100 100 100

كيف تساهم الأسواق في تنمية المجتمعات الريفية؟ 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

لا يستغني الإنسان عن التسوق، فالتبضع أمر مهم جدا، فمنا من يهوى التبضع كمتعة بحد ذاتها، والأغلبية تحتاج للتبضع لجلب الاحتياجات الأساسية والحيوية التي تخص حياتنا اليومية. وتفتح الأسواق بالأرياف آفاقًا واسعة للأسرة، وللأفراد، حيث تتوافر فرص للدخل الإضافي، وفرص لجلب سلع لم تكن في الحسبان لو لم يتواجد السوق بتلك المناطق.

ولا ينكر أحد أهمية الأسواق من الناحية التجارية، لكن أيضًا الأسواق أهمية أخرى مجتمعية، وحضارية، فالأسواق بصفة عامة مكان لاجتماع الناس من شتى البلاد، إضافة لإتاحة المجال للمتسوق للتعرف على كافة المنتجات، والاختيار من بين أصناف وأنواع كثيرة.

محاربة الاحتكار

تؤدي الأسواق المنتشرة بالأرياف دور مجتمعي مهم جدًّا؛ فبجانب الدور الاقتصادي فلها مزايا كبيرة على المجتمعات الريفية، حيث تقضي على ظاهرة الاحتكار التي قد ينتهجها بعض التجار ضعاف النفوس فيغالون بأسعار السلع نظرًا لعدم وجود منافسة بتلك المجتمعات الريفية، فبمجرد توافر تلك السويقات، تجبر كافة التجار على عرض السلع بسعر مقبول، وتختفي ظاهرة الاحتكار.

حراك اقتصادي

تعمل السويقات التي تقام بالقرى، على تحويل تلك القرى من أماكن نائية إلى مجتمعات جاذبة للتجار، والمتسوقين، فتنشط قطاعات أخرى لخدمة الحركة التجارية، كخدمات النقل والمواصلات، وخدمات النقل الخفيف، وخدمات النظافة، وكل هذا يخلق فرص عمل لتحريك الركود، وتنويع فرص الاستثمار لأبناء تلك المناطق.

توفير النفقات

تساهم السويقات بالأرياف بشكل كبير في توفير المصروفات لدى أهالي القرى، ففي المجتمعات التي لا تتوافر بها الأسواق، يتفق تجار تلك المناطق على أسعار تفرض على المستهلكين، فيلجأ الناس للتسوق من المدن على فترات، ولكن بغالبية الأيام يضطرون للشراء من محيطهم بالقرى وبأسعار كبيرة.

تنوع السلع

تساهم الأسواق بالقرى على تحسين مستوى المعيشة وتحسين نوعية المعيشة، فتتعدد فرص التبضع، فيجد المستهلك أمامه من السلع الكثير، ويجد من بدائلها الكثير أيضًا؛ مما يخلق فرصا لتنويع العناصر الغذائية التي يتناولها الأطفال وحتى الكبار، فتعم المنافع الصحية، وهذا يعتبر نوع من الطب الخفي المجاني لدى هذه المجتمعات، وهذا كله يرجع فقط لسبب بسيط وهو إقامة سويقة بتلك الأماكن.

فرص للطلاب

وتشكل سويقات بالأرياف فرصا جيدة للحصول على دخل للطلاب بمراحل التعليم سواء الجامعي، أو لطلبة المدارس، وخاصة أوقات الإجازة، فبدلًا من السفر بعيدًا عن الأهل والأسرة بهذا السن المبكر بإيجاد دخل يعين على الدراسة؛ فتأتي تلك الأسواق لاحتواء تلك الأيدي العامل ولو بشكل مؤقت، فتساهم في خدمات اجتماعية كبيرة حيث تطمئن الاهالي على أبنائهم بدلًا من الاغتراب، وتساهم في تنشيط حركة المجتمع خصوصًا لدى الشباب.

تنمية أسرية

تسهم الأسواق بالمجتمعات الريفية في خلق فرص دخل إضافي لربات البيوت، ففي القرى العديد من ربات البيوت ممن لديهم الذكاء الفطري لإنجاز أعمال يدوية بسيطة، ولكن تظل هذه المهارات بلا فائدة طالمًا لا تجد تلك السيدات منافذ لتسويق وعرض منجاتها، فلا تتوفر لدى كل الأسر الريفية خدمات الإنترنت حتى تتمكن تلك السيدات من تسويف منتجاتها إلكترونيًّا.

وتسهم الأسواق أيضًا في زيادة الوعي لدى جيل من الأطفال، فيعرض عليه أشكال كثيرة من السلع، فيميز مبكرًا ما بين السلع الرئيسية، والسلع الكمالية، فينشأ جيل بهذه الأماكن على وعى بأهمية وضع خطط وتحديد أولويات الإنفاق

وتساهم الأسواق بالقرى أيضا في خلق مساحة للمرأة بالمجتمعات الريفية للتنزه بشكل بسيط، فمنها تتسوق، وتتعرف على أسعار السلع، وتتعلم من قريناتها كيف تتعامل مع التجار، وكيف تميز بين السلع السليمة، والسلع الأخرى.

تنمية المزارعين

يتيح السوق فرصًا أخرى للمزارعين يمكنهم من تحسين الدخل ولو بالقدر القليل، فيجذب السوق التجار من أماكن مختلفة، فيتعامل المزارعين مباشرة مع بعض التجار لتسويق محاصيلهم بكل مباشر بعيدًا عن السماسرة وبعيدًا عن التعامل مع من يبخس حقوقهم. 

 أفق تعليمية

   ويتيح السوق بالقرى خلق أفق للسيدات للتعلم من قريناتها فنون الطهي، من خلال التواصل مع من يرتاد السوق، ويسمح لها قرب السوق من المنزل أو القرية أن تسأل التاجر أو تسأل السيدات المتبضعات الأخريات عن أسرار الطبخ، بل تنقل خبراتها أيضا لهن؛ وبذلك تعم  الفائدة للجميع.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق