Loading Offers..
100 100 100

كيف تقنع بما لديك؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

تقوم النظرية الاقتصادية الرأسمالية على مبدأ النُدرة الذي يفترض أن الموارد محدودة أو نادرة، وبناءً على هذه الفرضية فإنه يجب التعامل مع تلك الموارد بحذر وحرص شديدين لضمان استمرارية الحياة، ولكننا نعلم أن الله تعالى لمّا خلق الكون وبث فيه مخلوقاته وفّر لهم كل ما يحتاجونه من أرزاق ومُقوِّمات من أجل بقائهم وتكاثرهم واستمرارهم، ولهذا يمكن القول إن حاجات البشر من قوت وماء وهواء ومال لا تَنفَد؛ بل هي متجددة وتكاد أن تكون لانهائية، وفي المحصلة فإن الأصل هو الوفرة وليس الندرة. وهنا قد يعترض شخص ما فيقول: ما دام الأصل هو الوفرة؛ فلماذا نجد أن كثيرًا من الناس يعانون من الشُح في المورد المالي؟ وأن دخلهم لا يكاد يسد رمقهم؟! مما قد يدفعهم إلى الدخول في دوامة الاقتراض، وربما يعيشون جُلَّ حياتهم وهم مدينون لغيرهم، بل ربما يورثون أبناءهم ديونًا بعد أن يغادروا الحياة؟ والإجابة عن هذا السؤال تكمن في أن المشكلة هنا ليس لها علاقة بندرة الموارد، بل في سوء التصرف في المورد المالي، وما يمكن تسميته بالفوضى المالية التي يعيشها الكثيرون. وتأسيسًا على ما تقدم يمكننا القول بأن قانون الوفرة هو الأصل؛ فكل ما نحتاج إليه متوفر للجميع دون استثناء، وحسب هذا القانون فإن الفرد يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتي، ولكن قد يشذّ عن هذا القانون بعض الأفراد ليس لأن الموارد نادرة، بل لسوء التصرف بها وعدم صحة الأفكار والمعتقدات والقناعات الشخصية تجاه الحياة ونمط المعيشة؛ الأمر الذي ينعكس سلبًا على الفرد، وربما يؤدي إلى الإحساس بالتعاسة والشقاء والحزن والاكتئاب، وحتى الانتحار في بعض الأحيان والعياذ بالله، إذن الموضوع جَدُّ خطير. وفي المقابل قد يكون هناك ندرة في بعض الموارد لدى بعض الأشخاص، وهي تعبّر عن الإحساس بقلة الموارد، بما في ذلك المال ونقص الفرص والإمكانات أو حتى انعدامها.

كيف لي أن أعرف أن قناعاتي تجاه أمر معين تتوافق مع الوفرة أم الندرة؟

يمكن معرفة ذلك عن طريق النظر في جانبين؛
الأول: النظر في النتائج:
إذ يتوجب عليك تحديد وفرة الشيء أو ندرته بالنسبة إليك؛ فعلى سبيل المثال، إذا كنت تخطط لشراء منزل، فإن عليك أن تحدد مدى توفر المال اللازم أم لا.
الثاني: أن تكتشف قناعاتك الشخصية تجاه الأمر الذي تريده:
ويمكن أن يساعد تطبيق ما يُعرف بتمرين "براندل" في الكشف عن قناعاتك الداخلية تجاه أمر معين، وباختصار، يتضمن هذا التمرين كتابة الكلمة التي تريد معرفة قناعاتك نحوها عشر مرات أو أكثر، ثم تكتب ما يخطر في بالك عنها؛ فمثلًا لو أردت معرفة قناعاتك تجاه الوظيفة، فيمكن أن تكتب: الوظيفة ضمان للمستقبل أو الوظيفة مملة أو تحد من إمكاناتي...إلخ؛ بهذه الطريقة ستتمكن من التعرف على قناعاتك الشخصية، وتبدأ في تعديلها أو تغييرها لكي تصبح متفقة مع قانون الوفرة، وهكذا ستتغير قناعاتك فيما يتعلق بالجوانب التي تعتقد بندرتها نحو القناعة بوفرتها.

كيف تغيّر فكرتك عن الأشياء من الندرة إلى الوفرة؟:

1. اشكر الله واحمده على النِعَم التي تملكها:
قد تكون قناعاتك عن ما تملكه الآن بأنه لا يساوي شيئًا، بينما هو مجرد أمنيات بالنسبة إلى غيرك، إن الشكر يجعلك منسجمًا مع قانون الوفرة التي تنعم فيها الآن.
2. حقّق الاكتفاء الذاتي:
اقتنع بأنك تملك كل ما تحتاج إليه، يجب عليك أن تتعلم كيف تكون سعيدًا بما تملك، لأنك إن لم تكن كذلك فلن تتمكن من الاستمتاع بما يمكن أن تحققه في قادم الأيام؛ إن قدرتنا على الاستمتاع بما نملك تنبع من طريقتنا في الحياة وليس من الأشياء الخارجية؛ فالإحساس بالإشباع النفسي هو شيء ينبع من دواخلنا.
3. ركّز على ما تملك:
عليك ألا تفكر فيما لا تملك، فقط ركّز على ما تملكه؛ فحينها ستشعر أنك تعيش في وفرةٍ وسِعَة.
4. قل لنفسك أنك تستحق الأفضل:
لا تنظر إلى نفسك نظرة دونية تجعلك تشكو من القلة والندرة؛ فأنت تستحق الأفضل على الدوام، وعليك أن تقنع نفسك بأن هناك وفرة في كل شيءٍ حولك، فهذا لا يجعلك تعيش في وفرة لوحدك فحسب، بل أن هناك ما يكفي للجميع.
5. عَوِّد نفسك على العطاء:
لا تفكّر في الأخذ فقط بل أعطِ قبل أن تأخذ، ولا يقتصر ذلك على المال فقط، بل يتعداه إلى كل شيء؛ فبادر إلى إشعار من حولك بالتعاطف والحب والاهتمام، فإذا أردت أن تصل إلى حالة الوفرة فعَوّد نفسك على زيادة العطاء، لأن البخل والامتناع عن العطاء سوف يُشعِرانك بالندرة.
6. الوفرة لا تعني تَمُلّك الأشياء:
وإنما هي حالة تستطيع التوافق معها، إن الشعور بالحاجة إلى الأشياء والتمسّك بها يجعلنا نحكم عليها بالندرة، لأننا نتعامل معها ونحن نشعر بالخوف من فقدانها أو قلتها. يقول الكاتب والمحاضر العالمي واين داير: "إن حياة الوفرة لا تعني بالضرورة حياة نجمع فيها الأشياء، ولكنها حياة نُنمّي فيها إحساسًا روحيًا بعدم وجود حدود لكل شيء".

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..