Loading Offers..
100 100 100

اختر قدوتك وانطلق؛ فالوقت لاينتظرك!

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

من هم قدوتك في الحياة؟! عندما تُقلِّب صفحات كتب التاريخ وتقرأ عن سير أعلام الأمة وشخصياتها أو تسمع حكاياهم من الأجداد ومن لهم علمٌ بأخبارهم، حينها تقف على محراب الحياة الحقيقية، ترى ذاك النور المنبعث بكل جمال ليضيء لك عتمة التقلبات ويزيح عنك ستار الظلام الحالك من ترهات هذه الدنيا، تشعر بأرواحهم وهم يُسطرون أبهى صور الإعمار على هذه الأرض، ويُخلّدون ذكراهم بأثر أعمالهم وطِيب مقَالهم.. تلمس ذاك الأثر والتأثير بين جنبات روحك وكيانك دون أن تدرك، تتعطش لأن ترتوي من نهر أثرهم المتوارث عبر آثارهم المزروعة بين الأجيال حتى تصلك! علماء وشخصيات وعظماء تشهد أمجادهم أنّ الجسد يبلى، والفٍكر يَبقى.. أنّ الرحيل محتوم، والأثر معلوم؛ كيف لا ونحن نتشرّب الحكمة منهم، وننسج ثوب الحياة على خطاهم، ونقتفي أثرهم في المسير لئلا نتعثر! حين نبحث عن قدوة ما، او نقف على شخصية ما.. ما يلفت انتباهنا؟ عما نبحث تحديداً؟!.. إلى ماذا نريد أن نصل؟! الجواب واحد "جوهر الأخلاق" القائم على أسس ومبادئ عظمى تسمو بالإنسانية كما هي؛ لتستقي منهم تلك الصفات التي نحاول جاهدين التمسك بها وكأنها منَّا الروح للجسد.. ما بين العبادة، العلم، الأمانة، الصدق، البذل، العطاء، التسامح، التواضع، الود، العفو، العزيمة، الهمّة، والتحدي، الشجاعة، الإقدام، القدرة على الإنجاز... الخ في قصصهم و تجاربهم لنا عظة وعبرة وحكمة لإنهم ببساطة القول زرعوا فيها بذرة الخير بكل جوانبه ليقولوا لك هانحن نُعطي "فهرس، خارطة طريق" يُعينك على قراءة حياتك وتخطي عتباتها، وتجنب عثراتها، ليقولوا لك كيف تسمو بنفسك كإنسان، كيف تقوى، كيف تَعْبُر، كيف تصمد.. بل كيف تكون كما خُلِقتَ له. وما إن تبحر في تاريخ هؤلاء العظماء ستعلم كما هم متشابهون من صفاتهم حد الانتساخ لأنها قائمة على مبدأ الإنسانية والدين القويم.. ستلقى أرواحهم تهتف بيننا، ستلقى الرابط المشترك بينهم حتى تدرك أن الأمر هو روح الأثر الذي زرعوه في نفوسنا. ومن أبسط حقوقك على نفسك أن تعرف سرّ وجودك، وسرّ الحياة.. أن تفتش على ما يجب أن تكون عليه، أن تواجه الصعاب، أن تُثابر، بل أن تصنع نفسك في هذه الحياة؛ ليبقى لك شيءُ يُذكر بعد أن يُواريكَ التراب. ينتهي اليوم ويأتي آخر وتتوالى الأيام والسؤال نفسه تضج به روحكَ، من أنا؟ ومن يجب أكون؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ أيستعصي عليك الأمر لأن تصل؟! لا عجب !.. فتش بين الوجوه وبين الكتب، قلّب ناظريك بين الخلق، واسبح في ملكوت كل شيء؛ ستجد حتماً الرد، وإن لم يكن فبالقدوات يكن. القدوة لن تحل مشاكلك، لن تواجه الصعاب عنك، لن تُحاسب – حين الخطأ او الذنب - عنك، لن تبكي وتتألم لأجلك، لن تزيح الأشواك من طريقك، لن تأخذ بيديك إلى النجاح، السعادة، الجنة!.. هي لن تفعل لكَ شيئاً، أنت من ستفعل – بتجاربها وشخصياتها وقصصها - شيئاً، تعلّم منها، استشفّ الحلول من تجاربها، خذ العبرة مما واجهها واصنع لنفسك درعاً خاصاً بك، ارسم خريطة طريق تُمثلك من بين سطور حياتهم التي رسمت لك ملامح واضحة للحياة، استوعب ما كانوا عليه، ولِما كانوا بهذا الوجه وعليه امسك بزمام أمرك وانطلق في ميادين الحياة. الإنسان القابع خلف جدران الواقع، أو الإنسان المتبع لقدواتٍ سيئة كلاهما سواء – بالنسبة لي- فكلاهما مُضر لنفسه ولمجتمعه، لا يصدر منه إصلاح، ولا يُدرك من خلاله فلاح، بل ربما تعدى الأمر إلى أن يُصبح جزءًا من منظمومة شر أو فساد... الخ قال ابن تيمية رحمه الله: كم من النَّاس لم يرد خيرًا ولا شرًا حتى رأى غيره، لا سيما إن كان نظيره يفعله ففعله؛ فإن الناس كأسراب القطا مجبولون على التشبه بعضهم ببعض. ولهذا كان المبتدئ بالخير وبالشر له مثل من تبعه من الأجر والوزر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة، فعُمِل بها بعده، كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّة سيئة، فعُمِل بها بعده، كُتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء» صحيح مسلم. [ الاستقامة ٢ / ٢٥٥ ] حان الوقت لأن تُراجع حساباتك فيمن يجب أن يكون ضمن قدواتك، وانطلق في الحياة؛ فإنها لن تنتظرك، ابنِ مجدك كما بناه من قبلك الكثير وكانوا لا شيء يُذكر؛ فأصبح الكون لهم ذاكراً شاكراً، وعلى خُطاه عاملاً.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..