لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تشير الإحصائيات إلى أنّ تُجار مشاريع التجارة الإلكترونية يفقدون 70% من المتسوقين، وذلك بعد تخليهم عن عربة التسوق التي سبق وملؤوها بعد تصفح المنتجات واختيار ما يناسبهم منها. ولكن ما لا يدركه الكثير منهم أنّ ما يقارب نصف المتسوقين (48%)، والذين ينتقلون من عربة التسوق إلى إتمام عملية الدفع النهائيّة سيعيدون هذا الأمر مرارًا. بينما تكون هذه النسبة أعلى بنسبة (58%)، إذا ما كان المتسوق قد ملأ عربة التسوق من خلال الهاتف المحمول.
تُركّز أغلب العلامات التجاريّة للمتاجر الإلكترونية على إيجاد الحلول المناسبة لتقليل نسبة التخلي عن عربة التسوق، بينما يُهملون في الواقع العقبة التالية التي تواجههم، والتي تجعل المتسوقين يتوقفون عند هذا الحد، ولا يُكملون عملية الدفع.
تواجه هذه العلامات التجاريّة أيضًا مشكلة أخرى، فعلى الرّغم من نجاحها في جذب المزيد من العملاء لإتمام عملية التسوق والدفع على قنوات التجارة الإلكترونية المخصصة، إلّا أنّها تواجه ضغوطًا خاصة فيما يتعلّق بتوسيع عمليات الدفع الخاصة بها وإتاحتها من خلال المنصات غير المصممة تحديدًا للتجارة الإلكترونية (مثل: المدونات، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغير ذلك).
ونظرًا لأنّ العديد من العلامات التجارية المتخصصة بالتجارة الإلكترونية لم تنجح في التغلب على العقبة التي تحول دون إتمام عمليات الدفع على القنوات المصمم للبيع، فكيف يمكننا أن نتوقع تحويل الأشخاص إلى المنصات الخاصة بالدفع وإتمام عملية الشراء؟
ستجد تاليًا في هذا المقال بعضًا من أهم المشكلات التي تعاني منها المتاجر الإلكترونية لإتمام العملاء لعمليات الدفع، بالإضافة أيضًا لبعض الحلول المناسبة لمعالجة هذه المشكلات.
أوَّلًا: عدم توفير المتجر الإلكترونية لخيارات الدفع الكافية أو تقديم خيارات خاطئة
قد ينوي المتسوقون الشراء عند دخولهم عملية الدفع، ولكن إذا كانت طريقة الدفع المفضلة لديهم غير متوفرة، فسيسارعون إلى المغادرة وترك عربة التسوق دون إتمام عملية الشراء، حيث من المتوقع تخلي 7% من العملاء عن عربة التسوق لمجرد أنّهم لا يستطيعون الدفع بالطريقة التي يريدونها.
يتوقّع العملاء عادةً تلبية علامة المتجر الإلكتروني التجاريّة لتفضيلات الدفع الخاصّة بهم، والتي قد تتمثّل في المحافظ الرقميّة، مثل: أبل باي، أو شوب باي، بالإضافة إلى خيار الشراء الفوري والدفع اللاحق.
في حين أنّ توفير هذه الميزة في منصات التجارة الإلكترونية مهمة للغاية، لا سيّما للمتاجر الإلكترونية التي تبيع منتجات متوفرة بكرة على نطاق واسع ولديها منافسون كُثر، حيث تستطيع كسب عملاء جدد من خلال تقديم طرق الدفع المفضلة لدى العملاء.
قد تعتقد أنّ نسبة 7% نسبة ضئيلة وغير مهمة، ولكن عليك أن تدرك جيدًا أيضًا أنّ هذه الخسارة تتبعها خسارة تكرار العميل لعمليات الشراء المتكررة لاحقًا، ولذا سيكون من الأفضل العمل على توفير جميع خيارات الدفع المتاحة، والتنويع فيها قدر الإمكان.
ثانيًا: استغراق صفحات الخروج وقتًا طويلاً للتحميل
إذا كانت سرعة تحميل الصفحات بطيئة، سيغادر العملاء موقع التجارة الإلكترونية بعد ثلاث ثوانٍ، لذا تخيّل ما تعنيه سرعات التحميل البطيئة عند الدفع. عندما يتخذ العلماء قرارًا بالشراء والدفع، من الضروري عدم إبطائهم في الخطوات الأخيرة من معاملتهم.
