100 100 100

5 سلوكيات للمستهلك ستؤثر على التجارة الإلكترونية عام 2023

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

المشكلة الأعظم للنظام الرأسماليّ المعاصر، أنّه لا يمكن أن يستغني عن الاستهلاك بأي شكل من الأشكال. سيظل يبحث عن أي طريقة يُزيد فيها عمليّات الاستهلاك الفردي، من خلال اتّباع خطابات الحريات المطلقة للأفراد. لكن حدث انقلاب البكتيريا المفاجئ علينا! ظهرت الكورونا. انخفضت معدّلات الاستهلاك للأسرة الواحدة، بنسبة 12%! خسارات اقتصادية فاجعة لكل العلامات التجاريّة، ومن ثَمّ الدول.

ماذا حدث؟ تسارعت عمليّات النمو للتجارة الإلكترونية، وتوقّع الجميع ارتفاع معدلات الاستهلاك بشكل جنوني! ماذا حدث؟ ظهر التضخُّم وتزايد! أي انخفاض للاستهلاك بشكل قاطع ومستمرّ.

الآن عندنا مشكلتان يعاني منهما المستهلك؛ فقدان لطعم الحياة بعد الوباء، والخوف من تبديد الأموال في ظل حالة التضخّم المستمرّة هذه. كيف يمكن إذن للمتاجر الإلكترونية التسويق في ظل هذه الحالة الخانقة؟ هنا نساعد تجارتك الإلكترونية على وضع الخطة التسويقيّة لعام 2023، من خلال معرفة كيف هو سلوك المستهلك؟

أوَّلًا – فقدان ثقة

مشكلة فقدان الثقة التي أثارها الوباء، من ثمَّ التضخُّم؛ ليست مجرّد عدم إجراء عمليّة استهلاك، لمجرَّد أن الموت يتربّص بنا. ومحاولة حل هذه المشكلة من خلال تحويل السّوق بأكمله وكل الأدوات التسويقيّة إلى أدوات إلكترونيّة، توفيرًا للراحة والسهولة. دائمًا في اللحظات الحرجة كالحروب والأوبئة، تتملّكنا طاقةٌ سلبيّةٌ لا يمكن إيقاف تفحُّلها وتأثيرها على سلوكنا. الطاقة السلبية هذه تجعل كل توقّعاتنا عن المستقبل جامحة السوء.

هذه التوقُّعات هي عدوّ التجارة الإلكترونية الأوّل؛ فكلّما كانت التوقعات سيئة ازدادت سوءًا، وصار العزوف عن الاستهلاك هو السلوك الأمثل، وازدادت معدلّات التضخّم. وفقًا لمكتب إحصائيات العمل الأمريكيّ، ما زال 64% من المستهلكين يقولون إنَّ الأسعار لا تنخفض أبدًا. أظّنك تعرف ماذا يحدث في الحروب والأزمات الكبيرة؟ طبعًا يظهر المهدي المنتظر أو المسيح المُخلّص:

ثانيًا – المؤثّرون

وفقًا لإحصائيّات المستهلكين أثناء وباء كورونا؛ فإن 61% من المستهلكين وثِقوا بتوصيات المؤثّرين والمشهورين، بينما وثق 38% بتوصيات العلامة التجاريّة. دعني أنقل لك الأمر واضحًا، كأنَّ أحدهم يقول: في ظل هذه الأزمة الطاحنة، هذه المتاجر الإلكترونيّة تركض وراءنا لتسرق مالنا؟ أليس واجبًا عليهم الوقوف بجانبنا؟!

الأمر ببساطة، أنّ سلوك المستهلكين في ظل أزمة التضخّم التي نمر بها، هو أنهم لا يريدون أن ينفقوا بشكلٍ مستهتر. كيف يمكن إذن التأثير على المستهلكين لإجراء عمليّات الشراء؟ في كل أزمات وحروب العالم، كان النّاس ينتظرون أحدهم، شخصٌ ما يعاني مما يعانون منهم ويستطيعون تنفيذ كلامه دون تفكير. من عنده القدرة للتفكير في وقت الأزمات؟

إذن أداة متجرك الإلكترونيّ التسويقيّة الناجحة في 2023، هي المؤثّرون والمشهورون؛ فإنّ 50% من المتاجر الإلكترونيّة تعمل مع مؤثّرين. ما عليك سوى أن تمنحهم قائدًا مُنقِذًا. لكن هذا يكفي؟

ثالثًا – الرفاهية

القيمة العظيمة التي يقدمّها لنا النظام الاقتصاديّ الذي نعيش فيه؛ هو استهلاك تجارب مختلفةٍ فريدةٍ متجدّدة، يمكن أن نشعر معها بتحقيق الذات والسعادة والرفاهيّة. هذا ما افتقدناه جميعًا خلال وباء كورونا؛ فإن إحصائيات 2022 تشير إلى أن الإيرادات لقادة الرفاهيّة في التجارة الإلكترونيّة، تزيد عن 313 مليار دولار!

