Loading Offers..
100 100 100

10 أفكار لاستثمار خبرة من يُحالون للتقاعد

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

من أكبر سلبيات القطاع العام، سن المعاش أو سن التقاعد، حيث يتم إنهاء عقد عمل الموظف والانتظام في دفع راتب شهري له دون أن يعمل، -فيما يُعرف بالمعاش- وفي معظم الدول يكون سن التقاعد عند بلوغ الستين، هذا الأمر في رأيي فيه ظلمٌ عظيمٌ لطائفةٍ كبيرةٍ من الموظفين، الذين يجدون في أنفسهم القدرة على مواصلة العطاء والبذل، بل وربما أكثر من ذي قبل، استنادًا إلى خبرتهم الطويلة التي بنوها عبر سنواتٍ طويلةٍ من العمل. تتجلى هذه الظاهرة السلبية في الوظائف التربوية والتعليمية، حيث يبدأ المدرّس حياته شابًا صغيرًا له طموحات وآمال، ويبدأ عمله الميداني الذي تعتريه بعض الأخطاء والصدامات -بطبيعة الحال- شأنه شأن أقرانه من أصحاب الوظائف الأخرى، وبعد سنواتٍ يشتد عوده ويفهم قواعد اللعبة -كما يقول الغربيون- وتقلّ الأخطاء ويصبح متمرسًا في وظيفته، ثم بعد ذلك يصبح كبيرًا ذا خبرةٍ واسعة تجعله يتحكم في قواعد اللعبة ويغيرها بنفسه، ويستطيع أن يُدير قطاع التعليم بأكمله وليس عدة فصولٍ كما كان في بداية حياته، حتى إذا بلغ قمّة تألقه وصقل خبرته، وبعد أن عرّكته الحياة وعرّكها: يأتيه قرار الإحالة على المعاش! هكذا ببساطة يُحرم المجتمع من خبرته ويتم منعه من بذل العطاء في أفضل وقتٍ يستطيع فيه البذل! صحيح أن الكثيرين حينما يصلون لسن الستين يعتريهم ضعف الشيخوخة عن مواصلة العمل، إلا أن الأكثرية منهم ما زال بصحةٍ وافرةٍ ويستطيع تقديم المزيد، فلا معنى لحرمان هؤلاء مساواةً بمن عجز عن العمل! فلا خير في منظومةٍ تستغني عن كبرائها وأصحاب الخبرة فيها لمجرد أنهم بلغوا سن المعاش. وقد تعمّدت عدم استخدام كلمة (متقاعد) هنا، لأنها مشتقة من القعود والكسل والعجز والامتناع عن فعل الشيء -كما تقول المعاجم اللغوية- بينما هُم -وأسمّيهم أصحاب الخبرة- أبعد ما يكون عن ذلك، بل إن منهم من هو مستعدٌ للبذل دون مقابل، فقط للتقدير والاحترام، وحتى لا يكون الكلام مجرد نقدٍ بلا فائدة، أقدّم لكم بعض الأفكار على المستوى النظامي والشخصي يمكن الاستفادة بها من خبرات وعصارة الزمان لأساتذتنا وكبرائنا الأفاضل.  

عشر أفكار لاستثمار خبرة من يُحالون للتقاعد:

1- اللجان الإشرافية:
فيمكن الاستعانة بمجموعات من ذوي الخبرة في المناطق التابعة للوزارات لتشكيل لجانٍ للإشراف والمتابعة وتقديم المشورة، وثِق بأن ما في جُعبتهم لا ينتهي.
2- الاستشارة عن بُعد:
فيمكن الاستفادة من خبراتهم وسِعة علمهم وهم في منازلهم، وقد وفرت وسائل التكنولوجيا الحديثة عشرات الطرق التي يمكن من خلالها التواصل الحي المباشر مع أصحاب الخبرة، فلماذا لا يتم استخدام هذه الوسائل لاستشارتهم والتعلم منهم؟ فهم أكثر نفعًا من المراسلين الصحفيين الذين لا ينقلون لنا إلا الكوارث والإحباطات.
3- الموظف المتفرغ:
يتم تطبيق هذا النظام في الجامعات فقط، حيث يستمر الأستاذ في التدريس والإشراف على الرسائل والتقويم بعد بلوغ الستين ولكن بمرتبٍ أقل! فلماذا لا يتم تطبيق هذا النظام في كل وظيفة حكومية؟ لماذا لا يكون هناك المعلم المتفرغ والناظر المتفرغ والطبيب المتفرغ والمهندس المتفرغ؟ وليكن الأمر اختياريًا فمن شاء سوّى معاشه ومن شاء استمر فيه بمرتبٍ أقل، ولن يؤثر ذلك على الكوادر الشابة كما يحتج البعض، أصلاً شباب اليوم -وأنا منهم- عازفٌ تمامًا عن الوظيفة الحكومية، وليس لديه أدنى استعدادٍ لتحمل نصف ما كان يتحمله الجيل السابق من الروتين والتعقيد والمشاكل! فلا خوف من ضياع الفرصة على الأصغر سنًا.
4- اللقاءات التلفزيونة التعليمية:
ولا أتكلم هنا عن لقاءٍ أو اثنين لسرد السيرة الذاتية ثم ينتهي الأمر، وإنما أتكلم عن سلسلةٍ من اللقاءات التعليمية المنتظمة، يُناقش فيها صاحب الخبرة المشكلات التي تعتري المهنة وكيفية حلّها، ويُجيب عن أسئلة المشاهدين من واقع خبرته العميقة.
5- إنشاء قناة خاصة على اليوتيوب:
وهذه يمكن أن يقوم بها صاحب الخبرة بنفسه، حيث يقوم بتصوير نفسه في مقاطع فيديو طويلة أو قصيرة، ويعطي فيها نصائحه المتعلقة بمجال عمله، وهي تشبه كثيرًا الفكرة السابقة، إلا أنها تمتاز بالسهولة وسرعة الوصول إلى الجمهور.
6- إنشاء مدونة خاصة أو موقع خاص على الإنترنت:
يمكن رفع الملفات المكتوبة والصوتية والمرئية عليها، وتكون متاحة لكل من يريد أن ينهل من العلم والحكمة وخبرة السنين.
7- التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
عن طريق إنشاء صفحة عامة على الفيس بوك، أو مجموعة مفتوحة في الواتس أب أو التواصل المباشر عبر تويتر، وهو ما يتيح الاتصال المباشر السهل الذي نعيشه يوميًا، وقد كان لي الشرف بأن تواصلت عبر تويتر مع أستاذي ومع ناظر مدرستي المتوسطة بعد أن تركتها بأكثر من 20 سنة، وكم كان التواصل شيّقًا ومثيرًا، ولا زالت حلاوته في فمي إلى الآن، بل ولا أبالغ إن قلت أن هذا هو ما دفعني لكتابة هذا المقال، عرفانًا بفضلهم عليّ الذي يفوق قدرتي على رده.
8- نشر مذكراتهم:
حيث تقوم جهة العمل بتحمل تكاليف نشر المذكرات النافعة التي تحكي مشوار الحياة وقصة الكفاح للأجيال القادمة، وهذا يُعتبر أقل واجب لمن خدم في هذه المؤسسة طوال شبابه وكهولته.
9- تمويل مشروعاتهم الخاصة:
فيمكن الاستفادة بخبراتهم بشكلٍ آخر؛ حيث تقوم الدولة بتمويل مشروع مدرسة خاصة أو معهد للتعليم الخاص، بحيث يكون سن المعاش هو الامتياز الذي يحصل بموجبه على التمويل أو القرض اللازم لاستكمال مسيرة العطاء بشكلٍ خاص.
10- القطاع الخاص:
فلئن فرّط القطاع العام في أصحاب الخبرة، فالفرصة سانحة على طبقٍ من فضة للقطاع الخاص، مدير ذو خبرةٍ واسعةٍ لا يهتم بالمال بقدر اهتمامه بالعمل، كيف لا تُستغل هذه الفرصة؟! نحن لا نفعل إلا التكريم وتقديم الجوائز التشجيعية والنَّوْط، في حين أن أصحاب الخبرة ممن تجاوزوا سن المعاش القانونية لا يزال بأيديهم الكثير لنفع مجتمعاتهم، ربما أكثر من أي وقتٍ مضى.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..