غالبًا ما تدفع أوقات التحميل البطيئة العميل إلى إنهاء عملية الدفع، ليصبح أكثر منطقية وعقلانية فيما يريد شراءه، حيث تقل احتمالية إتمام عملية الشراء، ويترك عربة التسوق كما هي دون اتخاذ أي إجراء.
ثالثًا: الشحن المجاني ليس المُحفّز الوحيد لإتمام العملاء عملية الدفع
تستفيد العلامات التجارية في التجارة الإلكترونية من توفير عدّة خيارات للمتسوق فيما يخص الشحن، ما يًؤثّر إيجابًا على عملية الشراء. من الأفضل عدم الاكتفاء بخيار الشحن المجاني وحده، ويمكن إتاحة خيار الشحن السريع ضمن جدول زمني محدد.
رابعًا: صعوبة إيجاد حقول كوبونات الخصم تُفسد صفقة الشراء تمامًا
دائمًا ما يبحث العملاء عن الخصم، ولذا فإنّ عدم قدرة العميل على إيجاد رمز الخصم الترويجي لعدم وضعه في موضع مناسب إلى دفعه لترك عربة التسوق، ورُبّما لن يعود مرة ثانية بعد إضاعة وقته في البحث عن كود الخصم فقط.
سيكون من الأفضل تطبيق كود الخصم الترويجي تلقائيًا أو وضعه في مكان واضح في عربة التسوق، ما يُسهّل على المتسوقين استخدام هذا الكود، وبالتالي إتمام عمليات الشراء والدفع بنسبة أعلى.
خامسًا: عدم ملاءمة تجربة التسوق لاستخدام الهواتف المحمولة
من المتوقع زيادة مبيعات التجارة الإلكترونية من عمليات الشراء التي تجري من خلال الهاتف المحمول، ونظرًا لزيادة استخدام المتسوقين لأجهزتهم المحمولة في إتمام عمليات الشراء، يجب لزامًا أن تكون منصات التجارة الإلكترونية متوافقة مع هذه الأجهزة. بعدم إيلاء هذا الأمر أهمية تامّة، فأنت تجازف بخسارة الكثير من العملاء.
سادسًا: عدم رغبة العملاء في تضييع وقتهم بإنشاء الحسابات
تواجه الكثير من منصات التجارة الإلكترونية هذه العقبة، ولكن على أصحاب هذه المواقع التعامل مع هذه المشكلة وإيجاد حل مناسب لها.
في حال إصرارك بضرورة إنشاء العميل لحساب خاص به، فإنّ 24% من المتسوقين يتخلون عن إتمام عملية الشراء نتيجة إلزامهم لإنشاء حساب، حيث تؤدي هذه الخطوة إلى اتخاذ خطوة غير ضرورية وتضيف وقتًا إضافيًّا لعملية الدفع، عندما يريد جميع العملاء إجراء عملية الشراء والمضي قدمًا بسرعة.
يعد إنشاء الحساب مفيدًا لفهم المتسوق الفردي بشكل أفضل وتقديم التوصيات ذات الصلة، ولكن يجب أن تكون الأولوية القصوى عند الخروج هي إغلاق المعاملة. بمجرد اكتمال الشراء، يمكن للعلامات التجارية بعد ذلك تشجيع المتسوقين وتحفيزهم على إنشاء حساب.
سابعًا: حاجة بعض العملاء للحصول على منتجاتهم في اليوم نفسه لشراء المنتج
مفتاح كسب العملاء توفير أكبر قدر من الراحة لهم، والطريقة الأفضل لتحقيق ذلك من خلال توفير جميع الخيارات التي يحتاجونها لأقصى حد. قد يحتاج العملاء أحيانًا إلى الحصول على منتجاتهم في أقرب وقت لحاجة ملحة، وإذا ما نجحت بتوفير هذه الخدمة، ستكون قادرًا على تقليل نسبة التخلي عن عربة التسوق حتمًا.
قد يُخطئ أصحاب مشاريع التجارة الإلكترونية عندما يُركزون فقط على حل المشكلات التي تُسبب التخلي عن عربة التسوق، ويهملون في المقابل الأسباب التي تجعل العملاء لا يتمون عمليات الدفع (الخطوة النهائية).
ناقشنا في هذا المقال سبعًا من المشاكل التي تدفع العملاء لعدم إتمام عملية الدفع، عليك الآن العمل على حل هذه المشكلات إن كنت تواجه أيًا منها في متجرك الإلكتروني.