يمكنك إذن فهم لماذا انتشر برنامج التيك توك بهذه الطريقة الجبّارة. قِصصٌ قصيرة: تضم رَقَصاتٍ وأغان مختلفة كثيرة، وبث مباشر سهل وسريع. بالتأكيد يساعد هذا على تقديم منتجات المتجر الإلكتروني برفاهيّةٍ سهلةٍ وسريعةٍ ومتجدّدة من خلال مؤثّرين. فإنّ 23% يستخدمون التطبيق لاكتشاف منتجاتٍ جديدة، بينما اشترى 27% منتجًا بسبب فيديو قصير على التطبيق. لكن يجب عليك لتحقيق الأرباح الضخمة: تقديم الرفاهية بـ:

  1.  بشكلٍ واعٍ: يجب أن تكون هناك قضية مجتمعيّة خلف رفاهيّتك؛ فإنّ أكثر من 70% من المستهلكين يفضلون الشراء من علامات تجاريّة تدعم قضيةً مجتمعيّة.
  2.  بطريقة سهلة: يجب أن تتوحّد جميع أدواتك التسويقيّة لتجعل المستهلك يعيش مع المتجر الإلكتروني، تجربة رفاهيّةٍ مستدامةٍ ومميّزة.
  3.  الخبرة: يجب أن يحسّ المستهلك أنه يستفيد خبرة من هذه الرفاهيّة ليست مجرد استمتاع بالوقت، يجب أن يُحس أن ذاته تتطوّر من خلال خبرة مفيدة من تجربة رفاهيّتك.
  4.  دعم البيئة: في ظلّ التغيّرات المناخيّة، وتأثّر البيئة بالمشكلات التي تحدثها المصانع وغيرها، من حرائق هنا وهناك، وارتفاعٍ غير مسبوقٍ في درجات الحرارة، يكون من المهم جدًّا أن يقدّم مشروعك الخاص بالتجارة الإلكترونية الرفاهيّة كصديق للبيئة.

سلوك المستهلك في 2023 سيدور حول الرفاهيّة، إن كنت تريد النجاح والازدهار للمتجر الإلكتروني، فما عليك سوى المضيّ قُدمًا لتقدّم لعملائك ما افتقدوه خلال الأزمة التي أفقدتنا كل مظاهر السعادة. نعم لم يعد المستهلكون يريدون الرفاهية لمجرّد الرفاهيّة وتبذير المال، فما هو الشيء إذن الذي يقود الرفاهيّة إذن؟

ثالثًا – الصّحة

بنموٍّ سنويٍّ قدره 22.1%، تقدّم الاهتمام بالصّحة والعناية الشخصية إلى المرتبة الثالثة بين فئات التجارة الإلكترونية. ومتوقّعٌ في 2023 أن تتقدم إلى المرتبة الثانية. لم يعد الأمر بعد أزمة كورونا كما كان، أصبح الجميع يركض وراء الحفاظ على نفسه، من أجل مقاومة الأمراض، في ظل عدم الاهتمام الدولي بهجوم الفيروس المفاجئ الذي سيتكرّر.

لو خُيّر المستهلكون في ظلّ حالة التضخم هذه، بين أن يستهلكوا منتجات أو يُسرفوا على صحّتهم، لاختاروا صحّتهم. أصبح حتمًا أن يتّجه مشروع التجارة الإلكترونية نحو تقديم خبراتٍ وتجارب مفيدةٍ لصحة المستهلكين، لضمان نجاح المتجر الإلكتروني في 2023. فالصحّة هي مبدأ الرفاهيّة.

(مقال ذو صلة: تأثير التجارة الإلكترونية على القطاع الطبي في المملكة العربية السعودية)

خامسًا – نسيان كورونا

رغم التخوّفات الكبيرة من حدوث انقلاب وبائيٍّ آخر، لكن لم يعد الأمر مهمًّا. يمكن ملاحظة من وقت طويل، كل شيء عاد إلى ما كان. ليس معنى هذا أنّ الأمر انتهى، ولكن ما حدث قد حدث، لنبني المستقبل. تشير الإحصائيّات أن كل شيء عاد كما مضى:

  • المخاوف تجاه الوباء تقل بنسبٍ متزايدة.
  • حركة المرور في المظاهر الترفيهيّة تعود إلى ما كانت عليه قبل الوباء.
  • الإجراءات الاحترازيّة على مشارف الانعدام.

لكن تذكّر؛ كما قلنا ليس معنى نسيان كورونا هو بقاء أوجه إنفاق المستهلك كما كانت عليه، وتبذير المال بلا ضابط. ولكنّ الذي حصل أنّه تمّ توجيه سلوك المستهلك نحو: الرفاهية التي تقودها الصحّة ولكن بحذر.

إن أردت اختيار الشكل الناجح لمشروع التجارة الإلكترونية، فاعلم أنّ سلوك المستهلك المستقبليّ عمومًا، وفي عام 2023 خصوصًا: هو البحث عن قائدٍ منقذٍ يقدّم له سبل الرفاهية التي افتقدها خلال وباء كورونا، رفاهيّة تقودها خطط منظّمة للمحافظة على الصحة قبل كلّ شيء. ولكن بمتابعة حذرة من التضخّم.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق