لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أعرف أنك ولِدتَ طفلًا وديعًا، ذا عينٍ مليئة بالشغف، والفضول، والحب، والشجاعة التي لا يخبو بريقها.. كنت طفلًا جريئًا، وقضيت طفولة مغامرة، وشيئًا فشيئًا كبرت، وذاك الطفل الذي بداخلك اختفى، واكتشفت أن هناك قائمة من الرسامين الذين ينتظرون رسمك، ورسم معالم وجهك، ورسم ملابسك وطريقك ونوع سيارتك وهاتفك والأشخاص الذين ستخرج معهم، مهلًا! ماذا عن الطفل الشجاع ذي العين المليئة بالفضول! أصبحتَ مكتئبًا، وغير مرتاح في حياتك، رغم أنك كنت تضحك ملء فمك لأنك كنت -أنت- ببساطة ..
أنا هنا أتيت لأُخبرك كيف تعود ذلك الطفل الشجاع، كيف؟
١- السعي والتركيز على طريقك:
اسعَ في الطريق الذي ترسمه لنفسك، سيقولون لك لا يوجد هناك طريق! إلى أين تسير؟! ولكن من يرسم لنفسه طريقًا لا يستطيع غيره أن يراه أليس كذلك؟
٢- احمِ عقلك ولا تلوّثه بآراء من حولك:
اسمعْ للحقائق التي تُريد أن تُصدقها، التي تفيدك إن عرفتها، وإن كانت هناك حقائق سيئة لا تسمعها، ضع يدك على أذنيك ولا تسمعها وتُدخلها لعقلك المليء بعالمٍ مختلف عن العالم الذي تعيشه ويعيش فيه باقي الناس، تذكّر أن هناك من يرى أن الدنيا مُسيّرة، والبعض يرونها مُخيّرة، ربما والدك يقول لك من جدّ وجد ومن زرع حصد، وأمك تقول كل شيء مكتوب لك سيأتيك في فراشك، نحن أفكارنا أيها الطفل الشجاع، تذكر ذلك واجعل عقلك مليئا بأفكار تخصك! ثم تفيدك وتشعرك بالانسجام وتحقق أهداف يومك وحياتك.
٣-ضع حدودك بنفسك:
ها قد كبرت ووجدت الكثير من الحدود، حدود في كل مجال ومكان، ولكن أظنك وجدت الكثير من الكبار ممن تثق بهم ببساطة يتجاوزون الحدود ولا لحد يعترض عليهم، ثم تتساءل لماذا؟ سأخبرك بأن الحدود في مجتمعك ربما أغلبها وضعت منذ زمن قديم ووضعت في حالات معينة، ولكن أهلك الآن يلزمونك بها. أنت لا تستطيع أن تتغيب عن الزيارة العائلية كل أسبوع إلى جدتك! ماذا سيقولون عنك! إنك ترتكب جريمة في قانونهم، لا يستطيعون تقبّل ملابسك وآرائك وكلماتك لأنها تخالف ما تعوّدوا عليه، تجرّأ أيها الطفل وحكّم عقلك وقلبك! وتجاوز الحدود التي تُريد!نحن نضع الحدود لأنفسنا، لذا اختر حدودك بدقةٍ لا تقف عند خوفك أنت هنا تختار الخوف حدًا كبيرًا في طريقك، تغلّب عليه، ثم إن الحدود لماذا وجدت؟ أليس لانتهاكها؟ وليكن هذا تعريفك للحدود! الحدود ليس لتقف أمامها وتتألم! إن كان يفيدك تجاوزها، تجاوزها دون تردد!عندما تقيدك حدود واقعك! اهرب واخلق عالم مليء بالحرية والراحة لِتُحرر عقلك. لا يمكن التحكم على شخص يخلق عالمه بداخله .. إن انهدم عالمه، خلق عالمًا آخرًا له وإن أخطأ في الطريق عاد ليرسم طريق آخر.
٤-تجاوز، تجاوز وابنِ عالمًا يناسبك:
بيئتك وغرفتك والناس الذين تقضي معظم يومك معهم يشكّلون حياتك ومستقبلك، اخترهم بعناية، واختر ما تستمع إليه وما تشاهده وما تقوله، إن آمنت بشيء، آمن بهِ وبقوة. تجاوز وتجاهل كثيرًا لا تدقق في تفاصيل الحياة، الناس الذين يبقون عالقين ومتعلقين ببقايا المواقف والأيام، أعتقد أنهم لا يستحقون الحياة.لن يفهم أحد أسطورتك الشخصية هذه، وربما يرونك مبالغا في رسم صورته وأفكاره لأنهم تعوّدوا على صور معروفة ومكررة لا عليك واحتفظ بصورتك في رأسك وافتخر بها لأنها من صنعك واختيارك، عليك أن تتكيّف مع ذلك وأن تحاول خلق عالم خاص بك وبالذين يدعمونك ويوافقونك أفكارك.
٥- لكي تبني أسطورتك الشخصية، تقرّب إلى نفسك:
وكن لها مثلما تكون لأقرب صديق لديك، تذكّر أنك كنت تساعد صديقك عند كل مشكلة وخطأ يفعله. لا توبّخ نفسك، وتعلّم كيف تفهم نفسك، كيف تُراضيها، كيف تحنو عليها لكي لا تجد الفراغ يقودك للضياع، وإن ضعت تأكد أنك ستجد نور إمكاناتك الأفضل، ينتظرك في آخر متاهتك، استمر وانظر إليه بفخر وترقّب وأمان وتذكّر هذه المقولة لأحد شخصيات رواية الخيميائي -التي أنصحك فعلاً لقراءتها لتفهم كيف تجد اسطورتك الشخصية وكيف تحقق حلمك-(
إذا رغبت في شيء، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك) فلا تخف من رغبتك وتحقيقها وتشعر بالوحدة، فالكون عليك يخدمك ويدعمك.
٦- ليكن لديك حُلمك الخاص:
لا تنم وأنت تفكر في تحقيق أحلام عائلتك فقط، لا بد أن يكون لديك حلم تحمله بداخلك كتعويذة سحرية تحميك من الانهيار والتعب والضياع، ارسم حلمك في دفترك وانظر إليه بعين خيالك، ولن تتخيل شيء لن تستطيع القيام به، وكما قال الخيميائي "كلما اقتربنا من تحقيق أحلامنا، أصبحت الأسطورة الشخصية دافعًا حقيقيًا للحياة" ومهما فعلت ، فعليك إيجاد نفسك وهذه مهمتك وحدك.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد