Loading Offers..
100 100 100

هل تعاني من مشكلة في ضبط النفس؟ دونك الحل

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

تتميز مشاكلنا الأكثر إثارةً للقلق (ابتداءً من الإفراط في الأكل، ومرورًا بعدم ممارسة الرياضة بانتظام، وانتهاءً بعدم توفير ما يكفي من المال للتقاعد) بقاسمٍ مشترك، ألا وهو: غياب ضبط النفس. يمنحنا ضبط النفس القدرة على قول (لا) للخيارات التي تُحقق سعادة آنية، لكنها مُكلفة على المدى الطويل: قطعة الشوكولا أم التفاحة؟ الاسترخاء على الأريكة عصرًا أم الهرولة إلى الصالة الرياضية؟ رغم إحساسنا بأننا نستحق الأفضل، فإننا غالبًا ما نفشل في تحقيق غاياتنا السامية.حيّرت مشكلة (ضبط النفس) علماء النفس والسلوك لعقودٍ من الزمن. وكشفت مجموعة كبيرة من أبحاثهم المواقف التي يفشل المرء أمامها في ضبط نفسه، إضافةً لأدوات تساعدهم على تحكّمٍ بالنفس أفضل. على سبيل المثال، وجدت بعض تلك الأبحاث أننا نواظب على المهام -التي تتطلب ضبطًا عاليًا للنفس -حين نتوقع وجود عائد ماديّ من ورائها- أو عندما يُغرينا أحدهم بعائدٍ معنويٍ كبير (كتغييرنا لحياة المصابين بألزهايمر من خلال تطوعنا على إيجاد علاجٍ لهم).لكن ماذا إن لم يكن هناك عائد مادي أو معنوي قصير الأجل؟ حينها سينتهي تأثير هذه المهام على ضبطنا لأنفسنا بمجرد إنجازها. لذا، لا بدّ من حلٍ آخر…

الطقوس: سلاحك للفوز في المعركة

يمتلك اللاعبون في جميع أنواع الرياضات مجموعة من الطقوس التي تتضمن تناول نفس الأطعمة بنفس الترتيب أو الاستماع إلى قائمة تشغيل حماسية (بذات الترتيب) قبل كل مباراة، وتُعدّ هذه الطقوس -بالنسبة للكثيرين منهم- جزءًا من الترتيب.  توصّل بروفيسور علم النفس السلوكي Francesca Gino مع زملائه إلى نتيجةٍ مفادها أن الطقوس تُقلل من الشعور بالقلق الذي يتولد لدى الإنسان قبل انطلاقه في المهام المُجهدة، كما وتعمل على تحسين الأداء ومنحنا إحساسًا أكبر بالسيطرة بعد تعرضنا للخسارة (المادية أو المعنوية). فهل يمكن للطقوس أيضًا أن تُثبت فعاليتها في مقاومة الإغراءات؟
الإجابة باختصار هي: نعم!
ففي إحدى الدراسات، قسّم البروفيسور عدّة فتيات يرغبن حقًا بفقدان وزنهنّ الزائد إلى مجموعتين: طالب المجموعة الأولى بمراقبة ما يأكلنه خلال الأيام الخمس القادمة (الطريقة التقليدية في إنقاص الوزن)، في حين علّم المجموعة الثانية طقوسًا لتناول الطعام، وطلب من أعضائها ممارسة تلك الطقوس قبل تناول أي شيء.
  • لم يُطلب من أي مجموعة تناول قدر أقل من الطعام أو تحديد نوعية معينة منه.
  •   أُنشأت طقوس المجموعة الثانية بشكلٍ عشوائي!
الطقوس: 
  • تقطيع الطعام قبل تناوله
  • ترتيب القطع بحيث تكون متماثلة تمامًا في طرفيّ الطبق (لكل قطعة طماطم على الجانب الأيمن للطبق، نظيرة لها على الجانب الآخر له)
  • الضغط على الطعام -باستخدام الملعقة- ثلاث مرات قبل البدء في تناوله.
ولمراقبة السعرات الحرارية، طلب الباحث من المشاركات تحميل تطبيق "ماي فيتنيس بال MyFitnessPal"على هواتفهنّ الذكية (يُتيح تطبيق MyFitnessPal للمستخدم تحديد نوع وكمية الطعام الذي يتناوله بشكلٍ دقيق، مع تذكيره بتسجيل الدخول في مواعيد الوجبات)، ما ميّز التطبيق هو إمكانية وصول البروفيسور إلى هذه (اليوميات الغذائية) عبر الإنترنت.

والنتيجة؟

وكما هو متوقع، استهلكت مشاركات المجموعة الثانية سعرات حرارية أقل (بمتوسط 1424 سعرة حرارية لكل يوم ) بالمقارنة مع زميلاتهنّ في المجموعة الأولى (اللواتي استهلكن 1648 سعرة حرارية تقريبًا)، إضافةً لاستهلاكنّ كميات أقل من الدهون والسكريات. والطريف في الأمر أن مشاركات المجموعة الثانية عبّرن عن اعتقادهنّ بأن الطقوس (ليست مفيدة حقًا) وأنهنّ -على الأرجح- لن يواصلن ممارستها!وجدت أبحاث علم النفس أن سلوكنا يقودنا إلى استنتاجات حول أنفسنا: فالتبرع بالمال يجعلنا ننظر إلى أنفسنا على أننا عطوفين، وترك مقعدنا في القطار لعجوز أو امرأة يقودنا إلى الاعتقاد بأننا مهذبين، وبالمثل عندما نرى أنفسنا نمارس طقوسا معينة، فإننا نرمز إلى هذا السلوك كإشارةٍ على أننا شعب يتمتع بالانضباط الذاتي.

هل الطقوس مضيعة للوقت؟

تضع الفلسفة الكونفوشيوسية الكلاسيكية الكثير من التركيز على الطقوس. قد لا يكون من المفاجئ، إذن، أن تشير الأدلة إلى أن شرق آسيا من الثقافات الكونفوشيوسية ذات الطقوس الدينية العالية لديهم مهارات تنظيم ذاتي أقوى ممن ينتمون للثقافات الغربية. وبالمثل، فإن نمط الحياة العسكرية عبر الثقافات معروف بأنه يحرض على الانضباط الذاتي والتنظيم السلوكي، وربما يعود ذلك جزئيًا إلى طقوسه العديدة، بما في ذلك السير، والترديد وغير ذلك من السلوكيات المنظمة التي تضمن النظام ومستويات عالية من التحفيز.قد تبدو الطقوس -في البداية- وكأنها مضيعة للوقت. إلا أن تأثيرها كما تشير أبحاث البروفيسور Francesca Gino قوي للغاية. ويمكنها تعزيز انضباطنا الشخصي بشكلٍ لا يُصدّق!

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..