيء وبأي طريقة دون التركيز في صحة ما أكتب والتناسق وغيره.
وكذلك ساعدني شحن روحي والاستمتاع بما أحب وعيش تجارب تلهمني والكتابة عنها فور انتهائها لكسر الحاجز، مثلما حدث معي الآن في هذا المقال كنت أشعر أن الكلام غير مرتب، وراودتني فكرة تأجيل الكتابة، ولكني اتبعت ما تعلمته خلال العام، فقط أجبر نفسي على الكتابة، وسوف يكون كل شيء على ما يرام، وهذا ما حدث تدفقت الكلمات ووصلت بي لهنا، وما زلت أشعر باستمرار التدفق، وأسميه تدفقًا لأن الكلمات تخرج في سلاسة دون التخطيط لها، فقط أضع العناوين وأنطلق.
وقبل آخر موعد للمسابقة بأسبوع كنت أشعر بتوتر، ولكن بالاستعانة بالدعم والدعاء تداركت الأمر الحمد لله، الشعور الذي خضته خلال السنة بين محاولات الكتابة بجانب العمل والمسؤوليات يستحق أن أنجز السباق، كان تحديًا يستحق بذل الجهد، وجدت أنني تعلمت معه الالتزام أكثر تجاه أهدافي، وهذا إنجاز حدث مع سباق الخمسين، وهذا الالتزام سيكون خطوة لنجاحي في حياتي.
سبب إعادة تجربة سباق الخمسين
قبل اﻵن بدقائق أدركت لماذا كررت التجربة في «زد»؟! عندما ألقيت نظر سريعة على مقالات هذا العام، فرأيت كم كان لسباق الخمسين أثر في تطوري على مستوى كتاباتي، فشكل الكتابة وترابطها اختلف للأفضل مقارنة بالعام الماضي، ممارسة الكتابة في «زد» شجعتني على الاستمرار في اكتشاف حب الكتابة، وشعوري أنني أكتب في مدونتي الخاصة، فالعناوين اخترتها بكل حرية وطريقة تعبيري عن نفسي وأفكاري وتجاربي كانت بدون شروط، سوى الالتزام بمعايير المقال الجيد.
وفي نفس الوقت نظام النشر الذي يفرض معايير لنشر المقال دفعني للالتزام بها، فساعدني هذا في تحسن جودة مقالاتي، خاصة عندما كانت تُعاد لي لكي أحسنها، لذلك ممتنة من أعماقي للقائمين على سباق الخمسين، وممتنة بشدة للمحررة لمياء شاهين التي كانت دائمًا عونًا لي وتساعدني في تحسين مقالاتي وتدعمني بكل صدق، كما أنها محررة محاربة مثابرة فكانت مصدر إلهام كبير لي، كما أنني ممتنة لسباق الخمسين الذي سمح لي بأن تكون كتابتي منشورة للعلن، ويمكن الوصول لها بسهولة.
شكر وامتنان
الرحلة لم أخضها وحدي، فقد كان خلف السطور دائرة دعم تستحق الامتنان:
- ممتنة لله ولتيسيره دائمًا.
- ممتنة لعائلتي: ممتنة لأمي وأبي كان دعمهما لاستمراري وحثي على الإنجاز دافعًا كبيرًا، وسبب في إنهاء سباق الخمسين، ممتنة لأختي التي طالما كانت تشجعني وتستمع لقراءتي لها ومراجعتي للمقالات، ممتنة على كلمات التشجيع الصادقة، فقد كانت سرًّا من أسراري في تطور الكتابات، وممتنة لأخي الذي كان يشجعني بحب ويسمع لي.
- ممتنة لأصحابي: كل من كان يشجعني لأستمر ويقرأ ويناقشني، فيساعدني في التطوير، ممتنة لكل من كان يقرأ رغم معرفتي بقلة إقباله على القراءة وقرأ لأجلي، ممتنه لصاحبتي التي كانت سبب بدايتي في عالم الكتابة، ممتنة لمن كان يحفزني لأستمر ولأنجز عددًا أكثر، تلك التفاصيل سبب في وصولي لهدفي.
- ممتنة لفريق Zak Community (مجتمع المعرفة التطبيقية) كانوا أهلًا للدعم، وممتنة للكوتش أحمد حسين لولا تعليمي معه لما تمكنت من تطوير مستوى وعي فنقلته للآخرين في المقالات.
- ممتنة لكل قارئ كان سببًا في استمراري.
- ممتنة لنفسي على مثابرتي لإنهاء سباق الخمسين، ولجهدي في صياغة الكتابات بشكل أفضل عن العام الماضي، ومحاولة تقديم تجاربي بصدق، وبطريقة تفيد القارئ.
في النهاية… ما يسعني سوى قول سباق الخمسين تجربة تستحق.