Loading Offers..
100 100 100

واحات مصر كما لم تعرفها من قبل.

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

منذ كنت طفلة وأنا محبّة لبلدي الصغير القابع في وسط الصحراء منفرد بذاته كالجزيرة في وسط الماء لا يحيط بها إلا الرمال من كل جانب، أعيش بها منذ أبصرت عيناي هذه الدنيا، وكم من أيامٍ مرّت عليّ وأنا أتساءل ما سرّ حب أهلها لها وهي ليست بالمميزة ولا بصاحبة جمال؟ فلا بها مباني عالية ولا حدائق واسعة ولا متنزّهات ولا سيارات فارهة، ولا بها وسائل اللهو والتسلية التي كنت أراها على الشاشات في صغري. وحينما كبرت.. عرفت أنها أجمل مما كنت أظن، فبها جمالٌ لا تملّه الأعين ولا تسأم منه القلوب، بها ما هو أجمل من زحام المدن وزهوّ المتنزّهات وسِعة الحدائق، إنه الأمان والاطمئنان والهدوء الذي تتمتع به الواحات وتشعر به بمجرّد أن تضع قدمك على أرضها، سبحان من أنشأها من العدم. دائمًا ما أفكر كيف نبتت كل تلك الأشجار وكيف جاء الناس إليها واستوطنوها؟ وهي التي تبعد مئات الكيلو مترات عن العاصمة الرئيسية! ولكل من يرغب في زيارة الواحات أستطيع أن أخبرك الآن في هذا المقال ببعض المعلومات التي لن يخبرك بها أحد إلا من أهلها ومن أجبرتهم الظروف للعيش بها.

بعض سلبيات وإيجابيات الواحات:

- بُعد المسافة:
أول ما يلزمك معرفته أن الواحات ليست بالقرب الكافي الذي تتصورّه، إن الواحة تبعد كثيرًا عن أي مدينةٍ عامرةٍ بالسكان، وإلا ما سُميّت واحة، فعلى الشخص الذي يرغب بزيارتها أن يأخذ في الحسبان تلك المسافة والساعات الطويلة التي سيقضيها للوصول إلى الواحة المنشودة.
- تاريخ الواحة:
لكل واحة تاريخها المميز، فبعض الواحات يعود أصولها للقدماء المصريين، وبعضها إسلامية وبعضها ظهرت حديثًا مع ظهور بعض عيون الماء، فمثلًا واحتي الصغيرة تعود نشأتها إلى القدماء المصريين، وبالفعل بها العديد من الأماكن الأثرية التي وإن دلّت فإنها تدلّ على أن جدادنا العظماء قد عرفوا قيمة تلك الواحة وأهميتها، كذلك بها أماكن أخرى تعود للفاطميين وهذا أكبر دليل أن تلك البقعة الصغيرة قد نالت إعجاب واستحسان العديد من حكّام مصر وأهلها.
- العيون والرمال:
إن الزائر للواحة قد يكون أتى إليها للتنزّه أو الاستجمام بعيدًا عن صخب المدينة وزحامها، ولكن مالا يعرفه أن هذه الواحة الصغيرة تحوي بين طيّاتها على كنزٍ للاستشفاء، فهذه الأعيُن الساخنة التي تصعد من بطن الأرض مليئة بالفوائد لجسم الإنسان فتخلصه من السموم وتُشعره بالراحة والسكون، كذلك رمالها الساخنة يتوافد إليها الزائرون الراغبون في الشفاء من الأمراض، فتجدهم يدفنون أجسادهم في الرمال الساخنة ويستمتعون، وهي أيضًا تساعدهم في التخلص من أمراض العظام وآلامها.
- المناظر الخلابة:
لا شك أن الواحة تتمتع بجمالٍ ذا طابعٍ خاص، صحيح أنه ليس بها بحر لتتمتع بجمال مياهِه الزرقاء، ولا لديها مساحات كبيرة من المزارع والجنائن، إنما يكمن جمالها في صحرائها ورمالها وعيون المياه التي تتدفّق لتروي الواحة وكل من فيها، يشعر الزائر بجمال الواحات حينما يراها بقلبه لا بعينيه، تلك الأشجار القليلة التي نبتت في قلب الصحراء، وتلك العيون الجارية من داخل رمالها، هي حقًا جميلة وتحتاج إلى زائرٍ يتمتع بحسٍّ فنيّ ليستشعر هذا الجمال.
- العادات والتقاليد:
الزائر للواحة يجب أن يُراعي عادات وتقاليد شعبها، فهم ما زالوا يمارسون تلك العادات التي قد تكون فنَت بالمدينة، فما زالت النساء لها حُرمة، فلا تمشي إحداهن متبرجة، وما زال الضيف له حرمة حقه وعليهم إكرامه وحُسن استقباله، والعديد من التقاليد التي مازالت تترسّخ بقلوب أهالي الواحة.
- غلاء الأسعار:
بسبب بُعد المسافة تُباع العديد من المنتجات داخل الواحة بأثمان أغلى بكثير من المدينة، فكل تاجر يزيد على ثمن بضاعته ثمن النقل، وبالتالي يتضاعف ثمن المنتج، لذلك إن كنت تنوي زيارة الواحة قريبًا يجب أن تراعي تلك النقطة جيًدا.
- قلة الإمكانيات:
إن كنت تتخيل أن العيش بالواحة يشبه العيش بالمدينة فأنت واهمٌ لا محالة، فليس هناك مواصلات بالواحة، معظم أعمالك ستنجزها أنت سيرًا على الأقدام، وليس هناك تلك الأسواق الفاخرة والعامرة بالمشترين، فقط بعض المَحلات الصغيرة ببضاعةٍ محدودة، لا توجد أبراج شاهقة مليئة بالسكان، بل منازل متباعدة لكل منزلٍ منهم فناء صغير تربّي به السيدات حيواناتهم وطيورهم، الأطباء ليسوا متوفرين بكثرة، لذا يكثر العلاج بالحجامة والأعشاب والطب النبوي، وفي مقابل ذلك تقل الأمراض والحمدلله. وفي ختام مقالنا أرجو أن أكون قدّمت لكم معلومات مفيدة وشيقة عن الواحات المصرية، وأدعوكم جميعًا لزيارتها.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..