Loading Offers..
100 100 100

هل نربي أطفالًا يفتقرون للطموح والقناعة؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هل نربي أطفالًا يفتقرون للطموحات والقناعة؟ سؤال يتردد في عقلي كثيرًا في الآونة الأخيرة، أعلم أن أمامي الكثير من الوقت لأفكر في الأمر ولأكتشف النتائج، خاصةً أن طفلي الوحيد لم يتجاوز الخمس سنوات بعد، لكنني بدأت أشعر أن هناك خطأً ما، خطأ ارتكبته أنا ووالده أثناء رحلتنا القصيرة معه، فعلى الرغم من صغر سنّه إلا أن ما أراه يوميًا يزعجني بشكلٍ كبير ويؤرّق تفكيري. أعتقد أنها ليست مشكلتي وحدي ولكنها مشكلة الملايين من الآباء والأمهات الذين يسعون جاهدين لإعطاء أطفالهم جودة حياة أفضل ويحققوا لهم أحلامهم الصغيرة وطموحاتهم البسيطة، نحن نسعى جاهدين بكل ما أوتينا من قوة من أجل إشباع أطفالنا وإعطاءهم كل ما يحتاجون إليه، لكن للأسف يبدو أننا في الطريق إلى ذلك أصبنا أطفالنا بفقرٍ في الطموح وفقرٍ في الشعور بالقناعة. كل لعبة يطلبها أطفالنا نقوم بشرائها لهم، كل نوع طعام يشتهيه أطفالنا نُحضره، كل مكان يحلم أطفالنا بالذهاب إليه نذهب إليه، نحاول بجد أن نجعلهم سعداء، أن نلبّي مطالبهم حتى وإن كان هذا على حساب راحتنا، وندفع مقابله مزيدًا من الوقت والجهد في العمل، فقط لنضمن أنه لا ينقصهم أي شيء. لكن ما يحدث هو أن طلباتهم تزداد وتزداد طوال الوقت، لا يتوقفون عن ترديد جُمل مثل "أنا أريد" "أنا أحتاج" "هل يمكن أن تشتروا لي هذا؟" "أحضروا لي ذاك" دون توقّف، حتى وإن أحضرنا لهم مليون لعبة يظلّون يبحثون عن اللعبة التي لم نحضرها ليطالبونا بها، يبكون كي نحضرها متناسين كل ما يمتلكون من ألعاب. نذهب بهم إلى ألف مكان ونسافر معهم لكنهم لا يشعرون أبدًا بالرضا أو القناعة، نحضر لهم أشهى أنواع الأطعمة والحلويات وبمجرد أن يذهبوا إلى أي منزلٍ غير منزلنا يتناولون الطعام بدهشةٍ وشهية وكأننا لا نطعمهم أبدًا! أعلم أن هذه هي طباع أغلب الأطفال إن لم يكن جميعهم، وأنه أمرٌ عادي في مثل هذه السنّ الصغيرة، لكني لا أخفي عليكم أنه وبالرغم من كل هذا أشعر بالسوء الشديد وكأنني لا أقوم بأي شيءٍ لأجله! أتذكر حين كنت طفلة في مثل سنّه لم أكن أمتلك كل هذا الكمّ من الألعاب والأشياء المُسلّية، لم أكن أخرج وأتنزّه بنفس القدر الذي يفعله هو، كان أقصى طموحاتي بسيط للغاية وكنت أقبل بأي شيء يحضره لي والدي، حين أصبحت أكبر قليلًا كان أفضل ما يمكن أن أطلبه مزيدًا من الوقت على أجهزة الألعاب الإلكترونية، أو أن أقضي بعض الوقت في اللعب مع أبناء خالتي. أطفال اليوم تغيروا تبعًا لتغيّر كل شيءٍ حولهم، أعلم هذا، لكني أشعر بالذنب تجاههم، هل نربّيهم بشكلٍ خاطئ؟ هل كل ما نقدمه لهم من أجل إسعادهم يجعل منهم كائناتٍ أنانية لا تفكر إلا في نفسها ورغباتها فقط؟ كيف سيؤثر هذا على حياتهم في المستقبل؟ هل سيصبحوا رجالًا ونساءً بدون طموحات لا يرضون عن أي شيء في حياتهم ولا يفعلون شيء حيال ذلك إلا البكاء والنحيب؟ أعتقد أننا كآباء وأمهات بحاجة إلى إعادة تقييم للطريقة التي نتعاطى بها مع أطفالنا، لا أعلم ما هو الصحيح وما هو الخاطئ؟ لا أعلم إن كان سعينا لتوفير كل شيء لهم يساعدهم فعلًا أم يدمّر شخصياتهم؟ لكنني أتمنى من كل شخص يقرأ هذا المقال أن يفكر مثلما أفكر ويحاول أن يعدّل من طريقته في تعامله مع أطفاله. أعلم أن هناك ملايين المشاعر المتضاربة بداخلنا وأعلم أن كل ما طرحته من أسئلة بالتأكيد يدور في عقولكم، لا أدّعي أنني أملك الحل، لكنني أتمنى منكم أن تساعدوني وتساعدون أنفسكم على الوصول لهذا الحل، هذا الحل الذي سيمنح أطفالنا التوازن بين ما يريدون وبين ما لا يُفسد شخصياتهم ويحرمهم من القناعة والطموح.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..